الرئيسية / أخبار العالم / ضغوط على نتنياهو لكشف ما يخفيه من اتفاقيات أمنية سرية مع الإمارات

ضغوط على نتنياهو لكشف ما يخفيه من اتفاقيات أمنية سرية مع الإمارات

مجلة وفاء wafaamagazine

نظير مجلي 

بعد أن أكد السفير الأميركي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، المعلومات بأن بلاده وافقت على بيع دولة الإمارات العربية طائرات «إف 35» وغيرها من الأسلحة المتطورة، ضمن صفقة السلام بينها وبين إسرائيل، خرجت مصادر عسكرية في تل أبيب بحملة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تتهمه فيها باتباع «طرق ملتوية» على الجيش وطالبوه بالكشف عن كامل تفاصيل الاتفاق وما يخفيه من معلومات أخرى تتعلق بالأمن.


ونقل المحرر العسكري في موقع «واللا» الإلكتروني الإخباري، أمير بوحبوط، عن مصدر رفيع في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قوله: «بعد أن تبين أن مكتب رئيس الحكومة آثر السير في طرق خفية وملتوية بشأن القضايا الأمنية المحيطة بالاتفاق مع الإمارات، اتضح أن هناك تحركاً آخر قد تم من دون إطلاع وزير الأمن (بيني غانتس) ورئيس أركان الجيش (أفيف كوخافي) وقائد القوات الجوية (عميكام نوركين)».


وقالت هذه المصادر إن نتنياهو أخفى المعلومات لأنه يعرف أن الجيش يعارض بيع أي أسلحة تحدث خللا في التوازن العسكري القائم، الذي يحدد سياسة أميركية واضحة وراسخة تضمن التفوق الإسرائيلي الدائم في الشرق الأوسط، لأنه أراد هذا الاتفاق بأي ثمن.


وشددت المصادر على أن المسؤولين في الأجهزة الأمنية يعتقدون أن «التصرف على هذا النحو واتباع هذا النهج يعزز من الشكوك حول وجود بنود أخرى (قضايا أمنية تضمنت اتفاق التحالف مع الإمارات) لا نعرف عنها شيئا. كل عام هناك ما لا يقل عن 12 نقاشاً حول التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط، كان لا بد من مناقشة المسألة بعمق، وليس بالطرق المشبوهة التي اتبعها نتنياهو».


وأشار بوحبوط إلى حالة من القلق في صفوف قادة الجيش الإسرائيلي ومسؤولي وزارة الأمن بشأن احتمال إبرام إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، صفقة تبيع من خلالها طائرات إف 35 للإمارات، وبشأن احتمال قيام البيت الأبيض بالتجاوب مع طلبات دول عربية أخرى الحصول على أسلحة متطورة.


المعروف أن نتنياهو نفى قطعيا في عدة تصريحات صحافية أن يكون وافق على بيع الطائرات إلى الإمارات. ولكن السفير فريدمان، أدلى بتصريحات لصحيفة «جيروساليم بوست»، الإسرائيلية حاول فيها التخفيف من وطأة هذه الصفقة فقال: «اتفاق التحالف الذي توصلت إليه تل أبيب مع أبوظبي برعاية أميركية، لا يقوض أمن إسرائيل». وأضاف أن بلاده ستعمل على أن «تكون صفقات الأسلحة القادمة محكومة بالتزام الولايات المتحدة بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة. فالولايات المتحدة ستُخضع أي صفقة بيع أسلحة في الشرق الأوسط إلى عملية «حافة النوعية العسكرية» (QME)، وهي السياسة التي تحولت إلى عقيدة أميركية نلتزم من خلالها بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل، من حيث المزايا التكنولوجية والتكتيكية وغيرها من المزايا التي تسمح لها بردع الأعداء المتفوقين عددياً (العرب)».


وقال فريدمان: «من المحتمل فرضياً أن تحصل الإمارات يوماً ما على مصادقة أميركية لشراء طائرات إف 35. إلا أن عملية الشراء والتصنيع ستستغرق سنوات عديدة وسيكون هناك متسع من الوقت لهذه العلاقة. وفي نهاية المطاف، وفي ظل الظروف المناسبة، ستستفيد كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل كبير من وجود حليف قوي يقع على مضيق هرمز قرب إيران».


ونفى فريدمان الادعاءات بأن الأمن الإسرائيلي سيكون في خطر من جراء بيع أسلحة متطورة للإمارات. معتبرا أن «المنطقة اليوم أكثر أماناً واستقراراً والمستقبل أكثر إشراقاً»، مشددا على أن «أي بيع صفقة أسلحة تبرمها الولايات المتحدة مع الإمارات أو أي لاعب إقليمي آخر، ستظل محكومة بالتزامنا بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل – هذا هو القانون».


واعتبر وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، أفيغدور ليبرمان، هذا التصريح اعترافا بما نشر عن صفقة الأسلحة الأميركية للإمارات وتكذيبا لتصريحات نتنياهو. وأيد ليبرمان مطلب الجيش في كشف كل التفاصيل، وقال في تصريحات صحافية، أمس الخميس: «هذه صفقة ذات أبعاد خطيرة. وهي بالمناسبة لا تقتصر على شبكة الأسلحة الأكثر تطورا في التاريخ، التي تسمى «طائرة إف 35»، بل إن الحديث يدور عن أسلحة إضافية لا تقل حداثة وخطورة، مثل أحدث أنواع الطائرات المقاتلة المسيرة، تزويد الأسلحة القائمة بأحدث صرعات تكنولوجية، توفير وسائل تكنولوجية عالية لحرب السايبر وغيرها».


وقال: «أنا من أشد أنصار السلام مع الإمارات. ولكن هذه الصفقة وطريقة إخفاء نتنياهو تفاصيلها ووقاحته في القول إنه لم يعط موافقته عليها، تعتبر مظاهر تدميرية على مستقبل الدولة العبرية».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الشرق الأوسط

عن Z H