الرئيسية / سياسة / استثمار 4 آب: من دير شبيغل الى الراعي‎!‎ البطريرك يسوّق للسلام مع العدو ويتماهى مع الدعاية الاسرائيلية ضد المقاو-مة

استثمار 4 آب: من دير شبيغل الى الراعي‎!‎ البطريرك يسوّق للسلام مع العدو ويتماهى مع الدعاية الاسرائيلية ضد المقاو-مة

مجلة وفاء wafaamagazine 

كتبت صحيفة ” الأخبار ” تقول : في ظل عجز الطبقة الحاكمة عن الاتفاق على إطلاق قطار تأليف حكومة جديدة، وهو ما دفع بالرئيس نبيه بري إلى ‏إعلان “انسحابه” من مفاوضات التأليف، عاد البطريرك الماروني بشارة الراعي ليعزف على موضوع “الحياد ‏الناشط”، لكنه وصل أمس إلى حد التسويق للسلام مع إسرائيل، على قاعدة أن “لبنان اليوم هو الأحوج إلى السلام ‏ليتمكن من استعادة قواه والقيام بدوره في محيطه لخدمة حقوق الإنسان والشعوب. كفانا حروباً وقتالاً ونزاعات لا ‏نريدها‎!”.


ليس هذا فحسب، لم يتردد البطريرك في التماهي مع الدعاية الاسرائيلية التي تتهم حزب الله بتخزين السلاح في ‏الأحياء السكنية. ولذلك، دعا السلطة اللبنانية لتعتبر كارثة مرفأ بيروت بمنزلة جرس إنذار، فتبادر إلى دهم كل ‏مخابئ السلاح والمتفجرات ومخازنه المنتشرة من غير وجه شرعي بين الأحياء السكنية في المدن والبلدات ‏والقرى. وقال إن وجود هذه المخابئ يمثّل تهديداً جدياً وخطيراً لحياة المواطنين التي ليست ملك أي شخص أو فئة ‏أو حزب أو منظمة‎.‎

كلام الراعي لا يمكن عزله عن السعي المدروس لشيطنة حزب الله، من باب انفجار المرفأ، واستعجال استخدام ‏نتائج التفجير لتوجيه “العصف”، سياسياً، ومحاولة حصد نتائج سياسية وشعبية فورية. وبعد محاولات فاشلة ‏لإلصاق الانفجار بالحزب عبر اتهامه بتخزين السلاح، انتقلت الحملة إلى اتهامه بالمسؤولية عن شحنة النيترات. ‏وفي سياق يشبه السياق الذي اعتمد قبل 15 عاماً لتحميل الحزب مسؤولية التفجير الذي استهدف الرئيس رفيق ‏الحريري، عادت مجلة “ديرشبيغل” الألمانية لتكون محور جوقة اتهامه بالمسؤولية عن شحنة النيترات. هذه ‏الخطوة كانت بدأت مع صحيفة‎ Die Welt ‎الالمانية، التي اتهمت الحزب بإدخال شحنات من النيترات إلى لبنان، ‏غير تلك التي انفجرت في المرفأ. ويمكن الجزم بأن مصدر معلومات “دي فيلت” لم يكن سوى الاستخبارات ‏الاسرائيلية. بعد ذلك، دخلت “ديرشبيغل” على الخط، بالتعاون مع منظمة‎ OCCRP (‎مشروع تتبع الجريمة ‏المنظمة والفساد العابر للحدود وشركائه) التي لا تخفي أنها تتلقى تمويلاً من الحكومة الأميركية. وفي تقرير أعدّته ‏المجلة الألمانية والمنظمة المموّلة اميركياً، جرى الربط بين الحزب وشحنة النيترات بطريقة أقل ما يقال فيها إنها ‏رخيصة. يقول مُعدّو التقرير إن صاحب الشركة التي تملك السفينة التي أتت إلى لبنان عام 2013 محملة بـ2750 ‏طناً من نيترات الأمونيوم، يملك شركة سبق أن حصلت عام 2011 على قرض من مصرف‎ FBME، وهو ‏مصرف في قبرص وتنزانيا يملكه لبنانيون، وجرت تصفيته بأوامر أميركية، عام 2017، بناءً على اتهام بتبييض ‏الاموال وبفتح حسابات لشخص تتهمه الإدارة الأميركية بتمويل حزب الله. وصاحب الشركة التي تملك السفينة، ‏ليس مستأجرها، ولا هو صاحب شحنة النيترات. لكن هذا الأمر لم يمنع “دير شبيغل” من الربط بين النيترات ‏وحزب الله، في عنوان قصتها‎.


وكما كان يجري في التحقيق باغتيال الحريري عام 2005، كذلك بعد انفجر المرفأ عام 2020: تُنشر معلومات في ‏وسائل إعلام اجنبية (ديرشبيغل…)، ثم تُشنّ حملة في وسائل إعلام لبنانية وعربية، وخاصة تلك المموّلة غربياً ‏وخليجياً، للتعامل مع ما يُنشر في الغرب على أنه ركيزة لاتهام سياسي. وفي هذه الحالة، الوقائع ليست مهمة. ‏فمهما كانت المعلومات ضعيفة، ومهما كانت الاستنتاجات المستقاة منها أكثر ضعفاً، المهم ما سيعلق في أذهان ‏المتلقين‎.


وكما الحملة على حزب الله، كذلك يتعرّض رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لهجوم منسّق، هذه المرة ليس ‏من زاوية الانتماء السياسي للمدير العام للجمارك، بل بتوجيه اتهام مباشر لباسيل بأنه استقدم “باخرة النيترات” ‏إلى بيروت. وهذا الاتهام مبنيّ على أن المعدات والشاحنات التي أتت الباخرة “روسوس” إلى بيروت لشحنها إلى ‏الأردن، استخدِمَت من قبَل شركة في لبنان لتنفيذ عقد لصالح وزارة الطاقة. وعندما أرادت الشركة إرسال المعدات ‏والشاحنات إلى الأردن عام 2013، اختارت عبر سمسار وكالات بحرية سفينة “روسوس” التي أتت محمّلة ‏بالنيترات وعجزت عن حمل الشاحنات والمعدات وعلقت في بيروت. ورغم أنه لم يكن لوزارة الطاقة أي صلة ‏بالتصدير ولا باختيار السفينة، جرى أمس، بقرار أمني – سياسي، الزج بباسيل في القضية لتحميله مسؤولية ‏الباخرة‎.‎