مجلة وفاء wafaamagazine
شدد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، في ذكرى عاشوراء على أن “الإمام الحسين تصدى للإنقلاب مقدما نفسه وأهله قربانا في سبيل الدين وإستطاع الى حد كبير إحباط أهداف هذا الإنقلاب”، مشيرا الى أن “اليوم العاشر من شهر محرم شكل نقطة الصدام العنيف نتيجة التصميم الأموي على إكمال مشروع الإنقلاب بإجبار الإمام الحسين بمبايعة يزيد أو قتله. قابل هذا التصميم تصميم آخر من الحسين على المواجهة والدفاع عن الإسلام وقيمه. يزيد إنقلب على بني هاشم بشكل واضح وصريح وإستطاعت السلطة الأموية بالإحتيال والعنف أن تذهب بعيدا أن تحرف المجتمع عن تعاليم الإسلام وتشيع المنكرات وتسكت أصوات المعارضة وأبعدت الصالحين وقتلتهم وشردتهم”.
ولفت الى أن “المعركة كانت بين القيم الإنسانية والدينية والجاهلية. إنتصر الجيش الأموي بباطله مؤقتا وظاهرا. لكن النصر الحقيقي كتب للقيم التي ضحى الإمام الحسين من أجلها لتكون درسا للحياة”، مؤكدا أن “قضية الإمام الحسين هي قضية الحق والإنسان والكرامة الإنسانية. وبهذه الشهادة الفريدة أصبح الإمام الحسين رمزا لكل قضية عادلة ولكل شعب ثائر يريد أن يتحرر من الظلم”.
وسأل الشيخ الخطيب: “ما هي القضية العادلة التي تحمل بعض الجماعات السلاح من أجلها؟ الذي ظهر أن هذا السلاح هو من أجل التخريب وجر البلاد الى الفتنة وتهديد السلم الأهلي. بعض الذين يدعون أنهم يريدون حصر السلاح بيد الدولة والجيش كيف يخرجون ويطلقون الرصاص بوجه عناصره تحت شعارات مذهبية وينتهكون حرمات المنازل ويحرقون المحال والبيوت؟ هذا غير مقبول على الإطلاق ومن الذي يعوض عليهم؟”.
وأضاف: “الصرخة يجب أن توجه نحو السلاح المتفلت بأيدي قطاع الطرق لا سلاح المقاومة. هذه المقاومة التي تحمل السلاح من أجل قضية محقة لتحرير ما تبقى من أراض لبنانية وردع العدو الصهويني من التعدي على سيادة لبنان وهو لم يتخلى عن أطماعه بالأراضي والمياه اللبنانية”، معتبرا أن “البعض يريد تصوير سلاح المقاومة أنه المشكلة. هذه المحاولات مستمرة منذ أن وجد الإحتلال لفلسطين ووجدت مقاومة له وكل مقاومة للعدو يطلق عليها بأنها إرهاب”.
وأكد الشيخ الخطيب أن “خطابنا كان دائما خطاب محبة وجامع على كلمة سواء”، مشيرا الى أن “المطلوب تحقيق صفقة القرن التي رسمت منذ تقسيم المنطقة والعمل كان دائما لإيجاد المحيط الآمن لما يسمى بإسرائيل لتشكيل دوليات طائفية تؤمن الحماية لهذا الكيان وتحتمي هي به. هذا المشروع القديم الجديد وكل الحروب الداخلية أسبابه هذا النظام لإعطاء مبرر للتدخل الخارجي وتصوير لبنان شعوبا لا يمكن أن تتعايش معا والحل الوحيد هو التقسيم. وهذا من أعظم المحرمات ولا يمكن القبول به. لذلك نأمل من المحاولات الداخلية والخارجية لجمع اللبنانيين أن تصل الى صيغة تطمئن اللبنانيين وتقطع الطريق لأي محاولة لإعادة الأمور الى نقطة البداية”.