إلى العدل الفقيد
أذّن فأرضي حانَ وقتُ صلاتِها
أيقظْ كراهـا من عميقِ سباتِهـا
مـاالفجرُ إلّا صحوةٌ تهفو إلـى
وجهِ الصّباحِ لتستفيقَ بذاتِهـا
والشّمسُ عقبَ مغيبِها تأتي لكي
تحيـي النّهـارَ تقومُ بعدَ مماتِهـا
لكنّمـا أرضـي تئنُّ وتشتكـي
ودموعُها تهمي على وجناتِها
لا الشّمسُ تدركُها ولا تدري بأن
بدرُ الدّجـى قد غابَ عن سهراتِهـا
عصفَتْ بها ظلماتُ ليلٍ دامسٍ
فاستأنسَ الدّيجورُ في ظلماتِها
وتجعّدَ الوجهُ النّضير فأصبحَتْ
قسمـاتُهُ تنعـى ثمـارَ نواتِهـا
وتمزّقَتْ أحشاءُ وردٍ حـالـمٍ
إذ جاءَ مَن يقتصُّ مِن بتلاتِها
أرأيْتَ ما يجري بأرضٍ ترتجي
طيفَ الأمانِ وتصطلي بحماتِها ؟
ورأيْتَ مـا تهفو إليه بحرقةٍ
خوفَ الوقوفِ على رخامِ رفاتِها
يـا أيّهـا العدلُ الفقيدُ تقاطرَتْ
شررُ النّفوسِ لتحتفي بطغاتِها
وتهافتَتْ كسيولِ يومٍ عاصفٍ
لتخزّنَ الأطمـاعَ فـي طيّاتِهـا
قتلَتْ صباحَ التّائقينَ إلى الضّحى
سلبَتْ خيوطَ الضّوءِ من ومضاتِها
أذّنْ لعلّ .. الفجرَ يمسحُ .. دمعةَ
الأرضِ الّتي قد حانَ وقتُ صلاتِها
الشاعرة فاطمة الساحلي
مجلة وفاء