مجلة وفاء wafaamagazine
«الثنائي»: ما لم يؤخذ في حرب تموز لن يعطى بالقوة الناعمة
لم تولد حكومة مصطفى اديب «الفرنسية»، وسط تضارب في المعلومات حول تطورات الشأن الحكومي ومصير المبادرة الفرنسية، لكن رهان البعض على «الوقت» لحشر «الثنائي الشيعي» ومعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عبر تقديم مسوّدة الحكومة العتيدة لم يحصل بالامس، في مؤشر على «تهيب» الجهات الخارجية، وفي مقدمها فرنسا، والاطراف الداخلية التي تدير التفاوض من خلف «الستار»، من الاقدام على «دعسة ناقصة» تفقد حظوظ نجاح المبادرة الفرنسية، وتدخل البلاد في «مجهول» لا احد يمكنه تحمل كلفته، خصوصا ان المواجهة مع «الثنائي الشيعي» مكلفة جداً ولا يمكن تحملها، خصوصا بعدما وصلت «الرسالة» بوضوح من قبل «الثنائي» الى كل من يعنيهم الامر في الداخل والخارج، بأن ما لم يؤخذ في حرب تموز بالقوة العسكرية، لن يعطى بالقوة الناعمة في «زمن» العقوبات الاميركية، واذا ما اراد الفرنسيون النجاح على الساحة اللبنانية فعليهم الدخول من «الباب» وليس من «النافذة»، واذا كانت الحكومة العتيدة لتنفيذ الاصلاحات، فما معنى اذا استهداف مكون اساسي لا يزال يملك فائضا من القوة، يجعله لاعبا مقررا في لبنان والاقليم؟ وما لم تقدر عليه اسرائيل ومن ورائها اميركا لن تستطيع فرنسا تحقيقه عبر تدفيع «الثنائي» ثمنا سياسيا يتناقض مع الوقائع اللبنانية والاقليمية… فهل ستفتح هذه المعطيات «ثغرة» تسمح بولادة الحكومة العتيدة؟ هذا ما تتوقعه مصادر مطلعة فيما تبقى اخرى حذرة وتدعو الى التريث قبل الحديث عن انفراج؟
سقوط الرهانات…
فبعد ساعات من التهويل حيال اتجاه الرئيس المكلف مصطفى اديب لتقديم مسوّدة الحكومة الى رئيس الجمهورية ميشال عون خلال زيارته امس قصر بعبدا، خرج بعد اللقاء الذي دام 45 دقيقة معلنا ان الجلسة كانت لمزيد من التشاور. ووفقا للمعلومات، ثمة قناعة بدأت تتولد لدى القوى الدافعة للتشكيل، بأن ولادة حكومة تحد او مواجهة، لن يكتب لها النجاح، وموقف «الثنائي الشيعي» بعدم المشاركة في الحكومة، حمل تحذيرا واضحا باحتمال عدم تجاوزها امتحان «الثقة» في البرلمان، واذا تشكلت ستكون عاجزة، والرهان على ان رئيس الجمهورية بات ملتزماً بالتوقيع على التشكيلة الحكومية التي سيقدّمها اديب، بعد التزام جبران باسيل بالمبادرة الفرنسية، آخذاً مسافة من الثنائي الشيعي، لم يعد رهاناً في مكانه، ولذلك سيسعى اديب الى التوصل الى صيغة وسطية في شأن حقيبة المال التي يتمسك بها «الثنائي»، واذا لم تنجح المحاولة فإنه سيضطر الى «الاعتكاف» وتحميل المعرقلين النتائج السلبية امام اللبنانيين والخارج.