مجلة وفاء wafaamagazine
وفقا للمعلومات الدبلوماسية، حاول التواصل الرئيس ماكرون مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب اكثر من مرة، لكن الاخير لم يمنحه الفرصة بحجة انشغالاته بالحملة الانتخابية، وهكذا لم تحصل المبادرة على «غطاء» الاصدقاء والحلفاء، وهو امر لم يحصل عليه ماكرون لانه نسي بانه تحول منذ «الانزال» الذي نفذه على مرفأ بيروت الى منافس غير مرغوب به، وبدأ اطلاق «النار» الاميركي منذ اللحظات الاولى عبر رفع «العصا» الغليظة تحت عنوان العقوبات، وبعدها عمد وزير الخارجية مايك بومبيو الى تأنيبه عبر الاعلام الفرنسي، فيما تعمدت السعودية عدم ابداء اي تعاون بحجة «الانكفاء» عن الساحة اللبنانية، دون ان تنسى التذكير «بالفيتو» المفروض على الرئيس سعد الحريري، وهنا برز حجم «الورطة» الفرنسية التي بدات تتظهر بالموقف المتشدد لرؤساء الحكومات السابقين الذين «اخترعوا» «مشكل» بطلب فرنسي خليجي مباشر، وبتواطؤ فاضح من عدد من فريق العمل الفرنسي الذي ظن انه بامكان ارضاء الاميركيين لتمرير «المبادرة».
وحتى عندما استخدم ماكرون «مونته» الشخصية على الرئيس الحريري للتخلي عن «شرط» عدم منح وزارة المال للطائفة الشيعية، تم الالتفاف على هذه «المونة» ببيان مستفز وصادم يوحي شكلا «بتجرع السم» وتقديم التنازلات، فيما كان المضمون «المنسق» مع رعاة الحريري، غير قابل للصرف، خصوصا بعدما شرب الحريري فجأة «حليب السباع» ودخل في مواجهة غير مسبوقة مع الرئيس نبيه بري، وخسر عمليا الرجل الذي كان في اوقات الشدة «يدور الزوايا» مع حزب الله، لكنه هذه المرة وجد نفسه في «صلب» المعركة بعدما غير خصوم الحزب في واشنطن ودول الخليج مقاربتهم للساحة اللبنانية وبات الفصل بين «الثنائي الشيعي» وفق النظرية القديمة ملغياً، حيث بقي رئيس المجلس النيابي لسنوات ممثلا «للجناح السياسي» الذي تتم معه عملية التفاوض، ولكن كل شيء تغير الان، وبات «الثنائي» رزمة واحدة يتم التعامل معه «كجناح عسكري» يجب اضعافه.