مجلة وفاء wafaamagazine
على الرغم من طول اسمه، إلا أنّ عشاق البيانو يحفظون اسم أرتورو بينيدتّي ميكيلنجلي بدون جهد. هذا المخلوق الغريب، ذو الملامح القوية والتعابير المقتصدة والابتسامة النادرة والشعر الأملس واللباس الأسود حتى الذقن، يبدو كأنه شخصية مريبة هاربة من رواية لإدغار ألن بو … صورة خارجية ذات سطوة باردة، تقابلها طيبة وتواضع وتفانٍ من النوع الذي يواجه خطر الانقراض اليوم!
على الرغم من طول اسمه، يحفظ عشاق البيانو اسم أرتورو بينيدتّي ميكيلنجلي بدون جهد. فالعشق وقود الذاكرة. أن يتلعثم المرء في لفظ اسم هذه الأسطورة، يعني أنه مبتدئ في هذه «الورطة» التي اسمها الريبرتوار الموسيقي الكلاسيكي والديسكوغرافيا الخاصة به. في مقابل طول اسمه، «سهّل» ميكيلنجلي المهمة على الباحثين عن التسجيلات والسمع. ديسكاته نشرها بالقطّارة (راجع المقال الخاص بهذه النقطة)، وكذلك أمسياته، التي عُرِف بإلغائها أكثر من إحيائها (راجع أيضاً المقالة الخاصة بهذه المسألة).
هذا المخلوق الغريب، ذو الملامح القوية والتعابير المقتصدة حدَّ الجمود والابتسامة النادرة والشعر الأملس واللباس الأسود حتى الذقن، يبدو كأنه شخصية مريبة هاربة من رواية لإدغار ألن بو (Edgar Allen Poe)… هذه الصورة الخارجية ذات السطوة الباردة تقابلها طيبة وتواضع وتفانٍ من النوع الذي يواجه خطر الانقراض اليوم. إذ كان راديكالياً في ألاّ يتقاضى أي أتعاب مقابل التعليم، علماً أن المدرسة التي أسسها لاستضافة نحو 35 طالباً (طالب في هذه المدرسة يعني عازف بيانو مكتملاً، وأستاذاً في آلته ولديه مسيرته مهنية) موزّعين على 16 غرفة، في كل منها بيانو مُذَنَّب (وليس القياس المسمى «واقف» المعتمد في المعاهد) دفع ثمنها بنفسه. كذلك، فالاستضافة أيضاً على نفقته الخاصة بكل متطلباتها، والسبب وراء هذا السلوك رغبته بأن يستطيع أي شخص في العالم، مهما كان فقيراً، أن يحصل، متى نوى ذلك، على نصائح المعلِّم الثمينة. بالإضافة إلى التعليم المجاني، لم يتردّد ميكيلنجلي يوماً في وهب أتعابه، من هذه الأمسية أو تلك، للمحتاجين، من ضحايا الكوارث الطبيعية بشكل خاص، كما راحت عائدات الكثير من أمسياته إلى جمعيات خيرية، منها الصليب الأحمر الإيطالي.
وإذا كان يشترك مع زميله الكندي غلن غولد، تلك الأسطورة الأخرى، في الجمع بين الكاريزما والخجل، فقد كان نقيضه في منسوب الحكي. غولد تكلّم وكتب عن الموسيقى، في مئات الصفحات (رسائل، مقالات نقدية، كتيّبات أسطوانات…)، وأعطى عشرات المقابلات وشارك في العديد من الوثائقيات عنه. كما أنجز وثائقيات عن غيره، وقدّم حلقات تلفزيونية وإذاعية كثيرة. ولمّا لم يجد من يحاوره، حاور نفسه عن نفسه (صدر في كتيّب «حوار لغولد مع غولد عن غولد»!). وفوق كل ذلك، كان يمضي ساعات على الهاتف، كأن يقرأ كتاباً كاملاً أو يغنّي أوبرا بكامل تفاصيله لصديق أو صديقة. ميكيلنجلي؟ مجمل مقابلاته تُعد على أصابع اليد اليسرى لدجانغو راينهارت (كما كان يقول سيرج غينسبور عن أصدقائه)، أو أكثر بقليل. وفي بعضها لا يتخطّى مجمل ما قاله العشر كلمات! فهو لا ينتمي إلى هذه المنظومة، بالأخص الجانب الترويجي منها. مكانه خلف البيانو وصمته استماعٌ لتوجيهات الكبار الذين قال يوماً إنّه هنا ليس لنفسه ولا للجمهور (يقصد جمهور الأمسيات طبعاً) بل لخدمة المؤلفين الكبار، «والتصفيق يجب أن يكون لهم لا لي»، كما كان يردّد. مشاعره الداخلية القوية لا يرشح منها شيء إلى الخارج، ما جعل منه بركاناً هادئاً جاهزاً للانفجار. هذا التناقض ينعكس في أسلوبه في العزف الذي ينتقل من ذروة الحنان إلى ذروة الحضور، «الرجولي» إن شئتم، عندما تدعو الحاجة. وينعكس أيضاً في حياته، فالجبل الصامت كان يفجّر براكينه في الرياضات الخطرة: السيارات الرياضية والتزلّج! وهذا ما لم يسمح له بما لا يريده أصلاً: العمل تحت مظلّة (اقرأ «رحمة») المنتجين والناشرين، فهؤلاء ليسوا بوارد توقيع عقد مع موسيقي قد يكبّدهم خسائر كبيرة إن تعرّض لحادث في هواياته المتهوّرة.
أرتورو بينيدتّي ميكيلنجلي مولود عام 1920. في عمر الـ19، شارك في مسابقة للعزف على البيانو، وكان ألفريد كورتو يرأس لجنة التحكيم. الجائزة الأولى كانت بمثابة تحصيلِ حاصلٍ، وفوقها تصريحٌ للمعلّم الفرنسي بعد توزيع الجوائز: هذا الشاب هو تجسيد لليِسْت (فرانز ليست، المؤلف المجري والرمز الشهير في مجال البيانو). إلى جانب الموسيقى، اتجه أرتورو إلى دراسة الطب، لكنه تخلّى عن هذا المجال لمصلحة الموسيقى. علماً أنه كان يردّد: أنا أولاً طيّار، ثانياً طبيب، وأخيراً، ربّما، عازف! بالنسبة إلى الصفة الأولى، لا نعلم ما هي علاقته بعالم الطيران الذي اختبره فقط خلال الحرب العالمية الثانية، إذ انخرط كطيّارٍ ضمن القوات الجوية الإيطالية ضدّ النازيين (بعدما انقسمت إيطاليا بين شمالها الفاشي وجنوبها المتموضع إلى جانب «الحلفاء» في السنتَين الأخيرتَين من الحرب). ثم ترك سلاح الجو وانضمّ إلى المقاومة حيث وقع في يد الألمان وأسِر لثمانية أشهر (ويقال إنّه تمكن من الهرب). تجربة لم يتكلّم عنها لاحقاً وشكّلت أحد ألغازه الكثيرة، وجلّ ما نعرفه أن آسريه عذبوه مركّزين على يديه بعدما علموا بأنه عازف بيانو.
بلغ مرتبة الأساطير رغم الحفلات والتسجيلات القليلة التي أنجزها، لكنه كان خجولاً حدّ الاختفاء
بعد الحرب، بدأت مسيرته الفعلية. بلغ مرتبة الأساطير رغم الحفلات القليلة والتسجيلات الأقل التي أنجزها. لكنه كان خجولاً حدّ الاختفاء، مجبولاً بحزن عميق وبألم مخفيّ عن قصد. يعبّر بكلمات قليلة، وبصوت بالكاد يُسمع. لا يبتسم إلا نصف ابتسامة عبر رفع طرف واحد من الفم، كأنه لا يرغب بأن يكون فظاً مع محدّثه، ولا يرى أي دافع للابتسام. ابتساماته الكاملة «موثّقة» في كتاب حكايات الموسيقى الكلاسيكية. أما ملامحه الموسيقية، فيصعب نقلها، ولكننا سنحاول: تخيلوا أن للحرير متانة الفولاذ وأن دقة حركة أصابع عازف البيانو تضاهي دقة حركة مفاتيح البيانو نفسها. تخيّلوا أن للعقل القدرة المطلقة على تحديد مروحة قوة الصوت، بين الهمس والصراخ والاحتمالات اللامتناهية بينهما، وأن له إمكانات ميزان الذهب في توزيع حضور النوطات المتزامنة بعدل فائق، لكي تخرج بصوت واحد متناغم إلى حدود الإعجاز. هذا من جهة. ثمّ تخيلوا أذناً تفوق قدرة آلة الدوزان الإلكترونية بحساسيتها تجاه علو النوطات الصحيح. إنها أذن ميكيلنجلي الذي كان يدفع أهم مدوزني البيانو في العالم إلى حافة اليأس بسبب استحالة القدرة على إرضائه. كل واحدة من هذه الميزات تكفي لكي تضع أيّ موسيقي في مصاف الكبار. عند ميكيلنجلي هي مجتمعة. أصابعه تحفة منحوتة على أطراف يديه. حركتها على مفاتيح البيانو تحفة كوريغرافية. شعاره واضح: الموسيقى ليست مهنة، بل فلسفة ورؤية للحياة، لا تقوم على النية الحسنة أو على الموهبة، بل أولاً على روح التضحية. رحل الشبح النبيل عام 1995 في سويسرا ودُفِن هناك، لكنّه يبقى رمزاً مطلقاً في مجاله في إيطاليا التي شهدت القليل من عازفي البيانو في تاريخها الحديث. أحدهم تلميذه، وأحد أعمدة البيانو الكلاسيكي وعمدائه الأحياء، ماوريزيو بولّيني (1942)… أمّا وريثه (بنظرنا) من الجيل الإيطالي الجديد، المولود مثله في بريشيا (شمالي إيطاليا)، فيشكل المحطة الثالثة والأخيرة من تحيّتنا لإيطاليا.
أصدقاؤه
في عالم الكلاسيك، اللياقات الزائفة والبروتوكولات الفارغة المكبِّلة كثيرة. كره أرتورو بينيديتّي ميكيلنجلي هذا المجتمع المسمّى مخملياً. أحب الناس البسطاء والطيّبين. أصدقاؤه منهم، كعامل الصحّية (سنكري) أو مدرّب التزلّج أو أهالي القرى الذين انخرط معهم في حفظ أناشيد جبلية عبر تدوينها وتوزيعها لأصوات بشرية بدون مرافقة موسيقية (19 نشيداً). كما ربطته علاقة متينة بيوحنا 23، ويمكن لمن يعرف شخصية هذا البابا الإصلاحي الملقّب بالـ«طيّب» أن يستنتج سبب الصداقة. في هذا السياق، كان يعرّج على الفاتيكان لتقديم أمسيات، صدرت مقتطفات منها لاحقاً. ومن الشخصيات المعروفة، هناك إينزو فيراري، أسطورة السيارات الرياضية الإيطالية التي عشقها الكثير من العاملين في الحقل الموسيقي لجمال صوت محرّكها (كارايان اعتبر صوت محرّك الـ12 أسطوانة نغمةً يعجز أكبر قائد أوركسترا عن إعادة إنتاجها) ودقّتها التي تقرّبها، من هذه الزاوية، مما يسعى إليه الموسيقي. ويروي أحد أصدقائه القلائل من الوسط الموسيقى، قائد الأوركسترا آلان لومبار، أنه اصطحبه مرّةً إلى المرآب، أدار محرّك الفيراري وقال له: «جميل، أليس كذلك؟»
الإلغاءات
راجت نكتة عن ميكيلنجلي وعن زميله، الأسطورة الروسي فلاديمير هوروفيتز، على شكل الإعلان التالي: «ميكيلنجلي وهوروفيتز متوفّران لعدد لا محدود من الإلغاءات». في حالة العازف الإيطالي، السببان الرئيسَان لإلغاء أمسية في اللحظة الأخيرة هما إمّا البيانو وإمّا الصحة. فكما أشرنا في المقالة الرئيسَة، كان الرجل يتمتّع بأذن خارقة، قادرة على رصد أصغر خلل في دوزان أو نبرة الآلة. والمقصود بالآلة: بيانو من طراز «شتاينواي»، الصانع الذي أرضى 99% من عازفي البيانو في العالم (في الكلاسيك وغيره). فمثلاً، زياراته إلى مقر المصنّع الألماني في هامبورغ كان تبث القلق في نفوس التقنيين، فالكمال لا وجود له في قاموس المايسترو الإيطالي إلاّ سعياً لا غنى عنه ومنالاً مستحيلاً. فحصل مراراً أن سافر إلى بلد لإقامة أمسية وعجز المنظمون عن تأمين آلة ترضيه، وهذه المسألة حلّها على طريقته، إذ راح يشحن آلته وأحياناً اثنتين منها (والتقني الخاص به)، «على حسابه» (أموال طائلة)، ولا يختار التي سيعزف عليها إلا قبل 20 دقيقة من الأمسية. وإن تسرّب هواء أو رطوبة إلى الصالة، طارت الأمسية!
أمّا عن السبب الثاني، فالمعروف أن الرجل كان يعاني من وضع صحّي هش، أضِف إلى ذلك المفاجآت الجسدية غير الصحّية التي يعتبرها ميكيلنجلي سبباً كافياً لعدم العزف، إذ إن الجلوس خلف البيانو، بالنسبة إليه، هو طقس مقدّس لا يحتمل أي مساومة. في أمسية أقامها في «قاعة بلايل» الفرنسية العريقة، خرج في منتصف البرنامج للاستراحة المعهودة… ولم يعُد! أطلّت مساعدته لتعتذر من الحاضرين وتعلن أن المايسترو لن يستطيع إكمال البرنامج، لأن يديه باردتَان جداً! وفي بوردو، عام 1988، توقّف عن العزف فجأة، أدار ظهره للجمهور وخبّأ وجهه بين يديه. تدخّلت مساعدته وأخرجته إلى الكواليس واعتذرت من الجمهور… كان قد تعرّض لنوبة صحية في الأوعية الدموية للدماغ كادت أن تودي به. لكنّ هناك أحياناً أسباباً أخرى للاعتذار. فقد ألغى، مثلاً، جولة في الولايات المتحدة وصرّح: «يريدون منّي أن أتصرّف كأنني في «سيرك بارنوم»» (فرقة السيرك الأميركية الشهيرة)! أما آخر حفلة لم يلغِها، فقد حظِيَت بها مدينة هامبورغ (7 أيار/ مايو 1993).
التسجيلات
راجت نكتة، هنا أيضاً، بين المقرّبين من ميكيلنجلي، تبيّن أسلوبه في العمل ودقّته وهوَسه ببلوغ الكمال. فإن غاب عن الأنظار لسنة يقولون: يبدو أنه يعمل على «مازوركا» لشوبان (مقطوعات سهلة، تتطلب دقائق للتمكّن منها تقنياً من عازفين بهذا المستوى). من جهة ثانية، عُرِف زميلاه، السوفياتي سفياتوسلاف ريختر بحبّه للعزف الحي والكندي غلَن غولد بحبّه للعمل في الاستوديو (امتنع نهائياً عن الظهور الحيّ منذ عام 1964، ولغاية رحيله عام 1982، وهذا فريد في تاريخ المهنة). أما ميكيلنجلي، فلم يحبّ لا هذا ولا ذاك. لهذا السبب، يُعتبَر صاحب أصغر ديسكوغرافيا بين كبار عازفي البيانو. يتشارك هذه «الميزة» مع قائد الأوركسترا الكبير كارلوس كلايبر الذي كاد يجمعهما لقاء مشترك لتقديم الكونشرتو الخامس لبيتهوفن… إنها من أكبر الخسارات في الديسكوغرافيا الكلاسيكية. كذلك، كره المايسترو الإيطالي فكرة «الأعمال الكاملة» (كتسجيل كل سوناتات بيتهوفن أو كل فالسات شوبان مثلاً)، ونادراً جداً ما أنجز مشاريع كهذه، فكان يختار الأقرب إلى قلبه من المقطوعات، ويكرّر عزفها في الأمسيات والتسجيل. «أبطاله» من المؤلفين هم شوبان، برامز، دوبوسّي، رافيل، بيتهوفن، سكارلاتي، شومان… مع ذلك، لم يسجّل الكثير من أعمالهم (باستثناء دوبوسّي الذي خصّه بتسجيل مرجعي لـ«المقدّمات» الـ24 وأعمال أخرى). من عند موزار، اختار باقة من كونشرتوهات البيانو (الأرقام 13، 15، 20، 23 و25) وكرّر عزف بعضها في الأمسيات (آخرها مع قائد أوركسترا متواضع يدعى كورد غاردن، عام 1989/1990 وهي آخر وأضعف ما تركه عند الناشر الألماني «دويتشيه غراموفون»). من هنا ينصح بأي تسجيل لميكيلنجلي، في عزف منفرد أو مع أوركسترا. لكن تبقى بعض التسجيلات الأساسية، كالديسك المذهل والفائق الشهرة لباقة من أعمال شوبان (دويتشيه غراموفون)، وديسك مشابه عند الناشر نفسه لبعض أعمال برامز، وتسجيلاته السابق ذكرها لدوبوسّي، والكونشرتو رقم 5 لبيتهوفن المتوفّر بأكثر من تسجيل، أحدها مع مواطنه كارلو ماريا جيولّيني الذي لم يكن «يتفاهم معه» كثيراً (أدّى معه الرقم 1 والرقم 3 لبيتهوفن أيضاً) وأهمّها مع الروماني الذي كان يتفّق جداً معه، سيرجيو تشيليبيداكّه. كذلك، من تسجيلاته المرجعية كونشرتو البيانو لرافيل و«رقصة الموت» (Totentanz) لفرانز لِيسْت (مع رافايل كوبيليك في قيادة الأوركسترا)، ومن ريبرتوار الروسي رخمانينوف، سجّل فقط الكونشرتو الرابع والأخير (غيره كان اختار الثاني أو الثالث… أو جميعها!).
من عصر الباروك، أبدع ميكيلنجلي في بضعة سوناتات للإيطالي دومينيكو سكارلاتي، لكن تبقى الخسارة الكبرى بعنوان: باخ. فالعازف الملقّب بـ«الميترونوم البشري» لشدّة ثبات سرعة الإيقاع في عزفه، والذي تمتّع بكل ما يتيح له صناعة المعجزات في ريبرتوار المؤلف الألماني، لم يعزف إلا «باخ الإيطالي»: الكونشرتو الإيطالي (عمل للهاربسيكود المنفرد، يُعزف كذلك على البيانو)، في تسجيل حي، وحيد وقديم (1943 – على يوتيوب تسجيلان يوحيان بأنهما مختلفان بسبب فارق الوقت، لكن هذا غير صحيح) والـChaconne المهيبة، وهي عمل للكمان المنفرد نقله المؤلف الإيطالي بوزوني للبيانو (متوفّر بأكثر من تسجيل)، وهذا كل شيء… تقريباً. فقد ظهر تسجيل مصوّر على يوتيوب (وهو غير منشور في أي شكل آخر)، للـ«توكاتا» (أشهر أعمال باخ للأرغن، نقلها أيضاً بوزوني للبيانو)، يعود إلى عام 1949 (الروابط مرفقة على الموقع).
يقال إن قبَيل رحيله، كان ميكيلنجلي يعمل على ديسك ثانٍ لشوبان لمصلحة «دويتشيه غراموفون»، على غرار الذي أشرنا إليه في السياق (صادر مطلع السبعينيات). فهل يفاجئ الناشر الألماني عشّاق البيانو بهدية من عيار نووي في مئوية ولادة العازف الإيطالي؟ أمامنا ثلاثة أشهر من الأمل. ( الأخبار )