مجلة وفاء wafaamagazine
فيما يواصل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع زيارته الى العاصمة الفرنسية باريس، كان لافتاً رفض القوات إقتراح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عقد لقاء مسيحي في الصرح البطريركي.
عندما قصد جعجع فرنسا تحت ستار الطابع”الخاص” لم يلغ من زيارته اجراء سلسة لقاءات ديبلوماسية خلف الكواليس، عنوانها الاساس البحث مع الفرنسيين في كيفية اعادة احياء المبادرة الفرنسية بحلّتها الجديدة ومنع اجهاضها مُجدّداً، والمصلحة الوطنية لمبادرة من هذا النوع، خصوصاً وأن “لا إنقاذ مالياً للبنان من دون غطاء دولي تتشكل على اساسه حكومة بمواصفات المرحلة، محلياً ودولياً”، من وجهة نظر رئيس “القوات”. والهم المالي ذاته كان التبرير الذي تقدمت به القوات لرفضها طرح عقد لقاء مسيحي برعاية البطريرك الراعي.
إقترح الراعي رعاية عقد لقاء ثنائي يضم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل ورئيس حزب “القوات” سمير جعجع، قبل ان يتوسّع هذا الطرح ليشمل عقد لقاء يجمع النواب الموارنة برعاية سيد بكركي. وليس هذا الطرح هو الاول من نوعه بل كان يتجدّد عند كل مفصل وأزمة، وقد تجدد أخيراً بعد حادثة ميرنا الشالوحي بين “القوات” و”التيار”.
مصادر “القوات” أكدت ان موقفها الداعم للبطريرك لا لبس فيه، وان احتضانها الواسع والكبير لمواقفه وطروحاته لا غبار عليه، وليس آخره احتضان وتأييد طرحه الحياد، وتعتبر ان “الدور المتكامل بينها وبين بكركي ظهر في كل المحطات التأسيسية بدءاً من اتفاق الطائف مروراً بمحطة إخراج الجيش السوري من لبنان في العام 2005. والتكامل بين مرجعية روحية وقوة سياسية وطنية مسيحية هو دور طبيعي وتلقائي”.
الا ان المصادر عزت لـ”نداء الوطن” رفض حضور اللقاء المسيحي لسببين شرحتهما للبطريرك على نحو مفصّل.الاول ويكمن في أن “القوات” ترى أن الأزمة التي تعصف بلبنان اليوم هي ذات طبيعة مالية وليست خلافاً رئاسياً، ومقاربة الازمة المالية وحلّها لا يكونان من طبيعة طائفية او مذهبية او حزبية بل عبر تضافر جهود اللبنانيين من مختلف الطوائف لأنها أزمة اكبر من الجميع. وعليه تسأل “القوات” بماذا يفيد لقاء مسيحي من هنا او لقاء اسلامي من هناك من اجل حل ازمة من طبيعة مالية؟ فأزمة كهذه معالجتها تستدعي استنفاراً وطنياً لا استنفاراً طائفياً او مذهبياً، لانها أزمة عابرة للطوائف والاحزاب والمناطق وتتطلب معالجة من طبيعة وطنية، وبالتالي ما الفائدة من عقد اجتماع من هذا النوع؟ اما السبب الثاني “فيكمن في ان طرح البطريرك الراعي موضوع الحياد لاقى تأييد معظم الطوائف والقوى السياسية اللبنانية، وهو طرح انقاذي ليس للموارنة ولا للمسيحيين بل للبنانيين، فعندما طُبّق الحياد بين سنتي 43 و69 شهد لبنان ازدهاراً واستقراراً واستثماراً وكان سويسرا الشرق الاوسط، وبالتالي ما يطرحه البطريرك هو لجميع اللبنانيين من دون استثناء فماذا يفيد بمكان ما دعم طرحه من قبل فئة واحدة؟ المطلوب ان يحتضن الجميع دعوته الى الحياد والدفع باتجاه ترجمتها على ارض الواقع لان الحياد هو انقاذ لكل لبنان”.
وختمت المصادر بتأكيد وقوف”القوات” الى جانب بكركي ولكنها ترى ان المطلوب اليوم حل الازمة من خلال مقاربة وطنية وليس من خلال مقاربة اخرى، وأسفت “لمحاولة سعي اطراف الى التلطي بطروحات كنسية محددة من اجل تغطية سياساتها واخطائها وممارساتها التي اوصلتها الى ما وصلت اليه اليوم”.
نداء الوطن