مجلة وفاء wafaamagazine
في انتظار تمكّنه من العودة إلى حملته الانتخابية، يلجأ دونالد ترامب إلى اتخاذ قرارات يأمل أن تساعده في تقصير المسافة بينه وبين جو بايدن الذي يتقدّم عليه في استطلاعات الرأي. قراراتٌ سريعة لا تلبث أن ترتدّ عليه، خصوصاً عندما تتعلّق بالاقتصاد الأميركي المتهاوي بسبب انتشار فيروس «كورونا»
يبحث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخاضع للحجر الصحّي في البيت الأبيض، والممنوع من السفر، لإصابته بفيروس «كورونا»، عن سبل لإعطاء قوة دافعة جديدة لمسعاه المتعثّر للفوز بولاية ثانية، والعودة بقوة إلى المشهد الانتخابي، قبل أربعة أسابيع من يوم الانتخابات. وقال مستشارون إن ترامب، الذي لا يزال مُعدِياً، يبحث عن خيارات في شأن كيفية إيصال رسالته، وإيقاف تقدّم الديموقراطي جو بايدن، في الولايات التي ستحسم انتخابات الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر. وأضافوا أنهم يبحثون إلقاء ترامب خطاباً موجّهاً للشعب الأميركي، كما يدرسون توجيهه خطاباً للناخبين من كبار السنّ، يوم الخميس.
وفي انتظار حسم الأمر بهذا الخصوص، ارتأى ترامب تحريك حملته، والعودة إلى الوسط الانتخابي، عبر وصفِ بايدن بأنّه «معتوه». وكتب، في تغريدة على موقع «تويتر»: «إنه معتوه منذ سنوات والجميع يعرف ذلك»، مضيفاً أن «وسائل الإعلام تجد نفسها مضطرّة إلى التعامل معه وتحاول حمايته». وتساءل: «هل لاحظتم أن كلّ الأمور السلبية ومعدّل ذكائه الضعيف جداً لم تعد تذكر؟ أخبار مضلّلة!».
في هذه الأثناء، تبقى التعقيدات أمام الرئيس كثيرة، إذ إن مساعديه يقولون إنه يتعجّل العودة إلى مسار الحملة الانتخابية، ويصرّ على مناظرة منافسه، في الـ15 من تشرين الأول/ أكتوبر في ميامي، لكن بايدن أعلن، من جهته، أنه لن يشارك إذا كان ترامب لا يزال مصاباً بـ«كورونا». وحضر الرئيس الأميركي إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، أول من أمس، غداة خروجه من المستشفى حيث تلقّى العلاج إثر إصابته بوباء «كوفيد – 19». وفي هذا الإطار، أكّد مستشاره الاقتصادي، لاري كادلو، لشبكة «سي إن بي سي»، أن «الحكومة تعمل»، مضيفاً أن «الرئيس حضر إلى البيت الأبيض مساء (الثلاثاء) متّخذاً أقصى تدابير الحيطة بشأن كوفيد – 19»، في وقت تتزايد فيه الإصابات بفيروس «كورونا» المستجدّ بين مساعديه.
ولكن كان لغياب ترامب عن الحملة الانتخابية ثمن باهظ، إذ كان من المتوقع أن يزور، هذا الأسبوع، الولايات الغربية لجمع ملايين الدولارات لحملة تواجه عجزاً مقارنة مع حملة بايدن الجيّدة التمويل. كما يبدو أن أيّ دعم سياسي يمكن أن يحصل عليه من ضخّ أموال تحفيز جديدة في جيوب الأميركيين بات بعيد المنال، بعدما أنهى فجأة المفاوضات مع الديموقراطيين أول من أمس، في ظلّ تباعد مواقف الجانبين في شأن حجم الأموال التي سيتمّ تخصيصها للحزمة. وقد تسبّب ذلك في تهاوي الأسهم في وول ستريت، وبدّد التفاؤل الذي شهدته الأيام الأخيرة، بعدما استأنفت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، محادثات مع وزير الخزانة، ستيفن منوتشين، في شأن إجراءات مرتبطة بـ«قانون كيرز»، الذي خصّص 2,2 تريليون دولار للتخفيف من وطأة الركود الاقتصادي الناجم عن «كوفيد – 19». ومن هذا المنطلق، اتّهم كلّ من بايدن وبيلوسي، ترامب، بالتخلّي عن الأميركيين المحتاجين، في حين وصفت السيناتور الجمهورية، سوزان كولينز، خطوة الرئيس بأنها «خطأ فادح». وقال بايدن، في تغريدة على «تويتر»: «الرئيس أدار ظهره لَكُم (الأميركيين)».
أحصت شبكة «إيه. بي. سي نيوز» 23 إصابة بـ«كوفيد – 19» في البيت الأبيض حالياً
ولكن في ظلّ تصاعد وتيرة تسريح العمّال في الصناعات الرئيسة يوماً بعد يوم، وتهديد ذلك للانتعاش الهشّ، استخدم ترامب نبرة بدت أكثر تصالحية، مشيراً عبر موقع «تويتر» إلى أنه سيوقّع فوراً على مشروع قانون مرّره الكونغرس يضمن حزمة ثانية من المساعدات تنطوي على إرسال شيكات بقيمة 1200 دولار للعاطلين من العمل، إضافة إلى تخصيص 135 مليار دولار للأعمال التجارية الصغيرة، وهي تدابير كانت مشمولة أساساً في المفاوضات. كذلك، حثّ، في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، الكونغرس، على الموافقة على تخصيص 25 مليار دولار على وجه السرعة لتمويل شركات طيران الركاب. وكتب على موقع «تويتر»: «أنا مستعدّ للتوقيع الآن». وجاء إعلان ترامب بعد بضع ساعات من تكرار رئيس الاحتياطي الفدرالي، جيروم باول، دعوته إلى زيادة الإنفاق، من أجل مساعدة أكبر قوة اقتصادية في العالم على مواجهة الركود الذي خلّف عشرات ملايين العاطلين من العمل، وتسبّب في انكماش تاريخي في الربع الثاني من العام.
في الأثناء، أعلن الرئيس الأميركي أنه طلب من زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، تركيز نشاط المجلس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، على تثبيت القاضية أيمي كوني باريت لشغل المقعد الذي شغر في المحكمة العليا الشهر الماضي، إثر وفاة روث بادر غينسبورغ، وهو ما سيمنح المحافظين غالبية بستة مقاعد مقابل ثلاثة في الهيئة. ولكن قد تكون مساعي ترامب للحصول على موافقة مجلس الشيوخ، قبل انتخابات الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر، موضع شكّ أيضاً، إذ أصيب ثلاثة من أعضاء المجلس الجمهوريين بالفيروس، وقد لا يتمكّنون من التصويت.
يأتي ذلك فيما أدّت موجة من الإصابات في البيت الأبيض، بين كبار مساعدي الرئيس الأميركي ومعاونيه في المكتب الصحافي، إلى خلوّ الجناح الغربي، الذي يوجد فيه المكتب البيضاوي، تقريباً. وجاءت الإصابة الأخيرة عند ستيفن ميلر كاتب خُطب ترامب، والمتشدّد إزاء قضايا الهجرة. وفي هذا الإطار، أفادت شبكة «إيه. بي. سي نيوز» بأنها أحصت 23 إصابة بـ«كوفيد – 19» في البيت الأبيض، حالياً، بمَن فيهم ترامب وزوجته ميلانيا.
الاخبار