مجلة وفاء wafaamagazine
تتزايد الدعوات في العديد من الدول الغربية لمعاقبة تركيا ويعود ذلك على الأرجح إلى سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لا يتوانى على ما يبدو على الزج بها في صراعات وأزمات في المناطق المجاورة.
فمن التدخل في الدول العربية، بدءا من العراق شرقا إلى ليبيا غربا مرورا بسوريا حيث تتدخل تركيا عسكريا إما بشكل مباشر كما في شمال العراق وسوريا، كما في ليبيا، إلى نشر الأزمة في منطقة شرق المتوسط، ثم تشجيع أذربيجان على خوض صراع عسكري دام مع أرمينيا وتزويد باكو بالمرتزقة، إلى تجربة منظومة إس-400 الصاروخي الروسية.
هذه الأمور، طبعا، تأتي في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وتهاوي الليرة التركية والتضييق على الحريات والاعتقالات والفصل التعسفي في الداخل التركي، التي تأتي أيضا في ظل محاولات رجب طيب أردوغان لإحياء دور الإمبراطورية العثمانية واستعادة أمجادها.
هذه التصرفات والسلوكيات التركية جميعها دفعت الدول الأوروبية الغربية للمطالبة بفرض عقوبات على تركيا، وآخرها أن اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، أحدهما جمهوري والآخر ديمقراطي، تقدما بطلب إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب لمعاقبة أنقرة، إثر تقارير تفيد بعزمها اختبار نظام الدفاع الصاروخي الروسي إس-400.
ففي رسالة موجهة إلى وزير الخارجية مايك بومبيو، حث كل من السيناتور الديمقراطي عن ولاية ماريلاند، كريس فان هولين، والسيناتور الجمهوري من أوكلاهوما، جيمس لانكفورد، الأربعاء، إدارة ترامب على فرض عقوبات ضد تركيا بسبب اعتزامها تجربة نظام إس-400 على طائرات أميركية الصنع.
كذلك دعا رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأميركي، آدم شيف، في تغريدة على تويتر، الأربعاء، إلى التعامل مع تركيا بصلابة.
وأشار شيف إلى أن أنشطة أنقرة في الآونة الأخيرة، “عرضت القوات الأميركية في سوريا للخطر”، وأن تركيا استحوذت على نظام إس-400 الروسي رغم التحذيرات الأميركية، إضافة إلى علاقتها مع إيران ودورها في دعم أذربيجان هجومها الدامي في إقليم ناغورني كاراباخ.
وتساءل شيف في ختام تغريدته: “أي حليف هذا الذي يقدم على فعل ذلك؟”
من جهته، صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، كولونيل توماس كامبيل، لـ”سكاي نيوز عربية” أن البنتاغون كان واضحا منذ البداية مع أنقرة، بأن وجود منظومة إس-400 داخل تركيا هو أمر يتعارض مع التزاماتها كعضو في حلف الناتو.
التدخل في ناغورني كاراباخ
من ناحيتها، أكدت فرنسا، الأربعاء، أن تركيا تتدخل “عسكريا” في نزاع ناغورني كاراباخ إلى جانب أذربيجان.
وجددت باريس مخاوفها من “تدويل” الصراع الدائر بين أذربيجان وأرمينيا، فقد قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية: “الجديد في الأمر هو وجود تدخل عسكري لتركيا، مما قد يؤدي إلى تأجيج تدويل الصراع”، حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وعبر الوزير الفرنسي عن أسفه لـ”وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين من أجل تحقيق تقدم طفيف في الأراضي من جانب أذربيجان، بما أن أذربيجان هي التي بدأت النزاع”.
وكانت العديد من التقارير أشارت إلى أن تركيا أرسلت عناصر للقتال إلى جانب القوات الأذرية في ناغوروني كاراباخ، الأمر الذي أثار انتقادات لاذعة لأنقرة لأنها تنشر عناصر سوريين في عدد من مناطق العالم، مثل أذربيجان وليبيا وشمال سوريا.
وكانت تركيا عملت على زعزعة الاستقرار في منطقة شرق المتوسط، بحجة حماية مصالحها ومصالح “قبرص التركية” في ثروات المتوسط، وعمدت إلى البحث والتنقيب عن الغاز في مناطق لا تخضع إلى سيطرتها.
وذهبت أنقرة أبعد من ذلك بإقامة مناورات عسكرية في شرق المتوسط وقرب الحدود الإقليمية لليونان، الأمر الذي أثار انتقادات قوية من فرنسا والاتحاد الأوروبي.
الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
وردا على التدخلات التركية ونتيجة لمحاولات تصدير أزماتها إلى الدول المحيطة بها، إلى جانب طريقة تركيا في إدارة أزمة اللاجئين، دعا الاتحاد الأوروبي إلى لعدم التعجل في المفاوضات مع تركيا بشأن انضمامها إلى التكتل الأوروبي.
وأوضح تقرير صدر عن الاتحاد الأوروبي، أن الرئيس رجب طيب أردوغان يسيطر على السلطة السياسية.
رغم الصدام السياسي الذي تبديه تركيا في ملفات عدة مع الاتحاد الأوروبي، لا تخفي أنقرة رغبتها الجامحة في الانضمام إلى التكتل الأوروبي، غير أن هناك عقبات عدة تعترض المسعى التركي، من أبرزها الضغط على المجتمع المدني وتقويض الديمقراطية وتضييق الخناق على الإعلام وتمركز السلطات بيد أردوغان، إلى جانب أن القضاء لم يعد مستقلا في تركيا.
سكاي نيوز