مجلة وفاء wafaamagazine
المناخ السياسي المواكب لحركة المشاورات يَشي بشيء من الارتياح، فالقوى السياسية، على اختلافها، في صورة انّ ولادة الحكومة باتت مسألة ايام، الّا اذا طرأ ما لم يكن في الحسبان. ويبرز في هذا السياق موقف لافت لمرجع سياسي معنيّ بملف التأليف، حيث قال لـ”الجمهورية”: “إذا بَقينا على هذا المنوال الايجابي فالحكومة قد لا تتأخر عن 3 او 4 أيام على أبعد تقدير، لأنّ الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري شَرعا في عملية التأليف بكل جدية وانفتاح، ويفترض ان تؤتي هذه العملية ثمارها في القريب العاجل”.
الّا انّ المرجع المذكور لفت الانتباه الى “أنّ ما يخشاه هو ان تَطلّ الشياطين برؤوسها من وراء الحيطان، وتضع العصي في دواليب الحكومة، وهذا ما يجب ان ينتبّه اليه الرئيسان عون والحريري”. وأضاف: “عندما تم تكليف الحكومة، تم وضع سقف زمني للتأليف خلال 10 ايام، والباقي من هذه المهلة ايام قليلة، فإن لم تتشكّل الحكومة خلالها، أخشى ان ندخل بعدها في دهليز تظهر فيه المفاجآت السلبية، وتفتح فيه الشهيّات من كل حدب وصوب”.
وأوضَح: “البلد اليوم بحاجة لأن تركب الحكومة أمس قبل اليوم، فنحن في سباق مع الزمن لترجمة النيات الطيبة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف”.
وإذ أشار الى انه “لا يتوقع من رئيس الجمهورية الا ان يكون عاملاً مساعداً في تأليف الحكومة، شدّد على أن يكون الرئيس المكلف رَحِب الصدر، فيستوعب المكونات السياسية كلها، ليس فقط من أجل أن يتمكن من تأليف الحكومة ونيل ثقتها في المجلس النيابي، بل انّ الأهم هو أن تُقلع الحكومة على أرضية صلبة، وبخلفية احتضانية لمهمتها بما يساعدها على النجاح في هذه المهمة، فكلما كان الداخل مجتمعاً حول هذه المهمة، كلما سَهلت عليها وتمتّعت بعنصر قوة امام الخطوات والمهمات الصعبة التي تنتظرها، سواء على المستوى الاصلاحي، او المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، او الاجراءات الانقاذية الموجعة التي ستتخذها. فالمسار طويل وينبغي ان يُرفَد بدعم داخلي كامل، فمهمة القوى السياسية ان تنزل كلها عن أشجارها، ومهمة الحكومة والرئيس المكلف تحديداً هي العمل على أن يعيد اللحمة للبلد، وأن تأتي حكومته معبّرة عن كل اللبنانيين، ولا يشعر معها اي طرف بأنه محبط، الا اذا اراد طرف ما او مكوّن ما ان يخرج نفسه، فهذا شأن آخر”.