مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الأنباء”: “مع دخول الولايات الأميركية أجواء الاحتدام الفعلي للانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد غد الثلاثاء، وانشغال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في لملمة تداعيات الإساءة إلى النبي محمد وما خلّفته من أعمالٍ إرهابية كان آخرها إطلاق النار على كاهنٍ في مدينة ليون أمس، دخل لبنان حلقة التأزم السياسي من جديد، وأضاع بشكلٍ متكرّر فرصة تشكيل الحكومة التي كانت متوقعة هذين اليومين، مع إجماع أكثر من جهة على تحميل مسؤولية إضاعة الفرصة، عبر تصعيد الشروط، إلى الدوائر المحيطة بالعهد، ولا سيّما بعد البيان الذي صدر عن التيار الوطني الحر أمس، وما صدر في المقابل من مواقف من بيت تيار المستقبل، لا سيّما من القيادي مصطفى علوش.
مصادر سياسية مراقبة كشفت عبر “الأنباء” عن دخول أكثر من فريق على خط العرقلة التي بدأت ملامحها تظهر في اليومين الأخيرين في مواقف وتصريحات فريق رئيس الجمهورية الذي يرفض منح الرئيس المكلّف سعد الحريري صفة الشريك الأساسي في تشكيل الحكومة، ويمنعه من توزيع الحقائب الأساسية على معارضي العهد.
وتوقفت المصادر عند التدخل المباشر لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للعرقلة من خلال اختلاق ما سمّي بالعقدة الدرزية، ورفض تمثيل تيار المردة بوزيرين.
ونقلت المصادر عن الرئيس المكلّف انزعاجه الشديد من عرقلة الاندفاعة التي أظهرها الحريري في تشكيل الحكومة معتمداً على الوعد الذي قطعه له عون بعدم السماح لأي فريق بالتدخل في عملية التشكيل المنوطة بهما دون سواهما، ليتفاجأ بأن الأمور تسير عكس ما يتوقعه، وهو ما جعله يفرمل اندفاعته ويتريّث بتسليم رئيس الجمهورية مسودة تشكيلة الحكومة، بانتظار انقشاع الرؤية على خط بعبدا- بيت الوسط.
مصادر بيت الوسط حذرت في اتصالٍ مع “الأنباء” من الدخول في أي سجالٍ سياسي، مؤكدةً التزامها الصمت إلى ما بعد اللقاء المرتقب بين الحريري وعون وما قد ينتج عنه، متوقعةً أن تعود الأمور إلى مسارها الطبيعي في الساعات الـ48 المقبلة.
بدورها، لفتت مصادر عين التينة عبر “الأنباء” إلى أن مسار تأليف الحكومات في لبنان يمرّ عادة في مخاضات قد لا تكون سهلة بالنظر إلى تعقيدات التركيبة السياسية اللبنانية، لكنها ما زالت على تفاؤلها بتشكيل الحكومة في اليومين المقبلين في حال لم يطرأ ما يؤجّل عملية التشكيل، مجددةً تأكيدها عدم الربط بين التأليف والانتخابات الأميركية، لأن الرهان على ذلك يضع لبنان أمام أزمةٍ طويلة”.