مجلة وفاء wafaamagazine
رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب د.فادي سعد، ان الرئيس المكلف سعد الحريري، مصر على حكومة من وزراء مستقلين متخصصين، إلا ان موقفه حرج للغاية، نظرا لما يواجهه من تحديات جسيمة، وهو بالتالي امام خيارين لا ثالث لهما، اما ان يصمد متمسكا بما وعد به الشعب اللبناني، فتأتي حكومته انقاذية واعدة، واما ان يرضي طرفا او اكثر من “الطاحشين” للتمثل في الحكم، فتأتي حكومته مدموغة سلفا بالفشل.
ولفت سعد في تصريح لـ “الأنباء” الى ان طريق الحريري وعر ومتعثر، لأن الطبقة السياسية الحاكمة غائبة عن الوعي، وغير أبهة اساسا لا بفداحة الوضع الاقتصادي والنقدي، ولا بمصير اللبنانيين الذين انحدروا الى ما دون خط الفقر، معتبرا بالتالي ان البقاء على هذه المشهدية المؤسفة، سيقود البلاد دون ادنى شك ومعها اللبنانيين جميعا، الى جهنم التي سبق ان اشار اليها رئيس الجمهورية، حيث تكون الفوضى العارمة سيدة المواقف والأحكام.
واستطرادا لفت سعد الى ان الخلاف حول من يسمي الوزراء المسيحيين، معيب ومرفوض بكل المقاييس، فلا الرئيس الحريري عليه ان يسمي وحده الوزراء المسيحيين، ولا حتى على رئيس الجمهورية ان يحصر دوره بتسميتهم، فالمطلوب حركة انقاذية سريعة، تبدأ بتطبيق الآلية الدستورية القائلة بأن الحكومة تتألف بالتشاور بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، ولا تنتهي باختيار وزراء مستقلين حقيقيين اصحاب اختصاص وكفاءة، وما دونه ممرا الزاميا للخروج من ازمة التشكيل، فعلى لبنان واللبنانيين السلام.
وردا على سؤال حول ما اذا كان على رئيس الجمهورية ان يقلب الطاولة للخروج من ازمة التأليف، أكد سعد أن الطاولة انقلبت منذ زمن، واصبح الجميع تحتها، مع محاولات البعض لملمة ما تبقى من امكانيات، للنهوض بحكومة انقاذ حقيقية لا تتأثر بالتجاذبات السياسية، إذ لا يمكن للوضع ان يستقيم في ظل معادلة غريبة عجيبة اسمها الديموقراطية التوافقية، التي لا تنتج سوى حكومات فاشلة.
على صعيد مختلف، وعن قراءة القوات اللبنانية لإبعاد اعتذار شركة التدقيق المالي الجنائي الفاريز ومارسال عن متابعة مهمتها، أكد سعد، ان الفاريز تأخرت في اتخاذ قرارها بالانسحاب، اولا لأن العقد المبرم بينها وبين الدولة اللبنانية اتى مفخخا بعيوب لا تسمح لها انجاز مهمتها، وثانيا والاهم، انه لا نية صادقة لدى المسؤولين اللبنانيين بالوصول الى الحقيقة، معتبرا بالتالي انه بانسحاب الفاريز يكون الفساد قد ربح جولة، لكن الانتصار في نهاية المطاف سيكون حتما للحق والحقيقة.
وردا على سؤال، ختم سعد معتبرا ان الرئيس عون وصل الى سدة الرئاسة بمروحة واسعة من الدعم الحزبي والسياسي والطائفي، والكل مد يده للتعاون وفي مقدمتهم القوات اللبنانية لإنجاح العهد، الا ان السبب الرئيسي الذي اوصل العهد الى الفشل، هو صهر العهد نفسه، وذلك لأن الرئيس عون لم يفصل بين موقعه على رأس الدولة وبين رئاسة الوزير السابق جبران باسيل للتيار الوطني الحر.
الوكالة الوطنية للاعلام