مجلة وفاء wafaamagazine
كشفت دراسة حديثة أن شرب الكاكاو يمكن أن يؤدي إلى زيادة خفة الحركة الذهنية بفضل وجود مركبات الفلافانول، وهي مواد كيميائية وفيرة في حبوب الكاكاو.
ووجد باحثون من المملكة المتحدة والولايات المتحدة أن أداء البالغين الأصحاء كان أفضل في المهام الإدراكية الصعبة إذا تناول المشاركون مشروب كاكاو يحتوي على مستويات عالية من الفلافانول.
وبعد شرب الكاكاو الغني بالفلافانول، أنتج المشاركون زيادة أسرع وأكبر في أكسجة الدم في القشرة الأمامية، وهي منطقة دماغية تلعب دورا رئيسيا في الإدراك واتخاذ القرار، وساعدتهم على إكمال هذه المهام.
ويعد الفلافانول من مضادات الأكسدة التي توجد بكثرة في الشاي والنبيذ الأحمر والتوت والتفاح والكمثرى والكرز والفول السوداني، وكذلك في بذور شجرة الكاكاو، أو حبوب الكاكاو.
ومن خلال إثراء الكاكاو الموجود في الأسواق بالفلافانول، يمكن لمنتجي الأغذية مساعدتنا على زيادة المغذيات النباتية المعززة للدماغ في نظامنا الغذائي.
ويشار إلى أن الفلافانول معروف بالفعل بآثاره المفيدة على صحة القلب والأوعية الدموية، لكن هذه الدراسة الجديدة هي الأولى التي تكتشف التأثير الإيجابي للفلافانول على وظيفة الأوعية الدموية في الدماغ والأداء المعرفي لدى البالغين الأصحاء، حسبما زعم الباحثون.
وقالت مؤلفة الدراسة الدكتورة كاتارينا رينديرو من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة: “الفلافانول عبارة عن جزيئات صغيرة توجد في العديد من الفواكه والخضروات، والكاكاو أيضا. إنها تعطي الفواكه والخضروات ألوانها الزاهية، ومن المعروف أنها تفيد وظيفة الأوعية الدموية. وأردنا معرفة ما إذا كانت مركبات الفلافانول تفيد أيضا الأوعية الدموية في الدماغ، وما إذا كان لها تأثير إيجابي على الوظيفة الإدراكية”.
ومن خلال العمل مع أساتذة علم النفس في جامعة إلينوي في أوربانا شامبين في الولايات المتحدة، قامت الدكتورة رينديرو بتجنيد 18 ذكرا بالغا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما.
وكان جميع المشاركين البالغ عددهم 18 شخصا غير مدخنين ولا يعانون من أمراض في المخ أو القلب أو الأوعية الدموية أو الجهاز التنفسي.
وقال الباحثون: “تم استبعاد الإناث من الدراسة لضمان عينة أكثر تجانسا وتقليل تأثير التقلبات الهرمونية خلال الدورة الشهرية على نتائج الأوعية الدموية”.
اختبر الفريق المشاركين قبل تناولهم لفلافانول الكاكاو وفي تجربتين منفصلتين، الأولى تناول فيها الأشخاص الكاكاو الغني بالفلافانول والأخرى تناولوا خلالها الكاكاو المعالج بمستويات منخفضة جدا من الفلافانول.
وبعد نحو ساعتين من تناول الكاكاو، خضع المشاركون لإجراء قياسي لتحدي الدورة الدموية في الدماغ. ويتضمن ذلك استنشاق 5% من ثاني أكسيد الكربون، نحو 100 ضعف التركيز الطبيعي في الهواء، ما ينتج عنه تأثير يسمى فرط ثنائي أكسيد الكربون.
وهذه طريقة قياسية لتحدي الأوعية الدموية في الدماغ لتحديد مدى استجابتها. كما استخدم الفريق مطيافية الأشعة تحت الحمراء القريبة غير الغازية، وهي تقنية تستخدم الضوء لالتقاط التغيرات في مستويات الأوكسجين في الدم، لتتبع الزيادات في الأوكسجين في القشرة الأمامية ومعرفة كيف يدافع الدماغ عن نفسه جيدا من فائض ثنائي أكسيد الكربون.
ووجد الباحثون أن معظم المشاركين كانت لديهم استجابة أقوى وأسرع للأكسجين في الدماغ بعد التعرض لفلافانول الكاكاو مقارنة مع من تناولوا الكاكاو الذي يفتقر إلى الفلافانول.
وقالت الدكتورة رينديرو: “كانت مستويات الأوكسجين القصوى أعلى بثلاث مرات في الكاكاو الغني بالفلافانول مقابل الكاكاو منخفض الفلافانول، وكانت استجابة الأوكسجين أسرع بنحو دقيقة واحدة”.
وبعد تناول فلافانول الكاكاو، كان أداء المشاركين أفضل في الاختبارات المعرفية الأكثر صعوبة، وحل المشكلات بشكل صحيح بنسبة 11% أسرع مما فعلوه في الأساس أو عندما تناولوا الكاكاو مع الفلافانول المنخفض.
ومع ذلك، لم يكن هناك اختلاف ملموس في الأداء في المهام الأسهل، وتقول الدكتورة رينديرو: “هذا يشير إلى أن الفلافانول قد يكون مفيدا فقط أثناء المهام الإدراكية التي تكون أكثر صعوبة”.
كما وجد الباحثون أن المشاركين اختلفوا في استجاباتهم لفلافانول الكاكاو وعلى الرغم من أن معظم الناس استفادوا من تناول الفلافانول، إلا أن هناك مجموعة صغيرة لم تفعل ذلك.
ولم يكن لدى أربعة من المشاركين الـ18 اختلافات ذات مغزى في استجابة الأكسجين في الدماغ بعد تناول الفلافانول، ولم يتحسن أداؤهم في الاختبارات.
لكن هؤلاء المشاركين الأربعة كان لديهم بالفعل أعلى استجابات للأكسجين في الأساس. وأوضحت الدكتورة رينديرو: “قد يشير هذا إلى أن أولئك الذين يتمتعون بلياقة جيدة بالفعل لديهم مجال ضئيل للتحسين”.
وبشكل عام، تشير النتائج إلى أن التحسينات في نشاط الأوعية الدموية بعد التعرض للفلافانول مرتبطة بتحسين الوظيفة الإدراكية.