مجلة وفاء wafaamagazine
يعتقد العديد من الأشخاص، أنّ التخلّص من الاكتئاب أو خفض حدّته يقتصران فقط على العلاج النفسي وتناول عقاقير يحدّدها الطبيب. غير أنّ دراسات كثيرة وجدت أنّ النظام الغذائي يمكنه أيضاً تقليل هذه الحالة المزاجية السلبية أو العكس تماماً!
توصل العلماء على مرّ السنين إلى أنّ الطعام يمكن أن يؤثر في مواد كيماوية معيّنة في الدماغ، مثل السيروتونين، التي تساعد في تنظيم الحالة المزاجية.
ويتمّ إنتاج نحو 95 في المئة من السيروتونين في الجهاز الهضمي. لذا، فمن المنطقي أنّ ما تأكله قد يؤثر في الحالة المزاجية.
وعلى سبيل المثال، وجدت مراجعة عام 2014 أنّ الذين اتبعوا نظاماً غذائياً متوسطياً من الفاكهة والخضار والسمك والحبوب الكاملة، كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 16 في المئة مقارنةً بالذين اتبعوا حمية غربية تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات.
ويُعتقد أنّ حمية البحر الأبيض المتوسط فعّالة في محاربة الاكتئاب، لأنّها غنية بالأطعمة المضادة للالتهابات، مثل الخضار الورقية والسمك، بينما تقلّل أيضاً من الأطعمة المصنّعة التي يمكن أن تسبّب الالتهاب.
ومن المعروف أنّ الالتهاب يساهم في عدد من المشكلات الصحّية مثل أمراض القلب، والألزهايمر، وبعض أنواع السرطان مثل سرطان الكبد وعنق الرحم. ولا يزال من غير الواضح مدى قوة مساهمة الالتهاب في الاكتئاب. لكنّ بعض الدراسات، مثل مراجعة 2014، أشار إلى أنّ منع الالتهاب من خلال نظامك الغذائي قد يساعد في التصدّي للاكتئاب.
وعرضت ليزا موسكوني، من كلية طب وايل كورنيل، بعض الأطعمة المفيدة:
السمك الدهني
مثل السلمون، والماكريل، والأنشوجة، والسردين، والرنجة… كلّها غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وهي نوع من الدهون التي ثبُت أنّها تقلّل من حدّة أعراض الاكتئاب عن طريق تقليل الالتهاب.
الديك الرومي
تناوله يوفّر الحامض الأميني «تريبتوفان» الذي يستخدمه الجسم لإنتاج السيروتونين.
الكاكاو
يمكن لمركّبات معيّنة، مثل الفلافانول والبروسيانيدين، الموجودة في الكاكاو في الشوكولا الداكنة، أن تقلّل من الالتهاب في الجسم.
مصادر البروبيوتك
هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم طريقة عمل البروبيوتك بالضبط والأمراض المختلفة التي يمكن علاجها. غير أنّ الباحثين وجدوا أنّ الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتك، مثل اللبن ومخلل الملفوف، تتضمّن بكتيريا حية تساعد في موازنة بكتيريا الأمعاء. وهذا مهمّ عندما يتعلق الأمر بالاكتئاب، لأنّ هذه البكتيريا يمكن أن تنتج مواد كيماوية تنظّم الحالة المزاجية، مثل السيروتونين.
الفاكهة والخضار
يمكن أن يكون تناول هذه الأطعمة من أقوى الطرق لمحاربة الالتهابات، لأنّها تحتوي على مضادات الأكسدة، وهي مركّبات تساعد في حماية الخلايا من التلف الناتج من الالتهاب. ومن بين المأكولات الغنيّة بمضادات الأكسدة، الجوز والتوت والرمّان والشوكولا الداكن والقهوة والشاي الأخضر، وبعض الأعشاب مثل النعناع والأوريغانو.
وفي المقابل، كشفت موسكوني الأطعمة التي يجب تجنّبها للمساعدة في الوقاية من الاكتئاب ومكافحته.
الأطعمة المصنّعة
غالباً ما تحتوي الأطعمة المعالجة أو المقلية على دهون متحوّلة ومجموعة متنوّعة من المواد الكيماوية التي يمكن أن تعزز الالتهاب الذي يُعتبر سبباً محتملاً للاكتئاب.
السكّر
ارتبط النظام الغذائي الذي يحتوي على الكثير من الأطعمة والمشروبات السكّرية، بارتفاع معدلات الاكتئاب. وقد يكون هذا لأنّ السكّر يزيد الالتهاب ويمكن أن يزعزع استقرار نسبة السكّر في الدم. وعندما ينخفض مستوى السكر في الدم بشكل كبير، يمكن أن تظهر أعراض مثل العصبية وعدم القدرة على التركيز، في حين أنّ ارتفاعه قد يسبب التعب.