السبت 14 أيلول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
تصاعدت أمس الحملة الاميركية على «حزب الله» من البوابة المالية، وذلك غداة تلويح الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله بمواجهة العقوبات الاميركية التي تطاول مؤسسات وبيئات لا علاقة لها بالحزب. وبَدا من هذه اللهجة التصعيدية، انّ واشنطن ربما تكون في صدد فرض مزيد من العقوبات على الحزب. فيما يبدو محلّياً أن جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد الثلثاء المقبل في قصر بعبدا سيكون على جدول أعمالها بنود دسمة ورزمة من التعيينات في أكثر من مرفق، في حين سيتوجه رئيس الحكومة بعد انتهاء الجلسة إلى باريس للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبالتالي إطلاق أعمال مؤتمر «سيدر».
فقد أكّدت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، أنّ أثر العقوبات الأميركية بدأ يظهر على «حزب الله»، مخصصة مكافآت مالية لِمَن يساعد على تفكيك شبكته المالية.
وقال نائب وزير الخزانة، مارشال بيللينغلسيا، في مؤتمر صحافي أمس: «إنّ «حزب الله» يحصل على الأموال من تجارة المُخدّرات في أميركا الجنوبية، وهو يتسلّم هذه المبالغ عبر تبييض الأموال، حيث يعتمد على أشخاص وشركات لإرسال أموال الى أُسر منفذي عمليات انتحارية».
وأضاف أنّ «المصرف المركزي في لبنان يعاني بسبب تصرفات «حزب الله»، وحاكم مصرف لبنان يعاني من ضغط كبير نتيجة تصرفات ميليشيا «حزب الله»، كاشفاً أنّ «إيران كانت تموّل «حزب الله» عن طريق «جمّال ترست بنك» الذي فرضت واشنطن عقوبات عليه أخيراً». وأكد أنّ الحزب «تمكن عبر تحالفات سياسية من فرض نفسه على الحكومة اللبنانية».
وشدد على أن «أي شخص يتعاون مع «حزب الله» سيستهدف بالعقوبات، بغضّ النظر عن دينه وعرقه». وقال: «واشنطن ستواصل الضغط على «حزب الله» لوقف تمويله»، مؤكداً أن «دولاً كثيرة تتعاون معنا لوقف تمويل هذا الحزب». وكاشفاً أن «أميركا الجنوبية بدأت تنقلب عليه».
وخصصت وزارة الخزانة الأميركية مكافآت مالية لِمَن يساعد على تفكيك الشبكة المالية لـ»حزب الله». وفي هذا السياق، قال المسؤول الأميركي: «سنواصل كل جهدنا لوقف تمويل الإرهاب ومعاقبة كل من يموّله».
وتابع: «ضغوطنا أثّرت على «حزب الله» وبدأ يشعر بنقص التمويل. إنّ أزمته الماليّة دفعته الى خفض عدد مقاتليه في جبهات عدة».
وفي سياق متصل، دعا المسؤول الأميركي الى وقف شراء النفط الإيراني لأنه «تمويل للإرهاب». وقال: «نحن في حاجة الى شركائنا الدوليين لوقف تمويل «حزب الله».
وأكد أنّ الرئيس دونالد ترامب «يراقب شخصياً خطة الضغط الاقتصادي على إيران»، مضيفاً: «سنواصل سياستنا في الضغط اقتصادياً على إيران و»حزب الله». موضحاً أنّ «الهدف هو حضّ النظام الإيراني على تغيير سلوكه والجلوس الى طاولة المفاوضات».
وأكد أنّ واشنطن لم تجد صعوبة في إقناع أوروبا بأن «في إيران نظاماً فاسداً»، مضيفاً: «دول في حلف «الناتو» تدعمنا وتعتبر إيران دولة إرهابية»، واعتبر أنّ «الفساد في إيران كبير جداً والمرشد يتحمل المسؤولية عن معاناة شعبه».
واشار الى أن واشنطن أبلغت الى دول أوروبا أن «تعاملها مع إيران يضرّ بتجارتها معنا» حيث إنّ «علاقة الشركات الأوروبية معنا ستتأثر إذا واصلت تجارتها مع إيران».
وقال: «على شركات النقل البحري أن تدرك مع من تتعامل وإلاّ ستواجه عقوبات»، مضيفاً انّ واشنطن طلبت من هذه الشركات «الانتباه الى الناقلات الإيرانية المشبوهة».
موازنة وتعيينات
داخلياً، لم يسجل أمس اي حدث بارز، ولكن دُعي مجلس الوزراء الى جلسة الحادية عشرة والنصف قبل ظهر الثلثاء المقبل، في القصر الجمهوري وعلى جدول أعماله 26 بنداً، ومن بينها مشروع قانون موازنة سنة 2020 الذي ستخصّص له جلسات عدة لمناقشته تمهيداً لإحالته الى مجلس النواب وإقراره ضمن المهلة الدستورية، أي قبل نهاية السنة الجارية.
ويتضمن جدول أعمال الجلسة سلة جديدة من التعيينات تضمّ اقتراحين بتعيين الدكتور مازن سويد رئيساً لمؤسسة «ايدال» خلفاً لرئيسها السابق نبيل عيتاني، وكذلك تعيين أعضاء مجلس ادارتها ومفوض الحكومة لديها، وتعيين رئيس للمجلس الأعلى للخصخصة والشراكة خلفاً للرئيس المستقيل منذ فترة طويلة.
ويتضمن الجدول أيضاً: إقتراح قانون يرمي الى فصل البلديات عن وزارة الداخلية، مشروع مرسوم تنظيم أعمال المجلس الأعلى للخصخصة والشراكة وسَير عمله، عرض وزارة الدفاع الوطني مشروع المسودة النهائية لاستراتيجية الادارة المتكاملة للحدود في لبنان IBM (مؤجل من جلسة 12/9/2019)، مشروع مرسوم يرمي الى تعيين عضويين جديدين في مجلس إدارة الصندوق التعاوني للمختارين في لبنان، طلب مجلس الإنماء والاعمار الموافقة على مشروع إتفاقية قرض مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي للمساهمة في تمويل مشروع مرافق الصرف الصحي في حوض الليطاني الشمالي والأوسط، وعلى تفويض رئيس مجلس الإنماء والاعمار التوقيع عليه.
وكانت هذه التعيينات موضع تفاهم في اللقاء الليلي الذي عقد بين رئيس الحكومة سعد الحريري والوزير جبران باسيل في «بيت الوسط»، عشيّة الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء التي خصصت للتعيينات القضائية. وتم التفاهم على إرجاء تنفيذ الإتفاق الى أول جلسة للمجلس في انتظار رفع السيَر الذاتية لأصحاب الاسماء المقترحة للتعيين حسبما تعهد الحريري لأكثرية أعضاء الحكومة.
تفاؤل حريري
وسيتوجّه الحريري الى باريس بعد جلسة مجلس الوزراء الثلثاء المقبل، ليلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الجمعة، وهو قال أمس «انّ «سيدر» سينطلق بعد ذهابي الى باريس، وبعد انهاء الامور مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ومن ثم يمكننا الاستفادة من القروض».
وجاء كلام الحريري التفاؤلي هذا خلال حواره في مؤتمر «الاقتصاد الرقمي»، فدعا الى «تغيير طريقة العمل في لبنان». وقال: «اذا عملنا بكدّ على الموازنة والقوانين وكل المراسيم التطبيقية، أعتقد أنه مع نهاية السنة المقبلة سنكون قد عدنا الى المسار الطبيعي».
ولفت الحريري الى انّ «وكالات التصنيف بدأت تنظر إلينا على أننا نعمل بجدية في الاصلاحات التي نقوم بها»، مشيراً الى انّ «كل الدول التي عانت من أزمة عملت على تحسين البنى التحتية لديها».
ورأى انّ «علينا تغيير العقلية التي نعمل بها في لبنان، فنحن لدينا أهم الأفكار والعقول لكننا نُغرق أنفسنا في النزاع على طريقة تنفيذها».
وأشار إلى أن «الاستثمار في «أوجيرو» جيد لأنه سيعود بأرباح ويولّد فرَص عمل»، وقال: «في السنة المقبلة في مثل هذا اليوم، لن يكون هناك انقطاع للكهرباء في لبنان».
«القوات»
في غضون ذلك، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» انّ «تصوير «القوات» أنها في موقع المعارض لكل شيء هو أمر غير صحيح على الإطلاق، ولا يعكس الواقع والحقيقة، فـ»القوات اللبنانية» تعارض حيث يجب أن تعارض وتوالي حيث يجب أن توالي، وذلك انطلاقاً من قاموسها الذي تلتزم من خلاله بالقوانين المرعية والمواقف الوطنية وبالدستور، وإذا نظرنا الى جلسة الوزراء الأخيرة نرى انّ «القوات» وافقت على معظم التعيينات القضائية، مذكّرة بأنّ تعيين القضاة لا يتم من خلال آلية إنما من خلال عرض الأسماء والسير الذاتية للمرشحين مسبقاً على الوزراء، و«القوات» قد وافقت على معظم الأسماء، وتقاطعت في موقفها مع ما كان طرحه وزير العدل البرت سرحان في جلسة سابقة، وقد جاءت معارضتها أيضا نابعة من تمسكها بالتعيين من ضمن الملاك، وبالتالي هي وافقت على الشق الأكبر من التعيينات، وحيث عارضت إنما عارضت إنطلاقا من أنّ هنالك من هو أكفئ وأجدر، إنطلاقا من حرصها على الالتزام الدقيق بالقوانين المرعية».
وكان حزب «القوات اللبنانية» احتفل بالذكرى 37 لاستشهاد الرئيس بشير الجميل في إحتفال في دير اللعازرية في الأشرفية، أكّد فيها النائب نديم الجميل «أنّ الوقت حان لوقف نزيف اليأس. ولا حلول وفذلكات للمشكلات في لبنان، إذا لم نجد حلاً للسلاح غير الشرعي، وإذا لم نواجه الإحتلال الذي يصادر قرار الدولة، لا يمكن أن نحلم بلبنان جديد».
جولة لباسيل
من جهة ثانية يستعد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لجولة تقوده الى اوروبا واميركا، يبدأها الاسبوع المقبل وتستمر حتى نهاية الجاري.
وفي هذا الإطار، يبحث باسيل مع السفير البريطاني كريس رامبلينغ بعد غد الاثنين في تفاصيل زيارته للمملكة المتحدة، وهو كان قد عرض مع السفير الالماني جورج بيرغلن التحضيرات لزيارته الألمانية في 17 و 18 الجاري.
وسينتقل باسيل من لندن الى واشنطن لافتتاح مؤتمر الطاقة الاغترابية الاقليمي الرابع لاميركا الشمالية، على ان ينتقل في ٢٢ منه الى نيويورك لملاقاة الوفد الرئاسي الى الإجتماعات السنوية للجمعية العمومية للامم المتحدة، حيث سيلقي رئيس الجمهورية ميشال عون خلالها كلمة لبنان في 25 من الجاري.
أغذية الجيش
وعلى صعيد قضية التغذية التي سلكت طريقها الى المعالجة، سجلت موجة تعاطف كبيرة مع الجيش، وعلمت «الجمهورية» انّ كثيرين من اللبنانيين سارعوا الى إبداء رغبتهم في تقديم ما أمكنهم من اغذية للجيش في مختلف المناطق، فور علمهم بوجود مشكلة في تأمين المواد الغذائية للعسكريين.
وعلى خط آخر، تفاعلت أمس قضيّة آمر معتقل الخيام سابقاً عامر الفاخوري، وكان المستغرب فيها محاولة خبيثة من قبل البعض لإقحام إسم قائد الجيش العماد جوزاف عون في هذه القضيّة عبر «تقصُّد» تسريب صورة على مواقع التواصل الإجتماعي تجمعه بالفاخوري.
ولهذه الغاية أصدرت قيادة الجيش بياناً أمس، أوضحت فيه أنّ «هذه الصور التُقطت خلال زيارة العماد عون للولايات المتحدة الأميركية في تشرين الأول عام 2017، خلال استقبال عام أقامته السفارة اللبنانية تكريماً للعماد عون، حيث قام المدعوون بالتقاط صور إلى جانبه ومن ضمنهم العميل الفاخوري، علماً أن لا معرفة شخصية تجمعه بقائد الجيش».
عودة النازحين
وفي جديد قضية النازحين السوريين، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن نائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، بحث مع المبعوث الخاص لرئيس الحكومة اللبنانية جورج شعبان في عودة اللاجئين السوريين وآفاق التعاون العسكري.
وقالت الوزارة في بيان: «خلال اللقاء تم بحث الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك موضوع عودة اللاجئين السوريين إلى الجمهورية العربية السورية. وتم التطرّق إلى حال وآفاق تطوير التعاون العسكري التقني».
وأكد «أنّ اللقاء عُقد في جو ودي، وأكد الجانبان خلاله استعدادهما لتعزيز التعاون بين وزارتي الدفاع في البلدين».
المصدر: الجمهورية