مجلة وفاء wafaamagazine
أعربت موسكو عن استغرابها من استدعاء الحكومة الإسرائيلية، السفير الروسي لدى تل أبيب، أناتولي فيكتوروف، على خلفية مقابلة له نشرتها صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية مؤخراً، مشدّدة على أنّ “القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية مركزية لإحلال السلام في الشرق الأوسط”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أثناء موجز صحافي عقدته أمس الجمعة إنّ “ردّة فعل إسرائيل على تصريحات السفير الروسي تستدعي استغراب موسكو، خاصة وأن الجانب الروسي أطلع الزملاء الإسرائيليين مراراً وتكراراً بآرائه إزاء هذه المسائل على مختلف المستويات”.
وشددت المتحدثة على أنّ جميع تصريحات السفير تتطابق مع مواقف روسيا المعروفة للجميع بشأن قضايا الشرق الأوسط، بحسب ما نقلت وكالة “نوفوستي” الروسية.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت، يوم الأربعاء، السفير الروسي في تل أبيب بعد أن دافع عن إيران في مقابلة صحافية جرت معه هذا الأسبوع.
وقالت المحطة الإخبارية الإسرائيلية (13) إنّ “وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت السفير الروسي لدى إسرائيل أناتولي فيكتوروف، للاحتجاج على تصريحات أدلى بها لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية”.
وأشارت زاخاروفا إلى أنّ “روسيا تنظر إيجاباً بشكل عام إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، لاعتباره سبيلاً لإقامة قنوات جديدة للتفاعل المتحضر والمبني على معايير القانون الدولي”.
وأضافت الدبلوماسية الروسية أنّ “موسكو تنطلق من أن استمرار التصعيد ورفض الحوار يعيق إيجاد حل للنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني”، مشددة في الوقت نفسه على “الموقف الروسي الثابت القاضي بأن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية مركزية لإحلال السلام في الشرق الأوسط، ولا يمكن التوصل إلى استقرار إقليمي مستدام وطويل الأمد دون حلها”.
في الوقت نفسه، لفتت زاخاروفا إلى أن “روسيا لم تخف أبدا معارضتها للغارات الإسرائيلية على سوريا، لكونها تسهم في تقويض استقرار المنطقة”.
وتابعت: “نؤكد اهتمامنا بمواصلة المشاورات الدورية مع الشركاء الإسرائيليين بشأن مسائل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. نقدر عاليا الحوار البناء والقائم على الثقة بيننا، ونتطلع، كما ذكر سفيرنا في المقابلة، إلى الاستمرار خلال اتخاذ القرارات في أخذ مباعث قلق إسرائيل بالمجال الأمني في عين الاعتبار”.
وكان السفير الروسي لدى تل أبيب قال للصحيفة الإسرائيلية إنّ “المشكلة في المنطقة ليست الأنشطة الإيرانية، بل هو نقص في التفاهم بين الدول وعدم الامتثال لقرارات الأمم المتحدة في النزاع الإسرائيلي-العربي والصراع الإسرائيلي-الفلسطيني”.
ودافع السفير الروسي عن منظمة “حزب الله” قائلاً: “إسرائيل تهاجم “حزب الله”، و”حزب الله” لا يهاجم إسرائيل”.
وفي إشارة إلى الأنفاق التي قالت إسرائيل إنها كشفتها أسفل الحدود مع لبنان، قال: “لا يوجد دليل على أن “حزب الله” أنشأ الأنفاق. ويجب ألا تهاجم إسرائيل أراضي أعضاء الأمم المتحدة ذوي السيادة”.
وأكد السفير الروسي أنه “لا مجال لأن نوافق على أي ضربات إسرائيلية على أهداف سورية، هذا الأمر لم يحدث في الماضي ولن يحدث في المستقبل”.