الجمعة 11 تشرين الأول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
وصل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى غانا فجر البارحة الخميس، وكان في استقباله راعي أبرشية سيدة البشارة – أفريقيا الغربية والوسطى، المطران سيمون فضول، ووفد من إكليروس الأبرشية ولجنة الوقف، والسفير اللبناني في غانا ماهر خير، ورئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي ووفد من الجالية اللبنانية.
وفي “مطار أكرا الدولي” كانت كلمات الترحيب بالبطريرك الراعي، استهلها راعي الأبرشية، المطران فضول، “بالتعبير القلبي عن السعادة التي تغمر قلوب كل اللبنانيين، لزيارة تاريخية طال انتظارها، تبدأ بغانا مرورًا بالسنغال، بوركينا فاسو، توغو، البينان ونيجيريا وساحل العاج. وتتضمن الجولة لقاءات روحية ورسمية إضافة إلى لقاءات مع أبناء الجاليات اللبنانية”.
بعد ذلك كانت الكلمة لسفير لبنان في غانا ماهر خير قال فيها: “كل الصباحات تتشابه، ما عدا هذا الصباح، وهو الصباح الذي طال انتظاره، مفعمًا بالفرح والغبطة، بقدومكم إلينا يا صاحب الغبطة وأنتم أيقونة الأمل والعطاء والثبات والموطنية للبنان بأجمعه، وهذه الزيارة ستبقى محفورة في القلوب والعقول قبل الذاكرة، لأن في وجداننا الأمل بكم وبحكمتكم كي يستمر لبنان بلد الحرية والإستقلاله”.
وزار البطريرك الراعي “مدرسة مار شربل الدولية أكرا – غانا”، وكان في استقباله إدارة المدرسة وتلامذتها، وقد صدحت أصواتهم ترنيما وفرحا بأناشيد أعدوها خصيصًا للزيارة.
وكانت للراعي لقاءات متتالية في نهار الزيارة الأول، فالتقى عميدة السلك الدبلوماسي سفيرة كولومبيا كلاوديا طربيه كينتيرو، والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور بافول تالابكا، ورئيس أساقفة أبرشية أكرا، وقنصل البيرو الفخري غسان يارد.
وفي المحطة الرابعة استقبال للراعي في السفارة اللبنانية، حيث امتزجت العادات والتقاليد اللبنانية والإفريقية، لتظهر لوحات فنية باهرة، استقبل فيها البطريرك الراعي، في حضور حشد دبلوماسي وروحي وشعبي، ألقيت خلاله كلمة ترحيب لسفير لبنان في غانا ماهر خير، وصف فيها الراعي بأيقونة الوطن والثبات والمواطنية، معتبرًا زيارته أملًا جديدًا ومجددًا لكل لبناني هاجر أرضه وحمل معه هم أهله وشعبه ووطنه…
وكانت للراعي كلمة شكر وتشجيع، حملت في طياتها رسائل وطنية مباشرة إلى أهل غانا ولبنان، يدعو من خلالها إلى وضع حد للعنف، والحروب والإستهتار بكرامة الإنسان والأوطان والدوس على الهويات والحريّات، ومشددًا على” دور اللبنانيين أينما وجدوا وهم يحملون في قلوبهم وطنهم، وطن الرسالة والقداسة.
وواصل البطريرك زيارته لغانا حيث التقى مساء اليوم نائب رئيس الجمهورية الغاني محامودو باوميا الذي رحب بغبطته وبالوفد المرافق باسم رئيس الجمهورية الموجود خارج البلاد.
وقال متوجهًا إلى الراعي: “أشكر غبطتكم باسم رئيس الجمهورية الغائب بداعي السفر وقد كلفني باستقبالكم والترحيب بكم في غانا، ونحن نثمن عاليا زيارتكم، ونقدر كل ما تقومون به لتعزيز العلاقة بين بلدينا كما ولاهتمامكم باللبنانيين في غانا واينما وجدوا”.
وشدد نائب الرئيس الغاني على ان “مفتاح السلام المنشود في العالم هو الحوار والتواصل”، لافتا “الى النموذج الغاني في التعايش بين المسلمين والمسيحيين والذي يشبه الى حد بعيد النموذج اللبناني الذي عاينه عن كثب خلال زيارته الى لبنان وتفقده الكتيبة الغانية العاملة في إطار قوات حفظ السلام في جنوب لبنان”.
بدوره، شكر الراعي لنائب الرئيس الغاني كل ما تقدمه غانا إلى الجالية اللبنانية لديها كما وإلى لبنان، من خلال مشاركتها في قوات اليونيفيل.
وأثار موضوع التأشيرة الى اللبنانيين للدخول الى غانا ناقلا رغبة الجالية في إقرار المعاملة بالمثل، بحيث ان المواطن الغاني يحصل على تأشيرته للدخول الى لبنان في مطار بيروت بينما لا يطبق العكس.
وردًا على هذا الطلب وعد باوميا بمراجعة وزارة الخارجية الغانية، مشيرا الى “إيمان غانا بمبدأ المعاملة بالمثل”.
كما تطرق البحث الى الحروب الدائرة في الشرق الأوسط وتداعياتها على لبنان، وبخاصة موضوع النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، وضرورة عودتهم الى بلادهم بكرامة، مع التشديد على وجوب رفع الصوت في المحافل الدولية لنبذ الحروب والعنف والإرهاب.
كذلك كان تنويه بمبادرة فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون اعتماد لبنان كمركز لأكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار ودور غانا في دعم تحقيقها.
المصدر: الجمهوريّة