الرئيسية / آخر الأخبار / في ذكرى الابادة الارمنية: قداس وتنديد بها في روما وتأكيد أنها تشكل وصمة عار في تاريخ البشرية جمعاء

في ذكرى الابادة الارمنية: قداس وتنديد بها في روما وتأكيد أنها تشكل وصمة عار في تاريخ البشرية جمعاء

مجلة وفاء wafaamagazine

في الذكرى ال 106 على الابادة الارمنية، جالت “الوكالة الوطنية للاعلام” في روما، على قياديين إيطاليين والجالية الارمنية وجمعيات للوقوف على آرائهم حول هذا الموضوع، بهدف تسليط الضوء على أهمية هذه الواقعة المأسوية والتنديد بالجرائم التي ارتكبت وترتكب ضد الإنسانية.

واستذكر القيادي في حركة “الخمس نجوم” ونائب رئيس البرلمان الأوروبي ماسيمو كاستلدو الإبادة الجماعية الأرمنية، وقال في حديث خاص الى “الوكالة الوطنية للأعلام”: “أنضم إلى الشعب الأرمني اليوم وإلى الدول والشعوب حول العالم لاتذكر أولئك الذين فقدوا حياتهم والذين عانوا من الإبادة التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني، كما أكرم أحفادهم وكل من يستمر في العيش مع الألم والصدمة والخسارة من هذه المأساة. أظهرت الإبادة الجماعية الأرمنية للعالم التكلفة غير المعقولة للتقسيم والإقصاء والكراهية، أننا في إيطاليا ندين الكراهية والتعصب. اليوم نعيد تأكيد التزامنا بالحقوق الأساسية والكرامة لجميع البشر ونلتزم مواصلة العمل مع شركائنا للتأكد من عدم تكرار مثل هذه الفظائع مرة أخرى”.

وتابع: “في هذه الذكرى السنوية الكئيبة، أدعو جميع محبي السلام إلى التوقف لتذكر الضحايا وأولئك الذين نجوا من أهوال الإبادة الجماعية الأرمنية. سنستمر في تكريمهم من خلال محاربة الكراهية وحماية الفئات الأكثر ضعفا والعمل على جعل عالمنا أفضل”.

سفيرة أرمينيا

وعبرت سفيرة أرمينيا في روما تسوفينار هبمبارتسوميان في حديث الى “الوطنية” عن سعادتها للعديد من “المبادرات التي لم تشهدها الساحة الإيطالية من قبل الجالية الأرمنية وعدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني، في الذكرى 106 للإبادة الجماعية للأرمن حيث يسلط الضوء على أهمية هذه الواقعة المأسوية ما يسهم بالتنديد بالجرائم التي ارتكبت ضد الإنسانية وزيادة الوعي”.

وقالت: “مرت 106 سنوات على الإبادة الجماعية الارمنية، والمجتمع الدولي بدأ يدرك حقيقة هذه الإبادة ضد شعبنا وتعترف العديد من الدول بها كي لا تتكرر هذه الفاجعة”.

وفي هذا الاطار، انطلقت في مختلف المدن الإيطالية مواكب المشاعل لإحياء هذه الذكرى، كما هو الحال في كل عام تم تنظيم مسيرة من قبل الجالية الارمنية ومنظمات السلام وأصدقاء الأرمن. كما أقيمت في الكنائس الأرمنية قداديس ذكرى الإبادة الجماعية.

والتقت “الوطنية” في روما بأحد أفراد الجالية وهان نازريان الذي قال: “في الذكرى ال 106 للإبادة الجماعية الأرمنية كل أفكاري موجهة إلى أرمينيا التي تحملت معاناة التاريخ. أفكاري مع الشعب الأرمني. مسيرتنا تهدف للتذكير بالماضي وقبول الحقيقة وإظهار الاحترام ومنع النسيان والإنكار والباطل، أشارك اليوم بهذه المسيرة من أجل المستقبل كي لا تتكرر إبادة جديدة”.

بيان

ونددت جمعية الصداقة الإيطالية العربية في بيان، ب “الجرائم التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحق الأرمن”. واعتبر أنه في “24 نيسان بدأت عمليات الترحيل والإبادة المخطط لها لأكثر من مليون شخص من أصل أرمني وجماعات مسيحية أخرى، الآراميين والآشوريين والكلدان، الذين وقعوا ضحايا لعمليات الترحيل والمجازر في الدولة العثمانية التي كانت تعتبر هؤلاء الأشخاص أعداء داخليين وتعاملهم على هذا النحو. مصير هؤلاء الأشخاص كان نموذجا لتاريخ الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والترحيل والإبادة الجماعية، التي كان القرن العشرين مليئا بها بشكل مرعب. نقف اليوم أكثر من أي وقت مضى الى جانب الشعب الأرمني المحق”.

قداس

ولمناسبة هذه الذكرى، ترأس أسقف الأرمن الكاثوليك في أوروبا الشرقية المطران روفائيل ميناسيان القداس الإلهي في المعهد الحبري الأرمني في روما شارك فيه عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري، رئيس إدارة أملاك الكرسي الرسولي المطران نونزيو غالانتينو؛ وألقى ساندري عظة قال فيها: “في كل عام، في زمن عيد الفصح، نجتمع للاحتفال بالقداس الإلهي لكي نتذكر شهادة حياة إخوتنا وأخواتنا، الذين عانوا ل 106 سنوات خلت من عنف شديد لدرجة الموت بسبب انتمائهم إلى الشعب الأرمني، الذي دخل في التاريخ لأنه كان أول أمة تنال المعمودية، العام 301، من خلال عمل القديس غريغوريوس المنور”.

وتابع: “شعب مجتهد وذكي، مبدع في الفن والثقافة، أنار من خلال شخصياته العظيمة البشرية، مثل القديس غريغوريوس ناريك، الذي أعلنه البابا فرنسيس ملفانا للكنيسة الجامعة في العام 2015. أفكر أيضا في القديس ميسروب، الذي بفضل عمله قدم أحرف أبجدية لكي يتمكن الجميع من معرفة الكتاب المقدس والاصغاء إليه، ويكون ذلك الخبز المكسور في مسيرة تاريخ طبعت للأسف في العديد من المناسبات بالاضطهاد والعنف”.

أضاف ساندري: “إذا كان الأمر كما يقول المزمور، كلمتك مصباح لخطاي، فإن القراءات التي جعلتنا الليتورجيا الأرمنية نصغي إليها اليوم هي النور الذي نعيش فيه ونحتفل به في هذا اليوم: إنه ليس عملا سياسيا، وهو ليس ضد أحد، لكنها ذكرى مسيحية للذين تركونا، تسليم لله، وصلاة من أجل ارتداد قلوب جميع الذين فعلوا الشر وكذلك ارتداد قلوبنا التي تحتاج على الدوام للشفاء”.

وختم: “كانت المأساة الارمنية وصمة عار في تاريخ البشرية جمعاء، فهناك من كانوا سلبيين تجاه هذه القضية وهناك من التزم الصمت من خلال لامبالاتهم أو تواطؤهم. ومع ذلك، فإن الذين عانوا من العنف، من خلال نسلهم، لم يفقدوا كنز الإيمان وما زالوا اليوم هنا يظهرون تعزية الله التي حدثنا عنها القديس بولس”.

عن Z H