الأربعاء 16 تشرين الأول 2019
قال مصدر فرنسي متابع للملف اللبناني إنّ باريس لا تؤيد تطبيع العلاقة اللبنانية مع نظام بشار الأسد ولا زيارة وزير الخارجية جبران باسيل إلى دمشق، لكون ذلك يتعارض مع مبدأ الحكومة في النأي بالنفس. وتابع أنّ باريس تتفهم العبء الذي يلقيه عدد اللاجئين السوريين على كاهل لبنان ورغبة المسوؤلين اللبنانيين في حل هذه المشكلة، ولكنه أكد من ناحية أخرى أنّ باريس لا تؤيد إعادة الشرعية لنظام بشار الأسد عموماً وفي لبنان والعراق خصوصًا، ولا تؤيد الدعوات سواء من العراق أو من وزير الخارجية اللبناني لعودة سوريا الأسد إلى جامعة الدول العربية.
ويرى المصدر الفرنسي أنّ الإدارة الأميركية سلّمت مفتاح منطقة الشرق الأوسط إلى روسيا وإيران، فأصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المهيْمن على هذه المنطقة، واعتبر أنّه من السابق لأوانه أن تجري بعض الدول العربية عملية التطبيع مع نظام الأسد ولو أن الهجوم التركي على بلد عربي قد يفتح المجال لذلك ويسهّله. وأضاف: “كل ذلك مرتبط بالتطورات على الأرض بعد الهجوم التركي على الأكراد، فإذا تبلور احتمال اتفاق بين روسيا وتركيا والنظام السوري، وظهر أنّ حجة الهجوم على الأكراد كانت لدفعهم الى التفاوض مع احتمال انسحاب تركيا لمصلحة النظام السوري أينما تواجدت القوات التركية، فهذا سيناريو قد يؤدي إلى استعادة النظام السوري كل المناطق السورية مع خروج جميع القوات الغربية، وعند ذلك سيطرح السؤال حول مستقبل العلاقة الغربية مع النظام السوري، ولكنها مسألة سابقة لأوانها الآن”.
المصدر الذي رأى أنّ “ذهاب وزير الخارجية اللبناني إلى دمشق لا يمثل تطورًا جديدًا في علاقة الوزير باسيل بالنظام السوري، إذ إنه سبق والتقى مرات عدة بنظيره السوري وليد المعلم في نيويورك”، أضاف: “الوضع في سوريا حالياً لا يسمح بعودة اللاجئين السوريين في ظروف كريمة وآمنة لبلدهم وهذا ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس اللبناني ميشال عون عندما التقاه في نيويورك، غير أنّ الأخير يصرّ على عودتهم الفورية في حين أنّ الرئيس ماكرون يرى أنّ ظروف سوريا الراهنة لا تسمح بعودتهم الآمنة”.
إلى ذلك، لفت المصدر إلى أنّ صندوق النقد الدولي أكد أنّ الوضع الاقتصادي في لبنان سيئ وباريس مدركة لذلك، ولكن هذا لا يعني سقوط “سيدر” لأنّه مرتبط بالإصلاحات أي أنّ الاستثمارات مشروطة بإنجاز الإصلاحات، عدا عن أنّ نتائج “سيدر” لن تظهر إلا على المدى المتوسط أي ليس قبل سنتين من إنجاز الإصلاحات، وبالتالي فإنّ الموضوع الملحّ الآن بالنسبة للبنان هو الوضع الاقتصادي.
وإذ أعرب عن الأمل في أن تنجح مساعي رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري لجلب دعم مالي من السعودية والإمارات لإنقاذ الوضع اللبناني، نقل المصدر أنّ باريس واثقة من حصول نوع من “معجزة لبنانية” للخروج من الأزمة علماً أنّ اللبنانيين لطالما استطاعوا في أصعب الظروف أن يصمدوا ويتجاوزوا أزماتهم.
وختم المصدر الفرنسي بالإشارة إلى أنّ الرئيس ماكرون أكد للرئيس الحريري خلال زيارته إلى باريس دعم فرنسا للبنان، متوقعًا أن يزور الرئيس الفرنسي لبنان في شهر أيلول المقبل في مناسبة مئوية لبنان الكبير.
المصدر: نداء الوطن