الأثنين 04 اذار 2019
وفاء بيضون – لو امتلأ العالم بالمدارس ، والمعاهد ، والجامعات ، لما استطاع أن يعطي درساً واحداً عن مدرسة الحياة .
إن لمدرسة الحياة طبيعة خاصة بها وكذلك دروسها ، فهي عبارة عن مراحل متقلبة ، ومتداخلة ، ومتتابعة ، وتتأرجح بين حالات فيها شيء من الفرح ، وشيء من الحزن ، وشيء من الأمل ، والكثير من الصبر ، والصبر هنا يفتح بوابة الحكمة ، لإدارة شؤون الحياة في مدرسة الحياة .
أحيانا تعطيك الفرح والسرور والسعادة ، فتدّونها الذاكرة الحافظة ، بالأيام السارة والجميلة..
وأحيانا تغزو أيامنا ، أو تداهمها أيام ، مذاقها مر وحزين ومؤلم
وأيضا يدون قلم الذاكرة ، تلك الأيام النكرة ، والعصيبة
وأحيان تفاجئنا بقسوتها ، وعنادها ونارها الحارقة
ولكن في النهاية لا تكره الحياة ، ومدرستها فهي سنة جارية ، لا تبديل في أسطرها ، فهي تعلمك مذاقها الحلو والمر ، والقاسي
تقبل منها ما لا تستطيع تبديله ، وتعلم منها ما تقدر على دفعه عنا من مضار ، وتقديم أو تقريب ما يمكن توظيفه منافع ..