مجلة وفاء wafaamagazine
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اليوم الثلاثاء، إنّ “قادة حركات المقاومة الفلسطينية وقادة أجنحتها العسكرية كانوا متألقين في المعركة الأخيرة”.
وأضاف السيد نصر الله بمناسبة “عيد المقاومة والتحرير” أنه “بتنا من الآن نحتفل في أيار/مابو بانتصارين عظيمين: 25 أيار/مايو 2000، و21 أيار/مايو 2021 الانتصار في غزة”، مؤكداً أنّ “انتصار عام 2000 صنعه الشعب اللبناني والمقاومة، وهو نتيجة تراكم تضحيات حركات وأحزاب وطنية”.
واعتبر أنّ من أهم عوامل انتصار 2000 “الموقف الرسمي الصلب والصامد والممثَّل آنذاك بالرؤساء إميل لحود ونبيه بري وسليم الحص”.
كما أكد أنّ تحرير 2000 أسسس لزمن الانتصارات “ويومها أهدت المقاومة هذا الانتصار إلى كل فلسطين، لأن الهدف هناك”، على حد تعبيره.
ولفت السيد نصر الله إلى أنّ نتائج انتصار 2000 “كانت استراتيجية”، لذلك “حذّر قادةُ العدو من المخاطر الاستراتيجية لتلك الهزيمة”.
وتابع: “الإنجاز في 2000 وضع العدو والصديق والقضية الفلسطينية والصراع أمام مسار استراتيجيّ مختلف”.
السيد نصر الله: غزة فاجأت الصديق والعدو
وقال السيد نصر الله إنّ دخول القدس في دائرة تهديد خطِر “دفع قيادة المقاومة إلى اتخاذ موقف تاريخي وحازم وجديد”، معتبراً أنّ “سبب المعركة الأخيرة، حماقة قيادة العدو وغطرستها واستخفافها بالمقاومة والخطأ في حساباتها”.
وأشار إلى أنّ “التقدير الإسرائيلي كان أن ردة الفعل على مشروع التهويد في القدس لن تتجاوز البيانات”، مضيفاً أنّ “أهم خطأ في تقدير العدو أنه لم يخطر على باله أن غزة ستقدم على قرار تاريخي ضخم”.
السيد نصر الله رأى أنّ “غزة فاجأت الصديق والعدو في قرارها تنفيذ تهديدها رداً على ما يقوم به الاحتلال في القدس”، مضيفاً أنّ “ما أقدمت عليه غزة كان خطوة تاريخية نوعية في تاريخ الصراع مع العدو يجب أن تقدّر عالياً”.
وفي هذا الإطار، لفت السيد نصر الله إلى أنّ “التطور التاريخي في معركة سيف القدس أن غزة دخلت لتحمي القدس وأهلها وليس لحماية غزة”، لافتاً إلى أنّ “أهل غزة ومقاومتها كانا في موقع الاستعداد للدفاع والتضحية فداء للقدس والمسجد الأقصى”.
وأوضح أنّ معركة “سيف القدس” أظهرت أمراً يجب على الصهاينة أن يفهموه وهو “إعادة النظر في تقديراتهم”.
السيد نصر الله: القدس يعني حرب إقليمية
وتوجه الأمين العام لحزب الله للإسرائيليين قائلاً: “يجب أن تعرفوا أن المساس بالقدس والمسجد الأقصى مختلف عن أي اعتداء آخر تقومون به”.
وقال: “يجب أن تعرفوا أن المساس بالقدس والمقدسات مختلف عن أي اعتداء آخر تقومون به”، مضيفاً: “على الإسرائيليين أن يفهموا أن المساس بالمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة”.
السيد نصر الله اعتبر أنّ “مقاومة غزة صنعت معادلة جديدة هي المسجد الأقصى والقدس مقابل مقاومة مسلحة”.
ورأى أنّ “المعادلة التي يجب أن نصل إليها هي التالية القدس يعني حرب إقليمية”، موضحاً أنه “حين يدرك الإسرائيلي أنه أمام هذه المعادلة سيعرف أن أي خطوة ستكون نتيجتها زوال كيانه”.
وتابع: “عندما تصبح المقدسات الإسلامية والمسيحية تواجه خطراً جدياً فلا معنى لخطوط حمر أو مصطنعة”.
كما لفت السيد نصر الله إلى أنّ “كل العالم شعر في المعركة الأخيرة أنه أمام شعب فلسطيني واحد يتحرك بنفس واحد نحو هدف واحد”.
هذا وأكد السيد نصرالله أنّ معركة “سيف القدس” أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية في العالم وفرضتها على وسائل الإعلام.
ورأى أنّ من نتائج “سيف القدس” إحياء ثقافة وروح المقاومة كطريق وحيد لاستعادة الأرض. وقال إنّ “المعركة وجهت ضربة قاسية لمسار التطبيع ودول التطبيع ووسائل إعلامها”.
وذكر السيد نصر الله: “نستطيع القول بوضوح أن صفقة القرن سقطت وتلاشت”.
كما من نتائج المعركة حسب السيد نصر الله “إعادة إظهار الوجه الحقيقي البشع لإسرائيل لا سيما كنظام فصل عنصري وإعادة توجيه البوصلة في المنطقة نحو العدو الحقيقي”.
في سياق متصل، قال إنّ من نتائج “سيف القدس” دخول قطاع غزة إلى داخل كل المعادلة الفلسطينية وهو تطور عظيم في المعركة.
وتابع السيد نصر الله: “من إنجازات المقاومة الأخيرة في غزة القدرة على مواصلة إطلاق الصواريخ وفي ساعات معلنة مسبقاً”، معتبراً أنّ المعركة الأخيرة “أظهرت قدرات صاروخية مختلفة للمقاومة لجهة النوعية والكمية والمديات”.
وأشار إلى أنه “عندما يصبح الإسرائيلي يشعر بانعدام الأمن في كل فلسطين أهون ما يمكن أن يقوم به هو الرحيل”.
السيد نصر الله: أهم مظاهر الفشل في المعركة الأخيرة عدم إقدام العدو على خوض حرب برية
وذكر السيد نصر الله أن من أهم إنجازات معركة “سيف القدس” شلّ أمن الكيان الإسرائيلي “وهو إنجاز عسكري لا سابقة له، فضلاً عن إنهاء صورة الكيان الآمن للخارج”.
وأوضح أنّ “من نتائج المعركة الأخيرة إنهاء صورة الكيان الآمن للخارج وفرض مواجهة الاحتلال مع فلسطينيي الـ48 وهذا جوهري ووصفه العدو بالتهديد الوجودي”.
الأمين العام لحزب الله قال إنّ “من نتائج المعركة فشل الكيان الإسرائيلي بمنع إطلاق الصواريخ وهو يعبر عن فشل استخباراتي”، مضيفاً: “لو كانت القبة الحديدية ناجحة لكان تفاخر بها نتنياهو وسوّق لها في كل مكان”.
كما ذكر أنّ من النتائج “الفشل في النيل من المخزون الحقيقي للصواريخ الذي لم يطلق بعد والفشل في تقدير رد فعل غزة وفلسطينيي 48″، موضحاً: “أهم مظاهر الفشل، هو الضياع، إذ إن إسرائيل ذهبت إلى هذه المعركة وهي ضائعة”.
في السياق عينه، قال السيد نصر الله إنّ “أهم مظاهر الفشل في المعركة الأخيرة عدم إقدام العدو على خوض حرب برية”، مشدداً على أن “تهيّب أقوى جيش في المنطقة من الدخول في حرب برية هو فشل استراتيجي وليس مجرد فشل عادي”.
السيد نصر الله للإسرائيليين: لا تخطئوا التقدير مع لبنان كما فعلتم مع غزة
كما أكد الأمين العام لحزب الله أنه “لم يمر يوم على المقاومة في لبنان كانت فيه أفضل مما هي عليه اليوم عتاداً وعدة وجهوزية”.
وأضاف: “لا تخطئوا التقدير مع لبنان كما فعلتم مع غزة مع العلم أن وضعنا مختلف”. وذكر أنّ “المقاومة في لبنان هي في موقع قوي حتى بالاستناد إلى الموقف الرسمي”.
وقال إنه “يجب أن نضيف إلى حسابنا مع العدو دم الشهيد على طريق القدس محمد طحان، مشيراً إلى أنّ “دم الشهيد محمد طحان صبرنا عليه لكننا لن نتركه ويضاف لدم شهيدنا علي كامل محسن”.
وفي الشأن الداخلي اللبناني، قال السيد نصر الله إنّ “مشكلة تأليف الحكومة اللبنانية هي مشكلة داخلية بحتة”. كما أوضح أنّ “طريقان لا ثالث لهما في تأليف الحكومة إما اتفاق الرئيسين عون والحريري أو مساعدة الرئيس بري”.
وشدد على أنّ “صمود محور المقاومة في البلدان المختلفة شكل الحامي والرافعة الأساسية للانتصار في فلسطين”.
وتطرق السيد نصر الله إلى بيان السيد السيستاني بما يتعلق بفلسطين، قائلاً إنه “يجب أن يتوقف عنده كثيرون في العالم من أعداء وأصدقاء”، لافتاً إلى أنّ هناك جمهور متنوع دينياً ومذهبياً وفكرياً وسياسياً في العالم مؤيد اليوم لثقافة المقاومة.
وعن اليمن، قال السيد نصر الله: “تفاعل اليمن مع القضية الفلسطينية رغم الحصار المفروض عليه على كل المستويات، رائع ويشكل قوة عظيمة لمحور المقاومة”.