مجلة وفاء wafaamagazine
قبل ثلاثة أيام على موعد انطلاق بطولة كوبا أميركا لكرة القدم، عاد شبح الإلغاء ليخيّم على الحدث الأبرز في أميركا الجنوبية. البرازيل تلتحق بالأرجنتين وكولومبيا
للمرة الثالثة خلال 10 أيام، تدخل بطولة كوبا أميركا لكرة القدم في دائرة الإلغاء. البطولة التي كانت مقررة العام الماضي، جرى تأجيلها الى هذا الصيف بسبب تفشي فيروس كورونا في مختلف دول العالم. تم تحديد المنافسات بدايةً في الأرجنتين وكولومبيا، إلا أن التظاهرات الشعبية والأحداث الأمنية الدائرة في كولومبيا أجبرت الدولة هناك على رفض استقبالها، كما ألزمت اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية «كونميبول» بنقل جميع المباريات الى الأرجنتين. هذه الأخيرة كانت جاهزة للحدث الكبير، إلا أن تفشي فيروس كورونا بشكل كبير جداً دفع بالسلطات الصحية في «بلاد الفضة» الى إلغاء المنافسات على أرضها، يوم الجمعة الماضي في الرابع من حزيران. الإلغاء أوقع الاتحاد القاري في حال من الإرباك، قبل أن يقع الخيار على البرازيل لإنقاذ البطولة، بعد موافقة الرئيس بولسونارو على الاستضافة.
موافقة البرازيل جعلتها عرضة للانتقادات، وخاصة أنها البلد الثاني في العالم من ناحية تفشي فيروس كورونا. وأودى الوباء حتى الآن بحياة قرابة 475 ألف شخص في بلاد السامبا. ودخل لاعبو المنتخب على خط الضغوط، بعد إعلان اللاعبين البرازيليين المحترفين في أوروبا رفضهم خوض المنافسات خوفاً من تفشي فيروس كورونا بين المنتخبات المشاركة، واللجان المنظّمة.
حتى يوم أمس كانت الأمور تسير بالشكل المطلوب بالنسبة إلى المنظمين، رغم ارتفاع أصوات المعترضين، ولكن دخول المحكمة العليا البرازيلية على الخط أعاد خلط الأوراق. وأعلنت المحكمة عقد جلسات استماع بشأن طلبين مقدمين إليها لمنع إقامة البطولة القارية في البلاد. وقال رئيس المحكمة لويز فوكِس إنه نظراً «إلى الطبيعة الاستثنائية للقضية» اتُّخِذَ القرار بأن تنظر المحكمة المكوّنة من 11 عضواً بكامل هيئتها في القضية خلال جلسة افتراضية غير عادية. والدعوتان مقدمتان من نقابة عمال المعادن الوطنية، وعضو البرلمان المعارض جوليو ديلغادو وحزبه الاشتراكي البرازيلي. وترى نقابة عمال المعادن الوطنية أن استضافة البطولة «تخاطر بالتسبب في زيادة الإصابات والوفيات بفيروس كورونا»، بحسب ما أفادت المحكمة في بيان الموافقة على النظر في القضية.
أما ديلغادو والحزب الاشتراكي البرازيلي، فيعتبران أن الاستضافة «تنتهك الحقوق الأساسية في الحياة والصحة».
الجدير ذكره أن رئيس بلدية ريو دي جانيرو أكد الأسبوع الفائت أنه لن يتردد في إلغاء مباريات البطولة المقررة في المدينة في حال تفاقم جائحة فيروس كورونا، معتبراً أن لا فائدة من هذه الاستضافة.
وبحسب العديد من المراقبين، فإن الرئيس البرازيلي يريد استضافة البطولة لأغراض سياسية، وذلك من أجل تدعيم موقعه في السلطة وحصد بعض الشعبية، بعد تراجعها جراء تعامله غير العلمي مع فيروس كورونا، ما جعل البلاد تتكبد خسائر كبيرة جداً في الأرواح، وتتلقى خسائر اقتصادية هائلة.
الكباش مستمر، والبطولة المقرر انطلاقها الاثنين المقبل مهددة فعلاً.