الثلاثاء 22 تشرين الأول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
كتب هيثم زعيتر في جريدة اللواء:
أقرَّ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بفشله في إقناع أيٍّ من الأحزاب في مُعسكر «اليسار – الوسط»، الذي يتزعّمه رئيس حزب «أزرق – أبيض» بيني غانتس، أو رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان بمُشاركته في تشكيل الحكومة، وإنْ تذرَّع بأنَّها «حُكومة طوارئ».
وانطلاقاً من إدراك نتنياهو بأنّ رئيس الكيان الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لن يمنحه مُهلة إضافية لتشكيل الحكومة، والتي تنتهي بعد غدٍ (الخميس)، حيث يكون قد استهلك مُدّة 28 يوماً لعدم استطاعته إحداث أيّ خرق في مُهلة إضافيّةٍ تمتدُّ لـ14 يوماً، استبقَ ذلك بإبلاغ ريفلين عدم قُدرتِهِ على تشكيل الحكومة.
وكما لم ينجح نتنياهو باستمالة أيّ من الكُتل خارج مُعسكر «اليمين – الحريديم» لتشكيل الحكومة، كذلك لم يتمكّن من الحصول على تأييد أيٍّ منها لحل «الكنيست»، كما فَعَلَ في ختام تكليفِهِ السابق، إثر الانتخابات التي جرت بتاريخ 9 نيسان 2019، واستنفاد مُدّة التكليف الأساسية والإضافية، لكنّه يحتاج إلى تصويت 61 نائباً على ذلك.
وقد أعلن ريفلين ليلاً عن تكليف غانتس تشكيل الحكومة، بعدما كانت قد تمَّتْ تسميَتِهِ من قِبل مُعسكر «اليسار – الوسط» المُتمثِّل بـ44 صوتاً و10 من «القائمة العربية المُشتركة» المُمثَّلة بـ13 نائباً.
وفي ضوء تكليف غانتس، سيبدأ بمشاوراته لتشكيل الحكومة، وأمامه مدة 28 يوماً غير قابلة للتمديد، فهل ينجح بالحصول على دعم ليبرمان لتشكيل حكومةٍ تؤمِّن 61 صوتاً في «الكنيست»، حتى لو أقدم ليبرمان لاحقاً على سحب الثقة منها، ما يدعو إلى إسقاطها، والتوجُّه إلى إجراء انتخابات عامة جديدة، هي الثالثة خلال أقل من عام، لكن يكون غانتس على رأس حكومة تسيير الأعمال وليس نتنياهو، الذي ينتظر قرار المُستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت في 3 ملفات فساد، وُجِّهَتْ فيها التُهم إليه وإلى زوجته سارة، وتتعلّق بـ«الرشوة، الاحتيال وخيانة الأمانة».
ويرى حزب «أزرق – أبيض» أنّ بإمكانه تحسين تمثيله في حال جرت انتخابات جديدة، ووُجِّهَتْ اتهامات بالفساد ضد نتنياهو.
وزعم نتنياهو أنّ «دخول مُمثلين عن «القائمة العربية المُشتركة» إلى الحكومة الإسرائيلية المُستقبلية سيُشكّل خطراً على أمن البلاد»، مُتّهماً غانتس بالرغبة في «تشكيل حكومة أقليّة تعتمد غالباً على القائمة المُشتركة».
واتّهم نتنياهو زعيمَي «القائمة المُشتركة» أيمن عودة وأحمد الطيبي بـ «دعم الإرهاب الفلسطيني وحزب الله».
فيما وَصَفَ نتنياهو، يائير لبيد، الشخصية رقم 2 في «أزرق – أبيض»، وليبرمان بأنّهما «يحتجزان غانتس رهينة» لتحقيق طموحاتهما الشخصية.
في غضون ذلك، هَاجَمَ ليبرمان نتنياهو، واتَّهَمَهُ بأنّه يُحاول فرض إقامة «حكومة دينية».
ورأى ليبرمان أنّ نتنياهو «فَشِلَ ثلاث مرّات مُتتالية في إقامة حكومة، وبدلاً من تحمُّل المسؤولية على فشلك، وضياع تسع مقاعد في الانتخابات، أنتَ تُطلِق الحملة الدعائية للانتخابات الثالثة».
وتطرّق ليبرمان إلى شريط الفيديو الذي نُشِرَ عبر شبكات التواصل الاجتماعي لنتنياهو، وهو يهاجم غانتس ويائير لابيد وليبرمان، ويتّهمهم بأنّ «خطّتهم السرية» هي: حكومة أقليّة بدعم رئيسَي القائمة المُشتركة أيمن عودة وأحمد الطيبي.
وقال ليبرمان مُهاجماً عبر صفحته على «فيسبوك»: «شريطُك الأخير أكثر دلالة على أنّك تقوم بحملة انتخابات إضافية. كلّ شخص له عقل يفهم أنّكَ مُستعدٌّ لأنْ تُضحّي بغالبية مُوَاطني إسرائيل لصالح مجموعة صغيرة من رجال الأعمال الحريديم».
وتابع ليبرمان: «أنتَ تنكر حقيقة أنّه على مدار 23 عاماً، كُنْتَ المُتعاون الرئيسي مع عرفات، أحمد الطيبي، السلطة الفلسطينية، «حماس» و«القائمة المُشتركة». للأسف أيضاً في الأشهر الأخيرة، وبتعليمات مُباشرة منك، يتم تحويل ملايين الدولارات لصالح الناشطين في قطاع غزّة».
هذا في وقت اتهم نجل نتنياهو، يائير، قناتَي 12 و13 العبريتين ببث «دعاية مُعادية» لإسرائيل، بعدما كان والده قد دعا إلى مُقاطعة قناة 12، إثر بثّها فيلماً حول اختطاف وقتل المُستوطنين الثلاثة، والذي وَصَفَهُ بأنّه «مُعادٍ للسامية».
لكن وفقاً لصحيفة «هآرتس» العبرية، فإنّ تلك الدعوة من نتنياهو جاءت بعد ما نُشِرَ في القناة بشأن شهادات جديدة ضدّه في الملف 4000، المُتّهم فيه بعلاقته مع مالك شركة «بيزك» وموقع «واللا»، لتقديم خدمات له مُقابل تحسين صورته وعائلته إعلامياً.
من جهته، نشر رئيس حزب «اليمين الجديد» ووزير التعليم الإسرائيلي السابق نفتالي بينت نصّاً طويلاً عبر حسابه على «فيسبوك»، يُؤيّد فيه نتنياهو، مُحذراً من إسقاطه، ومُعتبراً أنّ «هذه الخطوة ستكون بمثابة صرخة لأجيال بالنسبة إلى قادة اليمين في المُستقبل».
وبعد الكثير من الثناء على نتنياهو، وعمله خلال فترة ولايته، خلص بينت إلى القول: «يُمكنني أنْ أشهد، بعد 13 عاماً من المعرفة الوثيقة، بأنّ أمن إسرائيل ومصالحها أمران مُهمّان حقاً له. بشكل عام، قلبه في المكان المُناسب. إنّه في السياسة ليس من أجل الشرف أو المال (الذي لا يملكه)، لكن من أجل الاهتمام بوجود شعب إسرائيل في أرضه… أصدقائي، إذا نجحوا في الإطاحة بنتنياهو، فإنّ الخوف هو أنْ يتم «تدجين» وريثه في اليمين، من قِبل وسائل الإعلام والسلطة القضائية، وسيحاول باستمرار إرضاءهم، وبالتأكيد لن يجرؤ على إجراء التغييرات اللازمة في إسرائيل. إنّهم لا يُلاحقون نتنياهو، بل مُعسكر اليمين بأكمله ومفاهيمنا».
إلى ذلك، نَشَرَ الإعلام العسكري لـ«كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، صورة يظهر فيها الجنود الإسرائيليون الأربعة الأسرى لديها في قطاع غزّة.
وكتبت «كتائب القسام» على الصورة، رسالة للاحتلال باللغتين العربية والعبرية، مفادها: «جنودك ما زالوا في غزّة»، في إشارة إلى الجنود الأربعة الإسرائيليين المأسورين لديها، رافضة الكشف عن أي تفاصيل تتعلَّق بهم من دون ثمن.