الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / فضل الله: لإبقاء الجهوزية اتقاء لغدر العدو وإبقاء الحرص على وحدة الموقف في مواجهته

فضل الله: لإبقاء الجهوزية اتقاء لغدر العدو وإبقاء الحرص على وحدة الموقف في مواجهته

مجلة وفاء wafaamagazine

ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:
“عباد الله، أوصيكم وأوصي نفسي بأن نقتدي بما قام به أمير المؤمنين علي، عندما جاء إلى المسجد فقير في وقت كان مشغولا بالصلاة، فراح الفقير ينادي بمن في المسجد أن يعينوه، فلم يستجب له أحد، وكاد يغادر المسجد بحسرته، فخشي علي أن يغادر الرجل المسجد ولم يحصل على حاجته، فأشار عليه وهو راكع في صلاته أن ينزع من أصبعه خاتمه، وأن يستعين به في أموره.. فنزلت عندها الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، لتبين من خلالها أن الصفة الأبرز التي ميزت عليا عند الله، وجعلت له الشأن والموقع عنده وعند رسوله، هو حرصه على مساعدة الفقراء وإعانتهم حتى وهو مشغول في صلاته، فما كان يطيق أن يكون هناك فقير ولا يسعى لسد حاجته.
وفي ذلك دعوة للذين يتولون عليا، أن يتولوه في هذه الصفة، فلا يمكن لمن يتولى عليا أن يدير ظهره للفقراء ولا يبالي بفقرهم وحاجتهم، بل أن يبادر إلى سدها أو يسعى إلى من يسدها.
ونحن إن وعينا ذلك، فإننا نستحق الانتماء إلى علي، لنبني مجتمعا متعاونا متكافلا قويا وقادرا على مواجهة التحديات”.

أضاف: “البداية من العدوان الصهيوني الذي استهدف أراض لبنانية، والذي أراد منه العدو الصهيوني إعادة الاعتبار لكيانه والإيهام بأنه بات يمسك بزمام المبادرة.
إننا أمام ما جرى نعيد التأكيد على ضرورة إبقاء الجهوزية اتقاء لغدر هذا العدو وإبقاء الحرص على وحدة الموقف في مواجهته.
إن اللبنانيين استطاعوا بجيشهم وشعبهم ومقاومتهم أن يفوتوا على هذا العدو ما كان يهدف إليه في العام 2006، قادرون على إعادة تكرار ذلك إن أراد العدو أن يغامر مرة جديدة.
إننا نقول للبنانيين إن العدو يراهن في هذه المرحلة على الخلافات التي تعصف بينكم ويسعى من خلال عدوانه لصب الزيت على نارها للانقضاض على هذا البلد مجددا ثأرا لهزيمته ولتحقيق أهدافه فيه، فتوحدوا ولا تدعوه يربح في رهاناته”.

وتابع: “ننتقل إلى الذكرى الأولى لانفجار المرفأ، التي أعادت إلى الذاكرة المآسي التي حدثت في ذلك اليوم والخراب والدمار الذي أصاب العاصمة بيروت. لقد كنا نريد لهذه الذكرى أن تواسي أهالي الضحايا والمصابين بأن تكون بداية لمرحلة جديدة يشعرون معها أنهم باتوا يعيشون في دولة الجميع فيها سواسية أمام القانون وأمام القضاء لا يفرق فيها بين كبير ولا صغير ولا بين من هو في الموقع العالي والموقع الدوني.
إنه من المحزن والمؤلم أن تمر سنة كاملة ولما يعرف اللبنانيون بعد ما الذي جرى ومن الذي تسبب بهذه الكارثة ومن الذي قصر حتى حصل ما حصل، حيث لا يزال القضاء يقف عاجزا بسبب العراقيل التي لا تزال تقف عائقا أمام الوصول إلى العدالة المرجوة التي نريدها.
إننا نأمل أن تكون صرخة الأمهات الثكالى والأرامل وأولادهم، وهي الصادقة والبعيدة كل البعد من التسييس والاسثتمار، قد وصلت وتركت أثرها وجعلت المسؤولين يفكرون ولو لمرة بمشاعرهم لا بمواقعهم وبمسؤولياتهم عمن أودعوهم مراكزهم لا بحصاناتهم.
لقد كنا نأمل، وكما أشرنا سابقا، أن تكون هذه المناسبة جامعة للبنانيين بدلا من أن تكون مناسبة لتفريقهم والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، أو الإخلال بالأمن، حتى لا تضيع هذه القضية بفعل ممارسات هي بعيدة كل البعد من الأهداف التي يرجوها اللبنانيون ومن عانوا بسببها”.

وأردف فضل الله: “نبقى على صعيد الحكومة حيث نأمل أن يبقى التفاؤل على صعيد هذا الملف، وعدم العودة إلى لغة المحاصصات، ومن له الحظوة في هذه الوزارة أو تلك، ليكون الحديث عن البرنامج الذي يخرج هذا البلد من أزماته والناس من معاناتهم ومن هو قادر على تحقيق هذا البرنامج..
إننا نقول إن من حق كل مسؤول أن تكون له شروطه ومطالبه، لكن ليس من حقه أن يبقي البلد رهينة هذه الشروط والمطالب ويجعله ينزلق إلى مهاوي الانهيار”.

وتوقف عند ما حدث في خلدة، فقال: “نتوجه بالعزاء لذوي المظلومين الذين سقطوا نتيجة هذا الحادث، وبالتقدير لكل الذين صبروا وتحملوا ووأدوا الفتنة التي كان يمكن أن تحصل لو كان التصرف أتى بناء على ردود فعل وانفعال، ونثمن دور الجيش اللبناني في استعادة الأمن وملاحقة من تورطوا في هذه الجريمة.
إننا أمام ما جرى، نؤكد على ضرورة محاسبة الذين تسببوا فيما حصل وتورطوا فيه، وندعو إلى معالجة جذرية لكل تداعياته حتى لا يتكرر ما حدث، حفظا للوحدة بين مكونات هذه المنطقة والسلم الأهلي الذي ينبغي أن يكون هدف الجميع”.

أضاف: “في هذا الوقت تزداد حدة التوتر على صعيد المنطقة، حيث يسعى العدو الصهيوني إلى الاستفادة من حادثة السفينة التي جرت في خليج عمان، والتي نخشى أن تكون مقدمة لضرب إيران رغم إعلانها أنها ليست هي المسؤولة عما جرى…
وأخيرا، نلتقي بمناسبتين كريمتين، بداية السنة الهجرية الألف والأربعمائة والثلاث والأربعين للهجرة، التي نستعيد معها معاني الهجرة وإنجازاتها والتي تصادف يوم الاثنين القادم، إننا نتقدم بالتهنئة للمسلمين بالسنة الجديدة والتي نأمل أن تحمل معها بوادر الأمل والبركة والخير وتعزيز أواصر الوحدة بين المسلمين واللبنانيين، والمناسبة الأخرى هي بداية موسم عاشوراء الذي نريده أن يكون محطة لتوحيد الجهود وتعزيزها في مواجهة كل ظواهر الفساد والفاسدين ممن يتلاعبون بمصير الناس ومقدراتهم ويعطلون القوانين عندما تكون على حساب مصالحهم ويحرفون الكلم عن مواضعه”.