مجلة وفاء wafaamagazine
استغرب الوزير السابق نقولا التويني، في بيان اليوم، “أمر مراكز القرار في النظام العميق في التمنع عن مداواة الجسم المريض أمام كل الانتكاسات والانهيارات”.
وقال: “لا نتكلم هنا بالطبع عن معاناة شعبنا المغلوب تحت وطأة الضربات المتتالية فهذا الأمر لا يهم مراكز القرار الحاسمة. أتكلم هنا عن قدرة هذا النظام الهيكلي الموروث في الحفاظ على نفسه وتصحيح أخطائه وتنقية ذاته كما يحدث في كل الأنظمة السياسية الحديثة في العالم. فمنذ الأزمات المتتالية بعد الاستقلال، من محاولة التجديد للرئيس بشارة الخوري الى ثورة 58 ضد حلف بغداد، الى دخول قوات المارينز الأميركية الحرب الأهلية ودخول قوات الردع العربية إلى القوات السورية الى مؤتمر الطائف إلى مؤتمر الدوحة، لم يتمكن النظام السياسي باستقلالية من وضع الحلول اللبنانية من أصغرها إلى أكبرها، واحتاجت المنظومة الحاكمة بمن حضر تدخلات أجنبية وازنة تأخذ على عاتقها مسؤولية القرارات الهامة وغير الهامة، وتعودت النخبة أن ترحب وتلبي القرارات الدولية بكل ترحاب بل بالتمنن والعرفان ودقة التنفيذ، شرط أن يبقي الخارج على تنابل السلطان في الحكم الأبدي على هذه البقعة من الكرة الأرضية التي اسمها لبنان، لا حرية ولا استقلالية في القرار السياسي الذاتي ولا إرادة وطنية حرة ولا إرادة في تحرير الإرادة الوطنية، بل بمحاربة كل محاولة صادقة للتغير أو لنقد الذات أو الإصلاح في ما عدا تجدد فكرهم الرتيب والعقيم”.
أضاف: “لهذه الأسباب تأتي الانفراجات الداخلية بقرارات خارجية، لا يعلم الداخل اللبناني عنها إلا عند حصولها. وأؤكد أن بعد كل ما جرى، ما زالوا يراهنون على القرار الخارجي، آملين ألا يغفل القرار الغربي على الأرجح، بندا مهما جدا ألا وهو بقاؤهم على العرش ولو هدم الهيكل وضحي بالشعب المسكين. لبنان وجد خدمة لهذه الطغمة المؤذية التي تتربع على عرشه الى الأبد”.
وختم: “نقرأ كل يوم مطالباتهم بزيادة وتيرة التدخلات بل بوضع البلاد تحت الوصاية الدولية، ولو تحقق حلمهم، هل هناك ضمانة لهم في البقاء وبخاصة أن الغرب بدأ بمحاسبة الذات بعد كل الانتكاسات في تجارب السيطرة والتدخل والهيمنة ما بعد الاستعمار،…ناهيك عن الانكفاء والتراجع؟ إحدى نظريات أسباب سقوط روما هي نظرية العمى التاريخي لنخب القرار السياسي”.