الرئيسية / آخر الأخبار / دعم المحروقات… “رُفع لم يُرفع‎”!‎ ‎دمشق “تقرّش” مؤتمر الأردن… ومساعدات أميركية “عاجلة” للجيش

دعم المحروقات… “رُفع لم يُرفع‎”!‎ ‎دمشق “تقرّش” مؤتمر الأردن… ومساعدات أميركية “عاجلة” للجيش

مجلة وفاء wafaamagazine

 

 

 

 

كتبت صحيفة ” نداء الوطن ”  : ‎تحت هذا العنوان، غرق اللبنانيون طيلة نهار أمس في فكّ أحجية رفع الدعم من عدمه ‏على المحروقات، على وقع تضارب الأنباء والتصريحات المتصلة بهذا الملف، فاندلعت ‏حرب “حرق أعصاب” مستعرة بين تأكيدات علنية من المعنيين بالقطاع على كون رفع الدعم ‏دخل عملياً حيّز التطبيق وأنّ المخزون المدعوم شارف على النفاد، وبين تنصّل مصرف ‏لبنان من أي صلة له أو دور في عملية تحديد سياسة الدعم مع تشديده على الاستمرار في ‏بيع الدولارات للمحروقات وفق السعر المتفق عليه، ربطاً بتحديد السعر المدعوم على ‏أساس معدل 8000 ليرة للدولار على أن تتحمل الحكومة الفارق عن سعر السوق من ‏ميزانيتها، وهي الصيغة التي على أساسها أعطى موافقات مسبقة لفتح اعتمادات لغاية ‏‏200 مليون دولار لشراء المحروقات‎.‎
‎ ‎
وبين تأكيد هذا ونفي ذاك، اشتدّت حدّة السجالات والتساؤلات حول مصير أزمة المحروقات ‏فكانت النتيجة تقاطعاً في الأدلة والوقائع مفاده أنّ مسار الدعم الحالي لن يصمد لغاية ‏نهاية أيلول، بحيث أكدت مصادر عليمة أنّ مصرف لبنان لن يفتح مزيداً من الإعتمادات ‏بالعملة الصعبة لبواخر البنزين، بمجرد انتهاء اعتماد الـ225 مليون دولار المخصص ‏للمحروقات، بينما المخزون الموجود في السوق المحلية راهناً لا يكفي لأكثر من منتصف ‏الشهر… ما يشكل توطئة قسرية لرفع الدعم تحت وطأة حاجة المواطنين الملحة للوقود، ‏حتى أن معظمهم باتوا يتضرعون وينتظرون بفارغ الصبر إعلان رفعه لوقف مسلسل ‏الإذلال والابتزاز الذي يعايشونه على أبواب المحطات، في حين أنّ تسعيرة صفيحة البنزين ‏في السوق السوداء باتت تناهز الـ500 ألف ليرة أي ما يفوق السعر الذي ستسجّله عند رفع ‏الدعم نهائياً والذي يقدّر بقيمة 336 ألف ليرة للصفيحة‎.‎
‎ ‎
وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس لـ”نداء الوطن” أن ‏‏”الإعتماد الذي خصصته الدولة لدعم المحروقات نفد مبدئياً، والمبلغ المتبقي يمكن أن يفتح ‏اعتماداً لباخرة أو باخرتين، ومن هنا قلنا إنّ الدعم سيُرفع ولن يستمرّ لغاية نهاية أيلول”، ‏مؤكداً أنّ “مصرف لبنان ليس من يقرر رفع الدعم لأن الفروقات تتحمّلها خزينة الدولة ‏ووزارة المال”، وأردف تعليقاً على ما يحكى عن استمرار مسار الدعم: “المعادلة بسيطة، إذا ‏أعطى مصرف لبنان الموافقة على فتح اعتمادات يكون الدعم مستمرّاً، واذا لم يعط ‏الموافقة يتوقف الدعم تلقائياً ويتمّ بيع الدولار وفق سعر السوق السوداء أو يتم التوصل ‏إلى آلية أخرى لشراء المحروقات‎”.‎
‎ ‎
وحول نفاد مبلغ الـ225 مليون دولار المخصص ليس فقط للمحروقات بل للكهرباء أيضاً، لم ‏تستبعد مصادر مطلعة لـ”نداء الوطن” أن يتم استخدام المتبقي من مبلغ الـ200 مليون ‏دولار المخصص للدعم لفتح اعتمادات جديدة من مصرف لبنان للشركات الخاصة”. وفي ‏هذا الإطار، أكّد نقيب أصحاب الشركات المستوردة للنفط جورج فياض أنه “من المفترض ‏أن يعطي المصرف المركزي الموافقة على باخرتي بنزين تنتظران في البحر، وأن يفتح ‏الإعتماد اللازم للمباشرة في عملية التفريغ‎”.‎
‎ ‎
أما بالنسبة إلى المازوت، فأوضح فياض أنّ “الوضع يختلف كون وزارة الطاقة أجازت ‏الإستيراد للأفراد، محدّدة جدولاً لتسعيرة الإستيراد والتصدير بقيمة 540 دولاراً لكل ألف ليتر ‏وفق التسعيرة الأخيرة المعتمدة”. وأضاف: “من هنا إذا لم يفتح مصرف لبنان إعتماداً لباخرة ‏المازوت المتوقع قدومها خلال أيام، يمكن إدخالها مع احتساب سعر صرف الدولار وفق ‏السوق السوداء”، لافتاً الى أن “هذا الأمر لا ينطبق على باخرة البنزين المستوردة كون وزارة ‏الطاقة لم تعط الموافقة على ذلك ولا يوجد تسعيرة رسمية محدّدة لاحتساب كلفتها على ‏أساس سعر السوق السوداء‎”.‎
‎ ‎
وعشية انعقاد مؤتمر الأردن اليوم لبحث الآليات التنفيذية والتقنية اللازمة لتأمين نقل الغاز ‏المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا لأغراض توليد الكهرباء، استرعى انتباه المراقبين ‏مسارعة دمشق إلى “تقريش” عملية إمداد لبنان بالكهرباء عبر أراضيها، من خلال تحديد ‏وزير الطاقة السوري غسان الزامل كلفة إصلاح خط الكهرباء الذي يربط بين الأردن وسوريا ‏وصولاً إلى لبنان، بقيمة “تتجاوز 12 مليار ليرة سورية”، بالإضافة إلى الحاجة لإصلاح ما نتج ‏من أضرار جراء “تدمير نحو 80 برجاً على هذا الخط بكلفة تفوق 6.9 مليارات ليرة سورية”، ‏مع إشارته إلى أنّ “تنفيذ أعمال التأهيل والصيانة يحتاج ما بين شهرين إلى أربعة أشهر من ‏لحظة بدء العمل الفعلي لأعمال إعادة التأهيل‎”.‎
‎ ‎
توازياً، وفي إطار المساعي الأميركية لمنع انهيار المؤسسات الفاعلة في لبنان، برز الإعلان ‏مساءً عن توقيع الرئيس الأميركي جو بايدن مذكرة رئاسية تسمح لوزير الخارجية أنتوني ‏بلينكن بمنح الجيش اللبناني “مساعدات فورية بقيمة سبعة وأربعين مليون دولار”، موزّعة ‏وفق ما جاء في المذكرة بين ما قيمته “25 مليون دولار من السلع والخدمات من مخزون ‏وموارد أي وكالة تابعة لحكومة الولايات المتحدة، وتخفيض تكلفة تصل إلى 22 مليون دولار ‏على المواد والخدمات الدفاعية من وزارة الدفاع‎”.‎