مجلة وفاء wafaamagazine
استغرب المفتي الشيخ حسن شريفة، في خطبة الجمعة التي القاها في مسجد الصفا في بيروت، “كيف ان البعض ما زال يعيش بعقلية الحرب الاهلية ويصر على وضع الحدود بين المناطق وكأن البلد لا يكفيه من مشاكل ومصاعب، وكل فريق يتربص للآخر على متراسه السياسي، ينقلون التصارع من حلبة الى حلبة دون الالتفات الى وطن ينهار ومواطن صار همه اليومي سد رمق عيشه وسط غلاء فاحش واحتكار وغياب للرقابة”، مشيرا الى ان “العملة الوطنية فقدت قيمتها والتضخم وضع غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر في أزمة معيشية لم يشهدها المواطن”.
وقال: “تفاءلنا بعد تشكيل هذه الحكومة بالعمل لانطلاق عجلة الإصلاح ومعالجة الوضع الاقتصادي لنصدم بأن حقل الألغام السياسية كبير وكل فريق استعاد تمترتسه خلف اطماعه في لعبة الكراسي، متناسيا ان البلد يغرق وكأن ما يجري على الأرض هو في مكان آخر غير لبنان. وكأن المحاصصة الوزارية التي أصبحت شغلها الشاغل، بدلا من إدارة الوطن بما يخدم الصالح العام، ومع الأسف الحكومة تترنح في مواجهة الأزمات والخوف كل الخوف من ان تدخل في حال موت سريري ويضيع ما تبقى من آخر الفرص اقله لوقف الانهيار المستمر نحو المجهول ما يهدد بمزيد من التدهور”.
اضاف: “ان مجلس النواب تمكن من اعادة تأكيد التعديلات التي اقرها على قانون الانتخاب لناحية تقريب موعد الاستحقاق من جهة وتثبيت انتهاء مهلة تسجيل المغتربين في 20 تشرين المقبل، الا ان بعض الأطراف الذين ما زالوا يعيشون أوهام السلطة وعقدة الوجودية، هؤلاء الغائبون عن مبدأ التعايش والشراكة، المستأثرون بالسلطة مصرون على تعطيل البلد وتعطيل الحلول”.
واعلن “اننا بصراحة قلقون على مصير الانتخابات من أصحاب البهلوانية”. وقال: “نعتبر ان الانتخابات محطة مفصلية أساسية يجب ان تحصل لتعيد تجديد الحياة السياسية ولتكون فاتحة لعودة النبض والحياة المؤسساتية، وتكون دافعا لمرحلة قادمة تحمل الحلول وتضع القطار في مساره الصحيح”.
وقال: “اننا نؤكد التزام واحترام المهل الدستورية والقانونية، ونشدد على ضرورة الوحدة والعمل لمصلحة لبنان واللبنانيين دون استثناء للخروج من نفق الازمة المظلم. فلبنان بحاجة الى وحدة في الموقف ووحدة في العمل لما فيه خير وطننا”.
أضاف: “في هذه الظروف الصعبة يجب ان ينحصر اهتمام المسؤولين بتأمين واستخراج الحلول والعمل وعلى الحكومة العودة الى عملها وتكثيف اجتماعاتها لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية المتردية وايجاد الحلول المناسبة، فالجمود في عمل مجلس الوزراء والانقسام يزيد الوضع سوءا”.
وسأل المفتي شريفة: “أين أصبحت الوعود لدعم المواطنين والموظفين الذين اصبح مدخولهم لا يكفي ثمن مواصلات وسط فحش في الغلاء وغياب للرقابة”.
وختم: “كفاكم تجاذبات ومحسوبيات رأفة بالوطن والشعب، كفانا هدرا للوقت وكفانا تأخيرا للانطلاق بخطة اصلاحية تنهض بالاقتصاد الوطني وتوفر العدالة الاجتماعية والرعاية الصحية، فالوقت ليس لمصلحة احد فأدركوا المركب قبل الغرق الكبير”.