الرئيسية / آخر الأخبار / في رقم قياسي: 4.4 مليون أميركي يتركون وظائفهم… فما السبب؟

في رقم قياسي: 4.4 مليون أميركي يتركون وظائفهم… فما السبب؟

مجلة وفاء wafaamagazine

أفادت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أنّ 4.4 مليون أميركي تركوا وظائفهم، خلال شهر أيلول الماضي، مدفوعين بأسباب عدة، منها زيادة في فرص «أفضل» للعمل، في انعكاس لغياب التوازنات في سوق العمل في البلاد، ما يعقّد عملية التعافي الاقتصادي بعد مضي 20 شهراً على ظهور جائحة «كورونا».


ويشكل عدد الذين تركوا وظائفهم في شهر أيلول، 3% من مجمل اليد العاملة في البلاد، بحسب تقرير شهري صادر عن «مكتب إحصاءات العمل»، وهو رقم قياسي تخطّى عدد شهر آب، الذي بلغ آنذاك 4.3 مليون مواطن، أي 2.9% من مجمل اليد العاملة.

ما الأسباب؟
تعتبر الصحيفة أنّ ارتفاع حالات «كورونا»، وصعوبة الوصول إلى خدمة «رعاية الأطفال» أو تأمينها، بالإضافة إلى ارتفاع الأجور في عدد من الوظائف الأخرى، هي من العوامل الأساسية التي ساهمت في هذه الظاهرة.

وبالرغم من أنّ الشركات الأميركية وظفت الملايين من العمال، منذ نيسان 2020، واستمرت في زيادة أعداد موظفيها حتى خلال طفرة الإصابات بوباء «كورونا» في أواخر الصيف، فإنّ العمال ظلّوا في حركة تنقل دائمة، حيث تركوا العمل لأسباب متنوعة، من دون أن يعطوا «فترات إنذار» لأصحاب العمل في معظم الأحيان.

على إثره، باتت الشركات مجبرة على العثور على العمال والحفاظ عليهم، إلى حدّ جعلها «تغوص في ميزانياتها»، لرفع الأجور وزيادة المكافآت، ما أدّى إلى خلق «سوق العمل الأكثر ملاءمة للعمال في تاريخ البلاد الحديث»، على حدّ تعبير الصحيفة.

في الواقع، تزامنت بيانات شهر أيلول مع تصاعد في عدد إصابات «كورونا»، ما أدّى إلى خلق ضغوط حول مسائل مثل السلامة، ورعاية الأطفال بالنسبة للعديد من الموظفين، الذين كانوا يعيدون ترتيب «رويتنهم اليومي».

وفي الوقت نفسه، أُغري العديد من العمال الآخرين بوظائف أخرى، عمدت إلى تحسين الأجور، بعدما أصبح أرباب العمل يائسين من سداد الفراغات في مؤسساتهم.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت سوق الأسهم القوية، إضافة إلى المبالغ التحفيزية التي كانت تُعطى خلال فترة الوباء، وغيرها من المنافع، في زيادة مدّخرات العمال، ما سهّل عليهم ترك وظائفهم أو التقاعد، بدلاً من التمسك بوظيفة لم يعودوا بحاجة إليها، بحسب الصحيفة الأميركية.

في السياق أيضاً، يقول الخبير الاقتصادي في شركة «غلاسدورن»، دانييل جاو، للصحيفة إنّ “المتحور (دلتا) سبّب على الأرجح بعضاً من هذه الاستقالات»، لافتاً إلى أنّ «العمال سئموا من ظروف العمل، وشعروا بعدم الأمان، وأقلعوا عن العمل، بالرغم من أنهم قد لا ينتقلون إلى وظيفة جديدة على الفور».