مجلة وفاء wafaamagazine
شهد يوم 14 تشرين الثاني من عام 1941 أول استخدام للسلاح الصاروخي ضد الطائرات المعادية.
وفي هذا اليوم توجهت قاذفتا قنابل ألمانيتان إلى قرية ساروجا في شمال روسيا في مهمة إلقاء القنابل على مقر قيادة للقوات الروسية التي قاومت قوات ألمانيا النازية المعتدية.
ولم يتوقع المعتدون أن تصد القوات الروسية طائراتهم لعدم وجود وسائط الدفاع الجوي اللازمة لصد الهجوم الجوي في هذه المنطقة.
وحصلت المفاجأة غير المتوقعة عندما تحولت إحدى الطائرتين المعتديتين إلى كرة نار وأسرعت الطائرة الأخرى بالتخلص من القنابل لتلوذ بالفرار من المنطقة التي استخدم فيها الروس سلاحا مجهولا.
والسلاح الذي فاجأ استخدامه غزاة روسيا عبارة عن صاروخ، اخترعه أحد ضباط الجيش الروسي الصغار الملازم نيكولاي بارانوف.
وأفادت الصحيفة الأسبوعية للقوات المسلحة الروسية “زفيزدا” أن نيكولاي بارانوف كان عامل برادة في أحد مصانع مدينة لينينغراد (سان بطرسبورغ حاليًا) والتحق بالجيش بعدما اعتدت ألمانيا وحلفاؤها على بلاده في عام 1941.
وسرعان ما أدرك الملازم بارانوف أن إمكانيات المدافع الرشاشة التي استخدمها مرؤوسوه لصد الطائرات الألمانية المعتدية متواضعة جدا، فقدم طلبًا إلى قادته ليسمحوا له بتحويل القذائف الصاروخية الموجودة في أحد مستودعات الجيش إلى صواريخ مضادة للطائرات وقوبل اقتراحه بالموافقة.
كما أنه اخترع وسيلة إطلاق الصواريخ من خلال تحويل وسيلة إلقاء القنابل من الطائرات إلى قاذف صواريخ.
وبعد أول استخدام ناجح للسلاح الذي اخترعه الملازم بارانوف أحجمت طائرات سلاح الجو الألماني عن دخول هذه المنطقة بينما استمر الجيش الروسي في استخدام ما اخترعه الملازم بارانوف. وتم إسقاط عدة قاذفات قنابل ألمانية وإحدى المقاتلات السريعة بالسلاح المبتكر.
ولم يصبح اختراع الملازم بارانوف سلاحا واسع الانتشار لأن روسيا أقبلت بعد عام 1941 على تصنيع المدافع المضادة للطائرات التي فاقت كفاءةً الصواريخ المتوفرة وقتذاك.
سبوتنيك