الرئيسية / آخر الأخبار / 3 نقاط خلافية أساسية في لبنان… عون: هذا هو هدف الحوار

3 نقاط خلافية أساسية في لبنان… عون: هذا هو هدف الحوار

مجلة وفاء wafaamagazine

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على اهمية اللقاء الحواري الذي دعا اليه، وشدد على ضرورة ان يتخطى هذا الحوار الخلافات السياسية البسيطة، لافتاً الى أن “الخلاف السياسي لا يجب أن يوصلنا الى خلاف وطني حول مبادئ جوهرية واساسية مثل الهوية والوجود، ما قد يهدد وحدة لبنان وسيادته واستقلاله”.

وأمل الرئيس عون دعم هذه اللقاءات “لأن الحوار يعنينا جميعاً، وهدفه ليس تحقيق مصلحة حزبية او شخصية. فالوطن للجميع، والانماء كما الازدهار للجميع ايضاً، وعلينا التعاون للمحافظة على هذه الحياة المشتركة في ظل الاطمئنان والامان”.

 

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى على رأس وفد ضم القاضي فيصل ناصر الدين رئيس محكمة الاستئناف المذهبية الدرزية ، الشيخ غاندي مكارم قاضي المذهب، اللواء م. شوقي المصري رئيس لجنة التواصل، المحامي نزار البرادعي امير سر المجلس المذهبي، الاستاذ ناجي صعب امين صندوق المجلس المذهبي، والمحامي نشأت هلال رئيس اللجنة القانونية في المجلس المذهبي.

 

في مستهل اللقاء القى الشيخ ابي المنى كلمة قال فيها: ” نؤكد كطائفة مؤسسة واساسية في هذا البلد، اننا دائما مع نهج الحوار والتلاقي والانفتاح. الحوار هو منطقنا ونهجنا، وهذا ما تدعون اليه دائما. اذا كان هذا الحوار الذي تدعون اليه اليوم، هو حوار وطني سيؤدي الى انتظام عمل الحكومة، فهذا هو المطلوب. انتم تدركون اليوم ان المطلب الأساس هو انعقاد مجلس الوزراء، لمقاربة قضايا الناس، ومعالجة مشاكلهم. هذا ما نأمله، لأن الوضع المعيشي الصعب اليوم، لم يعد يحتمل، ولبنان يتأثر بتجاذبات دولية واقليمية ومحلية، مما يعيق مسيرة الإصلاح فيه. دوركم أساسي في انقاذ البلاد، ونحن معكم والى جانبكم والى جانب جميع المخلصين، من اجل الوقوف الى جانب أهلنا ومجتمعنا”.

وأضاف: “من موقعنا في مشيخة العقل، نؤكد على ضرورة انتظام العمل في هذه الدولة لحل مشاكل الناس، والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، لمقاربة قضايا القطاع العام، القضايا المعيشية والتربوية وهي كثيرة، والحمل كبير، ولكنكم تحرصون كما نحرص دائما على معالجة الأوضاع وإنقاذ البلاد. طبعا هناك أمور كبيرة ومهمة وتحتاج الى طاولة حوار، وبحث مصير لبنان وواقعه، والاستراتيجية الدفاعية وكيف يمكن ان ننقذ هذا البلد. القضايا كبيرة، ولكن قضايا الناس اليوم هي الأهم، كما تدركون، ونحن نؤكد أيضا في نقطة ثانية على أهمية العيش المشترك لأننا نأتي اليوم من الجبل الذي هو قلب لبنان، ونموذج العيش المشترك حيث لا سلطة تناقض هذا العيش المشترك الذي هو الأساس ومطلبنا الدائم، من خلال المصالحة التي جرت في الجبل، ومن خلال عملنا ودعوتنا الدائمة الى الحوار. العيش المشترك هو الأساس. واليوم نحن قادمون على استحقاقات نيابية ومصيرية تحتاج الى تحصين هذا العيش المشترك، فلا نريد ولا تريدون طبعا ان تكون التباينات والتجاذبات السياسية عاملا يؤثر سلبا على هذا العيش المشترك. منذ ان تسلمنا مشيخة العقل وحتى اليوم، ونحن ندعو دائما الى الحوار والى ان نتحمل كرئاسات روحية مسؤولياتنا الأخلاقية والروحية والاجتماعية والوطنية. هذا هو نداؤنا وخطابنا، لكي نساهم من خلال هذه المسؤوليات الروحية والأخلاقية، في خلق جو مؤات ومناخ إيجابي في هذا البلد. هذه هي مهمتنا كرئاسات روحية. وانا أتمنى، ومن هذا المقر الرئاسي الأول، على كل الرئاسات الروحية ان نكون يدا بيد، وخطابنا موحد من اجل خلق هذا الجو الإيجابي في البلد. هذه هي مهمتنا وهذا هو خطابنا في المجلس المذهبي وفي مشيخة العقل، وهذا هو دورنا كطائفة أساسية لاحمة وجامعة في هذا الوطن”.

وأكد ان “لبنان هو رسالة واكبر من وطن، وهذه الرسالة تنطلق من العيش المشترك بين مختلف مكوناته ، للتأكيد على رسالة المحبة المسيحية، ورسالة الرحمة الاسلامية، ورسالة الاخوّة التوحيدية الانسانية، فهذه هي رسالة لبنان، وهذا هو لبنان الواقع، وإذا ابتعدنا عن هذه الرسالة نكون قد ابتعدنا عن لبنان. ونحن معكم فخامة الرئيس في مركب واحد وفي مهمة واحدة، وهدف واحد هو انقاذ هذه الرسالة والتأكيد على اهميتها.”

ثم ردّ الرئيس عون مرحّباً بالوفد وقال: “بالنسبة الى دعوتنا الى الحوار، أتت اولاً ردود فعل إيجابية، ولكن بدأت بعض التحفظات بالظهور. علما ان برنامج هذا اللقاء الحواري يقوم على 3 نقاط خلافية اساسية في لبنان، ونحن نسعى ليس الى حلها قبل الانتخابات، ولكن على الأقل تخفيف حدة الكلام عنها. لا نريد الاستمرار في صراع كلامي بين وقت وآخر. النقطة الأولى هي موضوع التعافي الاقتصادي وتوزيع الخسائر. كلنا نريد التعافي الاقتصادي، ولكن توزيع الخسائر نريده عادلا. المصارف تحسم اليوم حوالى 80 % من الأموال المسحوبة عند سحب الدولار. واذا استمر هذا الامر على هذا المنوال، سيخسر أصحاب الودائع الصغيرة كل ودائعهم.

النقطة الثانية، هي اللامركزية الموسعة الإدارية والمالية. اعطي هذا الموضوع ابعادا ليست واقعية. اللامركزية الإدارية لا تلغي الارتباط بالدولة المركزية، ولكنها تسمح بتحقيق الانماء والازدهار في مختلف المناطق.


أما النقطة الثالثة، وهي خطة الاستراتيجية الدفاعية التي يجب ان تُدرس، لأن لبنان بلد يكاد ان يتمكن من الدفاع عن نفسه ضمن محيطه كي يحافظ على استقلاله وسيادته. وعلينا التعاطي بانضباط مع المشاكل والخلافات الدائرة في محيطنا، وأن لا نذهب الى أكثر من ذلك”.

 

واضاف عون: “نأمل دعم هذه اللقاءات التي يجب ان تتخطى الخلافات السياسية ، لأن الحوار يعنينا جميعاً، هدفه ليس تحقيق مصلحة حزبية او شخصية. فالخلاف السياسي لا يجب أن يوصلنا الى خلاف وطني، اي خلاف على الهوية والوجود، فنحن قد نختلف سياسياً في بعض الاحيان حول قانون معين او مشروع وليس على مبادئ جوهرية واساسية في حياة الوطن، قد تهدد وحدته وسيادته واستقلاله”.

 

وشدد الرئيس عون على “اهمية الانصهار الوطني في منطقة الجبل، واهمية الثنائية المسيحية-الدرزية التي اسست لاستقلال لبنان ولامتداده عبر التاريخ، مؤكداً أنه كان ولايزال مع الوحدة المتماسكة التي تكوّن الجذور على الرغم من وجود الخلافات السياسية. ورأى أن وحدة الجبل ليست عددية، بل هي جوهر الحياة المشتركة والمشاركة في كل الامور علينا المحافظة عليها. فالوطن للجميع، والانماء كما الازدهار للجميع، وعلينا التعاون للمحافظة هذه الحياة المشتركة في ظل الاطمئنان والامان”.

 


وفي سياق منقصل، استقبل الرئيس عون وزير الدفاع الوطني موريس سليم الذي اطلعه على نتائج زيارته الرسمية الى بغداد والمحادثات التي اجراها مع المسؤولين العراقيين الذين “ابدوا كل استعداد للتعاون ومساعدة لبنان على مختلف الصعد لاسيما منها الصعيد العسكري”.

 

وأوضح سليم أنه عرض مع الرئيس عون الصعوبات التي تواجه العسكريين في خلال ادائهم مهامهم نتيجة الاوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة التي تواجهها البلاد. كما تطرق البحث الى العلاقة بين الجيش وقوات اليونيفيل في الجنوب والتدابير الواجب اعتمادها لمنع تكرار التعرض للجنود الدوليين خلال ادائهم مهماتهم لا سيما وأن العلاقة بين هذه القوات وابناء الجنوب علاقة متينة وجيدة. واشار الى أن الحديث مع الرئيس عون تناول ايضاً اوضاع المؤسسات التابعة لوزارة الدفاع.