مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت “الشرق”
من نووي اوكرانيا المُهدد روسياً والذي حبس انفاس العالم، بعدما استهدفت موسكو محطة زابوريجيا النووية والأكبر في أوروبا ،الواقعة في وسط البلاد، ما ادى الى اندلاع حريق ليلاً تمت السيطرة عليه اليوم، الى الانتخابات النيابية اللبنانية المفخخة بالـ«ميغاسنتر» والانتخابات البلدية المرجأة وتبريرات الموقف اللبناني من غزو اوكرانيا، التي شغلت مجلس الوزراء، تنقلت اهتمامات اللبنانيين القابعين في ظل خوف وقلق من ازمات معيشية اضافية قد تحاصرهم واسعار محروقات تلتهب تحجب، اذا ما استمر ارتفاعها، الخروج من منازلهم حتى للعمل، وشبكات اتصالات ستخصص بعد حين للميسورين، وقد تحولت «دولاراتهم المشرّجة» الى ليرة الـ1515 ولسان حالهم الى اين؟ وكيف نستمر؟ ولماذا يلتزم الشعب الصمت ولم يثُر مجددا على منظومة الفساد التي تمكنت منه وتعدّ عدة العودة الى كراسيها دون خجل في انتخابات ايار؟
«الميغاسنتر»
في قصر بعبدا انعقدت بعد الظهر جلسة مجلس الوزراء وابرز بنود جدول اعمالها «الميغاسنتر»، ذلك ان الخشية كبيرة من ان تُستخدم ذريعة لتطيير الانتخابات. ويبدو ان المشروع على الارجح لن يقرّ في الحكومة، وان ثمة احتمالا لاحالته الى مجلس النواب للبت فيه.
افادت المعطيات بأن وزير الداخلية بسام مولوي تواصل مع «أوجيرو» وقال إنّ «الميغاسنتر» بحاجة إلى معدّات من الخارج وإلى «فايبر أوبتك»، اعلن مولوي: أنا ضدّ تأجيل الإنتخابات ومع إجرائها في موعدها، وتطبيق «الميغاسنتر» يحتاج إلى وقت وإلى أموال وهذا غير متوفّر و«أنا ما عم بشتغل سياسية بل أقول ما يمكن فعله».
واشارت الى ان المجلس أقر تأجيل الانتخابات البلدية بسبب عدم الجهوزية المادية والبشرية لذلك واقترح إجراءها في 31 أيار 2023 على أن يحال هذا الاقتراح على مجلس النواب الذي هو سيد نفسه ويتخذ القرار المناسب. كما افيد ان ميقاتي ووزير الاقتصاد طرحا من خارج جدول الأعمال موضوع الأمن الغذائي ومخاطر عدم تأمين القمح وغيره في ظل الحرب على أوكرانيا على اعتبار أن الأمن الغذائي أولوية. وفي السياق، قرّر تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الاقتصاد وعضوية وزراء الصناعة والزراعة والدفاع والثقافة لمعالجة أزمة الأمن الغذائي وحماية الأسواق لجهة الاحتكار والتلاعب بالأسعار.
كما قدم ميقاتي شرحا حول الموقف اللبناني من الحرب على أوكرانيا وبيان وزير الخارجية مؤكداً أنه ليس ضدّ روسيا أبداً وقال «نريد أفضل العلاقات مع روسيا وموقف الخارجية اللبنانية جاء انطلاقاً من رفض أي دخول قوات دولة إلى حدود دولة أخرى فحسب».
استقالة علوش
انتخابيا ايضا، برزت امس استقالة النائب السابق مصطفى علوش من تيار المستقبل. ففي اتصال اجراه مع الرئيس سعد الحريري، تقدم نائب رئيس تيار المستقبل «باستقالته من تيار المستقبل، وقد قرر الرئيس الحريري اعتبار الاستقالة نافذة واودع القرار الامانة العامة للعمل بموجبها»، بحسب بيان صادر عن تيار المستقبل. اضاف: «بذلك يتحرر علوش من اي التزامات تنظيمية وله الحق الكامل وفق الاصول ان يسلك الطريق الذي يراه مناسباً سواء في الانتخابات او سواها، متمنين له التوفيق ومقدرين مواقفه والمهمات التي تولاها في التيار طوال السنوات الماضية». ولاحقا دعا تيار المستقبل «للامتناع عن لغة التخوين والاتهام لشخصيات نقدرها».
عون ضد الحرب
على صعيد الازمة الاوكرانية، موقف لبنان «الرسمي» على حاله الى جانب الغرب. فقد أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن العودة الى خيار التفاوض هو الافضل في حل النزاع القائم بين روسيا واوكرانيا، لأن اعتماد الوسائل السلمية يؤدي الى حقن الدماء ويجنب اي تداعيات تزيد الخلافات بين الدول عموماً، والدول المجاورة خصوصاً. واشار الى أن موقف لبنان كان دائما ولا يزال ضد اي عمل حربي او اعتداء موجّه ضد اي دولة حرة ومستقلة، لافتاً الى أهمية اعتماد لغة الحوار والتضامن بين الشعوب والدول خلال الازمات والحروب. وقال «نحن ضد اي عمل حربي موجّه ضد اي دولة حرة ومستقلة، ونعتبر ذلك اعتداء على السيادة والاستقلال كما على الشعب الآمن. فلبنان عانى الكثير من المشاكل والحروب التي كانت نتائجها وخيمة على شعبه كما على بناه التحتية واقتصاده، لاسيما إبان الاجتياح الاسرائيلي لبيروت عام 1982». وشكر الرئيس عون من جهة ثانية الاتحاد الاوروبي لوقوفه الى جانب لبنان في مختلف الظروف لاسيما بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020 والخسائر الهائلة التي وقعت بنتيجته إن كان من ناحية عدد الشهداء والضحايا والجرحى او لناحية الخسائر المادية بعدما دمّر جزءا كبيرا من مدينة بيروت.
شكر أوروبي
موقف الرئيس عون جاء خلال استقباله وفد الاتحاد الاوروبي برئاسة السفير رالف طراف الذي شكرً الرئيس عون على موقف لبنان في الجمعية العامة للامم المتحدة من الازمة في اوكرانيا، مشيراً الى «أن لبنان انضم الى 140 دولة في الامم المتحدة بإدانته هذا العمل الهجومي الروسي غير المبرر، الذي انتهك القوانين الدولية وهدد الامن والاستقرار في اوروبا». ولفت الى انه «إزاء ذلك، فإن الاتحاد الاوروبي متضامن مع اوكرانيا ويقف الى جانبها ويدعو روسيا الى إيقاف هجومها وسحب قواتها من اوكرانيا واحترام سيادتها واستقلال اراضيها». وقال: «نحن نؤكد انها ساعة الحقيقة بالنسبة لاوروبا، فالمواجهة اليوم هي بين النظام الديموقراطي ونظام الحكم الواحد المطلق والمعتدي. فهذه الحرب لا تحدد فقط مصير اوكرانيا بل مصير اوروبا جمعاء».
عودة رعايا
ليس بعيدا، عادت فجرا دفعة جديدة من لبنانيي اوكرانيا إلى بيروت، من خلال تسهيلات قدمها أحد رجال الاعمال اللبنانيين هناك، الذي استضاف اعداد اللبنانيين الهاربين من القصف مجانا في أحد الفنادق وأمّن لهم بطاقات سفر عودة الى لبنان، وذلك بالتنسيق مع الامن العام والهيئة العليا للاغاثة.