الرئيسية / آخر الأخبار / طفلنا الصغير لا يُرتّب أغراضه

طفلنا الصغير لا يُرتّب أغراضه

مجلة وفاء wafaamagazine

غالبية الأطفال الصغار لا يرتبون ألعابهم بعد استعمالها. فينتقلون من نشاط إلى آخر ويتركون أغراضهم مبعثرة على الأرض، وهم غير مدركين للفوضى التي يتسببون بها. فتهلع الأمهات ويطلب الآباء من أطفالهم ترتيب الأغراض المرمية أينما كان. ولكن الأهل لا يكونون مدركين أنّ الطفل ليس فوضوياً، ولكنه لا يعرف طريقة الترتيب. دور الأهل هو التفسير وتعليم الطفل المهارات المتعلقة بهذا التصرف الذي يمارسه لمدى حياته. فكيف يمكن مساعدة أطفالنا في تلقينهم مبدأ الترتيب منذ الصغر؟ وما هي القواعد الأساسية التي يمكن تطبيقها في البيت لتفادي تلك المشكلة؟

خلال يومياته، يتعلّم الطفل من خلال اللعب والتسلية واستعمال العابه المختلفة لاكتساب مختلف المبادئ الأساسية في حياته. ومنها، مبدأ التنظيف والترتيب والذي يتلقّنه الطفل من خلال المشاهدة والتقليد. ودور الأهل أساسي في مشاركة الطفل في حياتهم اليومية لكي يتعلّم طفلهم الصغير السلوكيات الإجتماعية السوية. ولكن الجدير بالذكر، أنّ معظم الاهالي يتوقعون من فلذات أكبادهم أن يتبعوا التعليمات بشكل كامل. ولكن هذا غير وارد في فترة التلقين، فالطفل بحاجة الى وقت لاستيعاب المبدأ الذي يتعلّمه مع تشجيع من أهله دون المطالبة أو الإلحاح، بل من خلال المدح يمكن أن يتعلّم أي تصرّف ومنه التنظيف.

 

مبدأ جديد… دروس جديدة
منذ صغره، يبدأ الطفل باكتشاف العالم الذي يحوطه. والألعاب هي من الأمور التي تدفعه للحشرية خصوصاً انّها تُصدر أصواتاً أو تتحرك. وخلال اللعب، يجب على الأم والأب أن يستدركا بأنّ طفلهما الصغير لن يتعلّم ترتيب أغراضه لوحده. مساندة الأهل في هذه المرحلة أساسية. فكم من المرات، تساءلنا، لماذا هذا الشخص مرتب أو كيف تعلّم الترتيب… فبمجرد العودة الى طفولته وطريقة تلقينه مبدأ الترتيب، سنحصل على أجوبة. ومن أهم الأمور التي يجب أن يطبّقها الأهل مع طفلهم هي:

أولاً، عدم إجبار الطفل على القيام بشيء. فنشهد بعض الأحيان الأهل يجبرون أطفالهم أن يقوموا بترتيب أغراضهم، وتبدأ المشاحنات بين الطرفين. دور الأهل في هذه المرحلة الشرح لأطفالهم أنّه يتوجب عليهم أن يرتبوا جميع أغراضهم بعد الإنتهاء من اللعب فيها. فمن خلال المنطق والهدوء يمكن معالجة الأمر بعيداً من التوتر والعصبية.


ثانياً، في حال بدأ أحد الأطفال بالبكاء، من المهم أن يبادر الأهل الى التحدث مع الطفل بهدوء عن سبب بكائه، كما يمكن لهم أن يطمئنوه وألّا يجبروه على فعل أي شيء. كما يمكن الأم أو الأب ان يشاركاه في القيام بمهامه.

 

ثالثاً، إذا إستمر الطفل بممارسة الهفوات الصبيانية، يجب أن يفهم الأهل أنّ طفلهم بحاجة للحرية وللعب، وألّا يمارسوا ضغطاً عليه طوال الوقت. يمكن للأم أو للأب البدء بالترتيب والطلب من الطفل المساعدة.


الإجراءات الوقائية
هناك بعض القواعد التي يمكن تطبيقها كإجراءات وقائية تدفع الطفل لترتيب أغراضه قبل وقوع الفوضى وهي:

أولاً، الترتيب بشكل مستمر: ويعني ذلك تعليم الطفل أن يرتّب سياراته الصغيرة وأغراضه البلاستيكية… كلما ينتقل من لعبة إلى أخرى. يقلّل هذا التصرف الفوضى العارمة التي يمكن أن تحدث في البيت، كما يشجعه أن يصبح طفلاً أكثر تنظيماً ولاحقاً شخصاً راشداً أكثر ترتيباً.


ثانياً، تفسير للطفل كيفية الترتيب: قبل أن نطلب من الطفل أي فعل، يجب الإنتباه إذا كان هذا الطفل على يقين بما يقوم به، وما إذا يمكنه القيام بذلك. لذلك، لتعليم الطفل ترتيب أغراضه، يجب مثلاً تأمين صناديق فارغة حجمها مناسب لتوضيب ألعابه. كما يجب تخصيص مكان واحد لوضع تلك الصناديق الممتلئة بالألعاب، لكي يتعلم الطفل بأنّ ألعابه ما زالت موجودة ولكنها مرتبة في مكان واحد.

 

ثالثاً، تحديد المهام بشكل دقيق: ويعني ذلك، يجب على الأم أو الأب تحديد ما يريدان من الطفل. فلا يجب القول له: «إذهب ورتّب غرفتك!». هذا الطلب قاسٍ وصعب على الطفل. بل يجب إستبدال هذا الطلب بآخر: «إذهب ورتّب ألعابك المبعثرة على أرض غرفة نومك!» أو «لنضع المكعبات الليغو في هذا الصندوق والسيارات الصغيرة هناك…». فيجب تحديد متطلبات الأهل من الطفل بشكل بسيط وهادئ بعيداً من الصراخ والعدوانية.


رابعاً، تحضير للطفل ما يحتاجه لتنظيف غرفته، وطبعاً ليس كل الغرفة بل طاولة الدرس مثلاً. فلا تتوقع أن يعرف طفلك على الفور ما هي المعدات اللازمة لتنظيف الفوضى. بل ساعده واعطه ما يستلزمه لمسح الطاولة، ولا تنسى أن تمدحه وتشكره على المساعدة.


خامساً، إحصر أنشطة طفلك في مكان واحد: ويجب أن يكون مكاناً آمناً، واعطه الحرية بما يريد أن يقوم به في هذا المكان المخصّص للعب والفوضوية. ولكن إحرص أن يرتب كل أغراضه بعد الإنتهاء من اللعب.