مجلة وفاء wafaamagazine
إنتشرت منذ سنوات ادعاءات بأنّ الأطعمة المجمّدة ليست مغذية مثل المأكولات الطازجة، ولكن يبدو أنّ هذا الأمر غير صحيح. في الواقع، إنّ عملية التجميد تساعد الطعام على الاحتفاظ بفيتاميناته ومَعادنه بمرور الوقت. ومن بين مختلف المأكولات المجمّدة المُتاحة، يُنصح تحديداً بتخزين البازلاء المثلّجة لدوافع كثيرة مهمّة. فما هي؟
بالنسبة إلى معظم الأشخاص، تُعتبر البازلاء الخضراء نوعاً من البقوليات. ولكن وفق المبادئ التوجيهية الغذائية لوزارة الزراعة الأميركية، لا تزال البقوليات تُعدّ نوعاً من الخضار.
وفي هذا السِياق، قالت اختصاصية التغذية إميلي واندر، من الولايات المتحدة الأميركية، إنّ «البازلاء المجمّدة تملك الفوائد الصحّية للخضار النشوية، وتُعتبر أيضاً من أهمّ المصادر البروتينية النباتية».
وبِغضّ النظر عن مُحتواها العالي بالبروتينات، يمكن للبازلاء المجمّدة أن توفر مجموعة فوائد تتخطّى تلك التي يمكن الحصول عليها من الأنواع الطازجة أو المعلّبة.
وفي ما يلي أبرز ما كشفته واندر:
أغنى بالعناصر الغذائية
بحسب «University of California, Davis»، تكون الفاكهة والخضار أكثر كثافة بالمغذيات عندما يتمّ حصادها للمرّة الأولى، وبعدها تبدأ بالتدهور ببطء وتفقد عناصرها الغذائية. تُقطف البازلاء الطازجة في ذروة نضجها، ثمّ يتمّ غمرها في المياه المغليّة لفترة وجيزة قبل تجميدها. إنّ الهدف من هذه العملية هو وقف نشاط الإنزيم الذي من شأنه أن يتسبب في إفسادها وتجريدها من عناصرها الغذائية مع مرور الوقت. إنّ تجميدها في هذه الحالة يساهم في الحفاظ على شكلها الطازج ومُحتواها الغذائي وإطالة عمرها.
مليئة بالألياف
إنّ كوباً من البازلاء المطبوخة يزوّد الجسم بنحو 8 غ من الألياف، وهي حصّة جيّدة للمساعدة على بلوغ التوصيات اليومية بحصول البالغين على 25 إلى 38 غ من الألياف. وإستناداً إلى «Mayo Clinic»، رُبطت الأطعمة الغنيّة بالألياف مثل البازلاء بتحسين صحّة الجهاز الهضمي، وخفض مستويات الكولسترول، والتحكّم في مستويات السكّر في الدم. كذلك تُعدّ البازلاء مصدراً جيداً للفيتامينات كالـA وC وK، والمعادن مثل البوتاسيوم والحديد والماغنيزيوم. فضلاً عن أنها تحتوي على كميات أقلّ من الكربوهيدرات مقارنةً بالخضار النشوية الأخرى كالبطاطا.
تدوم لمدّة تصل إلى عام
بشكلٍ عام، يمكن للبازلاء الخضراء أن تبقى طازجة في البرّاد من 5 إلى 7 أيام قبل أن تبدأ في التعرّض للفساد. وفي المقابل، يمكن الاحتفاظ بالبازلاء المجمّدة في الثلّاجة واستخدامها في غضون 12 شهراً. وفي حين أنّ البازلاء المعلّبة يمكن أن تدوم لأعوام في الخزانة، إلّا أنّ عملية التعليب تُزيل العناصر الغذائية، وفق «UC Davis». إنّ التعليب يُعرّض الفاكهة والخضار للحرارة العالية، التي تحلّل الفيتامينات والمغذيات الحساسة للحرارة مثل الفيتامين C. كذلك قد تحتوي المنتجات المعلّبة على مواد حافظة مثل الملح.
كيف يجب طبخها؟
في حين أنّ البازلاء المجمّدة هي مصدر جيّد للمغذيات، إلّا أنه يمكن خسارة بعضها أثناء عمليّة الطبخ. إنّ بعض الفيتامينات قابل للذوبان في المياه والبعض الآخر حساس للحرارة. إستناداً إلى دراسة نُشرت عام 2018 في «Food Science and Biotechnology»، ثبُت أنّ سَلق الخضار مثل البازلاء يسبب فقدان معظم العناصر الغذائية.
يعني ذلك أنّ التبخير هو من أفضل الوسائل لطهي البازلاء مع الاحتفاظ بالعناصر الغذائية. يمكن أيضاً خَبزها أو تحميصها في الفرن أو قَليها سريعاً بقليل من الزيت أو الزبدة. ومهما كانت طريقة الطبخ المُعتمدة، يجب الحرص على استخدام أقل كمية مُمكنة من المياه.
وللاحتفاظ بقيمة البازلاء الغذائية، أوصَت واندر بـ«تحضير البازلاء المجمّدة من خلال تبخيرها مع الفطر، أو قَليها سريعاً وإضافتها إلى المعكرونة مع الزيت والحامض والبارميزان، أو هَرسها مع زيت الزيتون والحامض والثوم والمكسّرات والبارميزان للحصول على صلصة بيستو لذيذة، أو قَليها في مقلاة هوائية للاستمتاع بسناكٍ مُقرمش أو طعامٍ مُغطّى بالتوابل حسب الذوق».