مجلة وفاء wafaamagazine
رفض رئيس المجلس التنفيذي لـ«مشروع وطن الإنسان» النائب المستقيل نعمة افرام تدخل حزب الله بالدول العربية، معتبرا انه أمر لا يجوز وفق كل المقاييس والمطلوب تصحيحه، مشيرا إلى أن أفضل من عبّر عن خارطة الطريق لإصلاح هذا الوضع ومجمل العلاقة اللبنانية – العربية، هي ورقة المبادرة الكويتية بهدف إعادة بناء الثقة بين لبنان والعالم العربي.
ولفت افرام في تصريح لـ«الأنباء» الكويتية، الى أن المبادرة تتضمن دعوة الحكومة للقيام بإجراء إصلاحات شاملة، لا سيما الالتزام باتفاق الطائف، واحترام سيادة الدول العربية والخليجية ووقف التدخل السياسي والإعلامي والعسكري في أي من هذه الدول، إضافة الى احترام قرارات جامعة الدول العربية والالتزام بالشرعية العربية، واتخاذ إجراءات جدية وموثوقة لضبط المعابر الحدودية، ومنع تهريب المخدرات، والحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته ووحدته بما يتوافق مع القرارات الدولية 1559 و1701 و1680، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة حصر السلاح بيد الدولة.
وردا على سؤال، رحب افرام بعودة السفراء العرب الى لبنان، مؤكدا أنها «عودة حميدة ومطلوبة وطبيعية، وهي عودة للعالم العربي إلى وطن صديق مؤسس لجامعة الدول العربية»، مشيرا الى أن نتائجها ستظهر على مستويين: المستوى الأول يتعلق بالتنسيق الفرنسي – الخليجي بشأن الملف اللبناني، والذي يهدف في جزء منه إلى تمكين شعب لبنان من الصمود اقتصاديا واجتماعيا بالمباشر، وإلى إعادة فتح باب التصدير إلى الخليج. والمستوى الثاني يتعلق بالانتخابات النيابية وهي مفصلية في إطار إعادة إنتاج السلطة ومعادلة الحكم في لبنان، هذا الاستحقاق كان يعاني من فجوة التضعضع لدى الطائفة السنية الكريمة، فأتت العودة لتقف في وجه حالة الإحباط التي كانت ستترجم مقاطعة واسعة للانتخابات.
وردا على سؤال عمن يحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في لبنان، اعتبر «ان الوضع السياسي العام في البلد كحال المواطن اليوم ومالية الدولة واقتصاد الوطن، وهو ليس مصادفة، بل نتيجة مسار طويل من ضرب القواعد والأصول الدستورية والقانونية واستباحة كل شيء وعلى شتى الصعد على ايدي منظومة فاشلة».
وأضاف «في حين كان الأمل في تسوية الدوحة العام 2008 أن تنهي 18 شهرا من الأزمة السياسية في لبنان، كانت النتيجة أن وقعنا لاحقا في التعطيل الممنهج من قبل المنظومة السياسية. إني أضع المسؤولية في عنق منظومة فاشلة قتلت لبنان بالمحاصصة أو بالارتهان للخارج. منظومة دمرت مؤسسات الوطن وهجرت شعبه وجوعت أطفاله وانتهكت سيادته وأهانت وأذلت إنسانه، وخربت علاقاته مع عالمه العربي».
وقال: ان القضية لا تختصر بضائقة أو بوعود، إنها مسألة وجودية كيانية تتعلق بهوية لبنان وجوهره. لقد عملنا مع عدد واسع وجديد من الشخصيات العامة والمستقلين والخبراء ومن المجتمع المدني على وضع «مشروع وطن الانسان»، ليعود وينسحب الأمر على تحالفات نجريها على امتداد الخريطة الوطنية. إننا ببساطة نقدم «البديل عن الموت بمشروع حياة»، لنعيد القرار كل قرار، أكان أمنيا أو عسكريا أو اقتصاديا أو تربويا أو ماليا إلى يد الدولة.
وأذكر هنا الأهم والملح في البرنامج الانتخابي ويشمل استعادة أموال المودعين ووضع خطة تعافٍ اقتصادي – مالي مع المجتمع الدولي، وفي حياد لبنان، والعمل على جعل كل قرار وكل موقف ليكون مبنيا على أساس مصلحة الأمن القومي اللبناني وسيادة الوطن.
وأكد افرام على هوية لبنان الأزلية في الحرية والعيش معا، وقال: «لا يمكن أن نقبل بالانحطاط وقد كنا الأساس وفي صلب النهضة العربية التي أسسناها ونشرناها في لبنان والشرق والعالم. لقد تهاوت وحدة لبنان عندما اصطدمت بتجيير الولاء للخارج والانحياز إلى محاور لا يربطنا بها شيء. نحن نريد استعادة هذه الهوية المخطوفة عبر وضع حد للأمر الواقع الذي يهمش الدولة الشرعية».