الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / السعودية تستبق زيارة بايدن بإعلان فتح مجالها الجوي للرحلات من والى إسرائيل

السعودية تستبق زيارة بايدن بإعلان فتح مجالها الجوي للرحلات من والى إسرائيل

مجلة وفاء wafaamagazine

 كتبت صحيفة “الديار”

خطوات كبيرة تسلكها دول الخليج وآخرها المملكة العربية السعودية باتجاه تطبيع العلاقات مع «اسرائيل»، وآخرها الاعلان عن فتح الرياض مجالها الجوي أمام الرحلات من والى اسرائيل مستبقة زيارة يقوم بها خلال ساعات الرئيس الأميركي جو بايدن الى المملكة حيث من المقرر أن يشارك في قمة “جدة للامن والتنمية، ويجتمع مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان، وذلك بعدما اختتم يوم أمس زيارة الى «اسرائيل» والاراضي الفلسطينية المحتلة وأجرى خلالها مباحثات مع الرئيس محمود عباس.

وفيما لم يعد خافيا ان الهدف الرئيسي من زيارة بايدن الى المنطقة هو زيادة الضغوط على طهران، وقد بدا ذلك جليا بتوقيع بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد وثيقة تؤكد «عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي»، واستعداد الولايات المتحدة «لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان ذلك»، يفترض انتظار عودة بايدن الى واشنطن لتبيان النتائج العملية لهذه الزيارة وانعكاسها على المنطقة ولبنان.

اتفاق خلال شهر؟

ويبدو أن تصعيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لاقى صداه سريعا بعدما وصلت الرسالة بحسم للدوائر المعنية، اذ تفادت واشنطن كما «اسرائيل» التعليق على كلامه وتهديده علنا بالحرب في حال منع لبنان من استخراج ثرواته الطبيعية ومواصلة تل ابيب التنقيب بغض النظر عن توصل المفاوضات الى تفاهم على ترسيم الحدود البحرية. اذ أكدت وزارة الخارجية الأميركية، «الالتزام بتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل للتوصل إلى قرار بشأن ترسيم الحدود البحرية»، لافتة الى أنه «لا يمكن تحقيق التقدم نحو حل إلا من خلال المفاوضات بين الجوانب»، مؤكدةً الترحيب بـ «الروح التشاورية للتوصل إلى قرار نهائي يؤدي الى مزيد من الاستقرار للبنان وإسرائيل».

وعلقت مصادر مطلعة على جو حزب الله، لافتة الى ان العدو الاسرائيلي كما واشنطن لا يفهمان الا بمنطق القوة اما منطق التنازلات فيؤدي الى طلب المزيد منها. وقالت المصادر لـ «الديار»: «المقاومة بقوتها وحنكة سيدها جعلت لبنان اليوم يفاوض من موقع قوة. ونحن ندرك ان اسرائيل لن تجرؤ على المغامرة بالتنقيب من جديد لانها تعلم انها ستكون بالنسبة لحزب الله شرارة اعلان الحرب وهو بات جاهزا تماما لها ومستعدا لخوضها».

ورجحت المصادر «التوصل الى اتفاق على ترسيم الحدود خلال شهر كحد أقصى»، معتبرة ان «واشنطن ومن خلفها اوروبا تتوقان لاستبدال الغاز الروسي الذي قطعه بوتين عن القارة العجوز بالغاز الشرق أوسطي وبخاصة الغاز الاسرائيلي، لذلك تجد هذه الاطراف مصلحة لها بحل سلمي وبتفاهم مع لبنان، وذلك لن يحصل الا وفق شروط لبنان والمقاومة». وأضافت المصادر: «لكن ذلك لا يعني ان احتمال الحرب ليس قائما في حال قرار تل ابيب وواشنطن المغامرة».

لا مرشح لحزب الله.. حتى الساعة

في هذا الوقت تصدرت النقاشات «الرئاسية» المشهد السياسي الداخلي بعد تراجع الحديث الحكومي مع اقتناع مختلف القوى بأن رئيس الحكومة المكلف لن يُقدم على تشكيل يراه دون ذي جدوى، وبأنه ينسق موقفه هذا مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي تشير كل المعطيات انه سيدعو لجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية مطلع شهر أيلول المقبل.

وفيما يتركز الحديث اليوم عن توجه لدى رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل لتبني ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، قالت مصادر قريبة من حزب الله لـ «الديار» ان «الحزب لم يحسم خياره الرئاسي بعد لا لمصلحة فرنجية او سواه وبأنه لم يفاتحه فرنجية او باسيل بالخيارات الرئاسية»، معتبرة انه «بعد الانشغال بالانتخابات النيابية داهمتنا استحقاقات شتى تباعا، اما العامل الذي سيسرع حسم القوى السياسية مرشحيها الرئاسيين، فهو الدعوة لجلسة لانتخاب رئيس».

ويبدو واضحا ان اولويات حزب الله اليوم مختلفة، وهي تتركز بشكل اساسي على متابعة ملف الترسيم، خاصة بعد تهديد امينه العام بالحرب في حال كان هناك قرار بالمماطلة والتسويف لمنع الجانب اللبناني من استخراج ثرواته مقابل مواصلة «اسرائيل» أعمال التنقيب. وتشير مصادر مطلعة الى ان «الحزب يعي تماما ان الرئاسة مرتبطة عمليا بالتطورات الخارجية، وليس حصرا بامكان اندلاع حرب تطير الاستحقاق، انما ايضا بموازين القوى الناشئة ما يتيح للحزب فرض مرشحه الرئاسي مجددا كما فعل في العام 2016، او اللجوء لمرشح توافقي في حال كان المسار الذي ستسلكه الامور مسار تسوية في الخارج وبالتحديد بين طهران وواشنطن، علما ان الامور قد تتطلب مزيدا من الوقت ما قد يُدخلنا في دوامة من الفراغ لا يعلم أحد متى تنتهي».

الى التعويم در

وبالعودة الى الملف الحكومي، تشير معلومات «الديار» الى ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي يستعد لزيارة القصر الجمهوري الاسبوع المقبل بعد عودته من عطلة عيد الاضحى، الا انه لا يحمل جديدا وينتظر ما سيعرضه رئيس الجمهورية. وتشير مصادر مطلعة على المستجدات على هذا الصعيد ان «الخلاف تحول شخصيا بين الاطراف المعنية بالتشكيل وبخاصة عون وباسيل من جهة وميقاتي وبري من جهة أخرى»، مشددة على ان «ايا منهم لن يقبل تقديم أي تنازل يذكر للآخر بعدما باتت الاهتمامات المحلية والخارجية في مكان آخر، وبخاصة اننا في مرحلة يجري فيها قرع طبول الحرب».

ورجحت المصادر ان يتم اللجوء قريبا الى «تعويم حكومة تصريف الاعمال مجددا كأمر واقع سيرضخ له الجميع، خاصة مع تفاقم اضراب القطاع العام الذي يترك تداعيات كبيرة على مصالح الناس ومالية الدولة». واضافت المصادر: «سيشهد الاسبوع المقبل استنفارا للتعامل مع هذه المسألة، وبخاصة انه يجري الاعداد لتحركات احتجاجية كبيرة لمواجهة تلكؤ الدولة وتعاطيها بفوقية واستنسابية مع العمال… الا ان الاشكالية تكمن اليوم في سحب كل الوسطاء وساطاتهم وآخرهم وزير العمل، ما يحتم بروز وسيط جديد يتولى في آن تليين موقف «المضربين» وحث المسؤولين على اقتراح مخارج جديدة للأزمة».