الثلاثاء 02 نيسان 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
رعى وزير الثقافة الدكتور محمد داوود داوود معرض ” تنوين ” للكتاب الذي تنظمه لجنة مهرجان صور للتسوق والسياحة والترفيه وشركة ليدر بإحتفال أقيم في صور (سنتر الساحلي) يوم أمس الإثنين الموافق الأول من نيسان حضره الى جانب الوزير داوود رئيس المنطقة التربوية في الجنوب الأستاذ باسم عباس ، رئيس إتحاد بلديات قضاء صور المهندس حسن دبوق ، مسؤول حركة أمل في إقليم جبل عامل الأستاذ علي اسماعيل على رأس وفد من قيادة الإقليم ، الأديب جورج غنيمة ، الإعلامية وفاء بيضون ، وحشد من الفعاليات الثقافية ، والتربوية والإجتماعية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية
بعد النشيد الوطني اللبناني قدم للحفل الدكتور أحمد نزال ، ثم كلمة ترحيبية للجهات الداعية القاها الأستاذ علي شحادة
ثم كانت كلمة الحركة الثقافية في لبنان القاها الأستاذ باسم عباس فقال :
نحن جميعنا معنيون بخلق مناخ ثقافي يحصن أبناءنا من التطرف ويحميهم من الانزلاق والانحراف مشيراً إلى أن ما يجمع اللبنانيين أكبر من أي فكر طائفي أو مذهبي أو مناطقي وما يجمعنا هو التاريخ المضيء المنسوج بنضالات وتضحيات عمرها عمر التاريخ والجغرافيا، والحس الانساني الذي من أجله وجدت الأديان ..
ختاماً كلمة راعي الحفل الوزير داوود جاء فيها :
إلى هذه المدينةِ الإنسانةِ التي تستوي في إرادتِها وسلوكِها مقاماتُ الذات، والنفسُ والروحُ والعقل…
كانت الحقيقةَ التي تنتصرُ للحق: خلقًا وخالقًا، وكانت العدلَ الذي تكتملُ بعلمِه وطهرِه، هي الحرفُ المقدّسُ الحاضرُ في قوةِ الانتظار، حضنًا يلتحفُ صبرَ الأبجدية، ووعدًا مخلِّصًا نحو إنسانيةِ الإنسان…
وأضاف : إلى صور: حيثُ يغزلُ الصبحُ فتاةَ الضوءِ على مهلٍ، يغسلُ وجهَهَا بماءِ عمرِها، والبحرُ يرسمُ قراها ويراها ثم يرحلُ، تشي به جنياتُ الليلِ لفتاها، تركبُ هودجَها ثم ترحلُ، يُحكى أنَّ أولَ الحرفِ وأولَ الحبِّ: صور…
إلى صور: حيث يُنيرُ الحرفُ عتمةَ الفراغ، وتنخرُ سفينةُ المعرفةِ عبابَ البحار، صور القسمُ المبينُ للإمام القائد السيد موسى الصدر، ونحن على موعدٍ قريبٍ مع قسمه المقدس في صور، حيث أقسم، فيما أقسم، بقلق الطلاب والمثقفين، تأكيدًا على هذا النهجِ الوطنيِ المبارك، كتابُ موسى الصدر الكتابُ الضرورة، والأكثرُ وطنيةً بين كتب السياسةِ المطروحة في تاريخِ لبنان الحديث.
وتابع داوود : مرةً جديدةً من هذه المدينةِ التي قاومت وما زالت، لتحافظَ على هويتِها التي كتبتْها بالدماء: اسمًا ورسمًا وتاريخًا. وفي كلِّ مرةٍ كانت تمتشقُ الأرضَ والسهول، فتخفقُ من حولِها الرايات.
الحضور الكريم: لمعرضِ الكتاب هذا دلالتان: الأولى أنه في صور، أمِ الحرفِ وامرأةِ الشعرِ وبنتِ الإبداعِ الإلهي وقعًا وموقعًا، لتكملَ مسيرةُ النهضةِ العلميةِ التي بدأت منذ القرون الأولى للهجرة، ولم تنقطعْ إلى يومِنا هذا، فكان المهندسون والبناؤون والرسامون والشعراء، وحسبُنا أن نذكرَ شاعرَ صور الكبير عبد المحسن الصوري في القرن الرابع الهجري.
الدلالة الثانية: أننا نفتتحُ معرضًا للكتاب في هذا الزمنِ الذي يعاني الكتابُ فيه غربةً كبيرةً عن عالمِنا وأجيالِنا. من هذه الدلالةِ أدخلُ إلى عملِنا في وزارة الثقافة لأشدِّدَ على بعض النقاط، ومنها:
1- الدعمُ المطلقُ للكتابِ والإبداعِ بكافة أشكالِه: شعرًا وقصةً ومسرحًا ورسمًا ونحتًا… من خلالِ خطةٍ وطنيةٍ شاملة، نكتشفُ من خلالِها المواهبَ الفنيةَ والأدبيةَ لدى الشبابِ ونعملُ على استثمارِ طاقاتِهم العالية.
2- التعاونُ مع المؤسساتِ الثقافية، وما أكثرَها، والتعاونُ مع المؤلفين وأصحابِ الرؤى لتنظيمِ العملِ الثقافيِ في لبنان بما يليقُ بمبدعي هذا الوطن وأبنائه المخلصين.
3- التعاونُ مع دُورِ النشرِ والمؤلفين لتنظيمِ الإصدارات التي تصدر، تمهيدًا لرفع مستوى الجودةِ، من خلال مشاريع تحفيز وندوات تُعقدُ في هذا المجال.
4- تعميمُ ثقافةِ العودةِ إلى الكتابِ والقراءةِ، لأن الكتابَ هو الصديقُ الذي لا يُمل، الطائعُ المفيد، والقراءةُ هي استبدالُ ساعاتِ السأمِ بساعاتِ المتعةِ والمللِ والاستفادةِ والسعادة.
وختم : من هذه المدينة التي لم تستلمْ للخوف، ولا للتهديد، ولا للحصار، ولا للعدو، ومن هذه المناسبة نؤكدُ أننا مؤمنون بأرضِنا وخياراتِنا، وجادّون في بنائِها وعمارتِها، من خلال مقاومةٍ شاملةٍ فيها نصيبٌ كبيرٌ للعلمِ والإبداع، إيمانًا منا بهذا الوطن الذي أراده الإمام السيد موسى الصدر وطنًا نهائيًّا لجميع أبنائه، عربيَّ الانتماءِ والهوية، وطنَ المقاومةِ ووطنَ الممانعة. لن تمنعَنا عن السيرِ في هذا الطريقِ زياراتٌ أو تواقيعُ أو مؤامراتٌ تُحاكُ ضدَّ شعبِنا ووطنِنا.
إننا نسهرُ على وطنِنا لبنان، بالعينِ الساهرةِ والحضنِ الدافئ والقلبِ المشتعلِ حبًّا ووفاءً، أعني دولةَ الرئيس نبيه بري: قاهرُ مشاريعِ الفتنة، حامي الوطنيةِ وعمودُها الفقري، فلا يجرؤنَّ أحدٌ على المسِّ بهذه المسلمات، لأننا سندافعُ بكلِّ ما نملكُ من قوةٍ عمّا نعتقدُ ونؤمنُ به.
واخيرا قص داوود والحضور شريط الافتتاح وجال في أقسام المعرض، وتم تقديم درع تقديري للوزير داوود من اللجنة المنظمة كما تسلم صاحب شركة ليدر محمد شحادة درعاً من دور النشر