مجلة وفاء wafaamagazine
عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا مع وزير التربية والتعليم العالي القاضي عباس الحلبي بعد ظهر اليوم في السرايا الحكومية، في مشاركة النائبة السابقة بهية الحريري.
واستقبل الرئيس ميقاتي المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.
ورعى رئيس الحكومة الحفل السنوي لتوزيع منح متفوقي الثانوية العامة الذي أقيم في السرايا، بدعوة من المجلس الوطني للبحوث العلمية.
وقال في كلمة: “عندما سئلت اذا كنت ساحضر هذا اللقاء التقليدي في السرايا الحكومية، اجبت بالتأكيد، لان من اسعد الاوقات عندي ان نكرم شابات وشبانا لبنانيين متفوقين في العلم، خاصة في هذا الظرف بالذات، الذي يكثر فيه الحديث والتحرك بشأن ترسيم الحدود. انتم ترسمون الحدود، وانتم الطاقة والغاز والنفط. انتم ترسمون حدود لبنان بنجاحكم وتفوقكم، وهذه هي السعادة الحقيقية. النفط سنراه بعد عدة سنوات، لكن انتم اليوم امام اعيننا، ونشهد على تفوقكم ونجاحكم. فالف مبروك”.
وأضاف: “لا بد اولا من شكر المجلس الوطني للبحوث العلمية على مبادرته وخاصة مع تسلم الامينة العامة الجديدة مهامها، ونحن فخورون بها ونشكر المدارس والجامعات على تعاونهم. واتوجه بالشكر لمعالي وزير التربية الذي، بمثابرته ومتابعته وهدوئه، مع فريق العمل، استطعنا انجاح العام الدراسي. نعلم جميعا العقبات الموجودة، والمشاكل القائمة، ولكن انتم، ايها الشابات والشبان، الامل بلبنان وترسمون افق التفوق. نسمع كل سنة عن تفوق لبنانيين في العالم من خريجي المدارس والجامعات اللبنانية. واتمنى على معالي وزير التربية ان تتم اضافة دعم تعلّم اللغات الاجنبية لطلابنا على المناهج”.
وتابع: “تبقى كلمة من القلب اتوجه بها الى الشباب اللبناني، فأقول: “أنتم فقط تبنون مستقبلكم، ولبنان الآتي هو لبنانكم. أنتم شركاء أساسيون في الدور والمسؤولية وفي بناء الوطن بالحوار والتوافق. أنتم الأساس فلا تقبلوا بدور هامشي، بل كونوا اصحاب المبادرة والريادة لتبنوا لبنان الغد على صورة أحلامكم وتطلعاتكم”.
وقال وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي في كلمته: “في هذه المناسبة، أود أن أحيي دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي على رعايته الأسرة التربوية بكل مكوناتها، وأحيي فيه صدقه واندفاعه وحرصه لتأمين الحد الأدنى المقبول من حاجات الناس وهي كثيرة، وتخصيص المعلمين بعطاءات تتيح لهم الإستمرار في القيام برسالتهم. وما وجودنا اليوم في السراي الكبير سوى تأكيد على هذا الحرص والإهتمام بالطلاب المتفوقين والمتمايزين. إذ أن دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري أسس لهذا اللقاء السنوي في السراي الكبير، وقد حافظ عليه الرئيس ميقاتي والعديد من رؤساء الحكومات السابقون، حتى اصبح محطة سنوية ينتظرها الطلاب والجامعات والأسرة التربوية”.
وأضاف: “أيها الطلاب المتفوقون المكرمون، أنتم الإستثمار الوحيد الناجح في هذا الوطن، وأنتم الكنز المكنون الذي يختصر الجهود وتعب الأهل وسهر الأساتذة ودعوات الأمهات وحنان الآباء. لذا نتحلق حولكم في كل موسم دراسي، لنعتزَّ بالحصاد ونقطف ثمار النجاح. فكونوا على مستوى الآمال والتطلعات، وشكلوا القدوة التي تمنح رفاقكم الرغبة بالإقتداء بمسيرتكم. كونوا أوفياء لأهاليكم ومقدرين لمعلميكم، ومخلصين لوطنكم، ويقيني أنكم الأبهى والأحلى في أيامنا الحالكة، ومنكم نستمد الأمل بالغد ونراه أفضل”.
وتابع: “أود في هذا اليوم التربوي العظيم أن أحيي رؤساء الجامعات، إبتداء برئيس الجامعة اللبنانية، وبرؤساء الجامعات الخاصة، الذين يحتضنون الناجحين في الثانوية العامة، ويقدمون التعليم الجيد مجانا للمتفوقين، وأقول لهم، إن مد اليد لكل مبدع، هو فعل إيمان بلبنان المتمايز، واستثمار في الأدمغة الشابة، وإسهام في الجهد الوطني العام للعناية بالمتفوقين وإيصالهم إلى التخصص وسوق العمل. فشكرا على كل الجهود والعطاءات.
كذلك، أود أن أرحب بالأمينة العامة الجديدة للمجلس الوطني للبحوث العلمية، الباحثة البروفسورة تمارا الزين، التي تسلمت الشعلة من الأمين العام السابق الدكتور معين حمزة، الذي خدم المجلس لعشرات السنوات بكفاءة عالية وتضحيات جمة وإرادة صلبة لكي يحتل المركز المرموق الذي يستحق في مشهد المؤسسات الناجحة. ونطمح أن تتوافر للأمينة العامة الجديدة، عناصر النجاح وتعزيز البحوث العلمية الريادية، وذلك لما تتمتع به من إمكانات علمية وقدرة بحثية وديناميكية، تضاف إلى أخلاقيات عالية في العمل وفي الحياة. ونتمنى لها التوفيق في مهامها وهي على قدر كبير من المسؤولية”.
واضاف: “يأتي العام الدراسي مثقلا بالأحمال في الأيام العادية، فكيف به في عاتيات الظروف. إذ تلهب كلفة المحروقات جيوب المواطنين وتجعل الكهرباء بعيدة المنال، والإنتقال أصعب وأغلى، وينسحب الغلاء على كل الأسعار وكلفة الحياة اليومية، وإننا على يقين بأن العام الدراسي سوف يسير بإذن الله، بالتعاون مع المعلمين والأساتذة، وبدعم ومؤازرة دولة رئيس الحكومة، الذي جلنا معه على الأمم المتحدة والدول الصديقة، وطلبنا دعما خاصا للبنان لكي يتمكن من تعليم جميع الأولاد الموجودين على أرضه”.
وأشار إلى ان “العطاءات ومضاعفة الرواتب ومضاعفة بدل ساعات التعاقد ودعم الإنتاج، وبدل النقل، وغيرها هي مؤشرات لحرص الوزارة والحكومة وجميع المسؤولين، على تسهيل حياة المعلمين، وتعزيز صمود النظام التربوي”.
وختم الحلبي بالقول: “بما أن فرحنا مشترك نتبادله مع الطلاب وأهاليهم ومؤسساتهم التربوية وجامعاتهم الجديدة، ومع المجلس الوطني للبحوث العلمية والمديرية العامة للتربية وذلك تحت مظلة دولة الرئيس صاحب الرعاية، فليبارك بعضنا لبعض، ولنرتشف من هذا الإنجاز جرعة أمل بالمستقبل، ونملأ قلوبنا طاقة إيجابية، والكثير من المحبة والصبر. حتى يأتي يوم نستعيد فيه بعض قوتنا وحركتنا. ألف مبروك لأبنائنا وبناتنا المتفوقين، ودعاؤنا بأن تكون مسيرتكم الجامعية مكللة بالتميز ،لأن طريق سوق العمل مفتوحة أمام الطلاب المتميزين”.
وقالت الأمينة العامة للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتورة تمارا الزين في كلمتها: “نحتفل مرة جديدة بالتميز الذي ما فارق يوما شابات وشبان لبنان. وشكرت الرئيس ميقاتي على رعايته الحفل الذي طالما ما حرص على المجلس الوطني للبحوث العلمية وعلى دوره ومكانته، والشكر موصول أيضا لوزير التربية والتعليم العالي الذي رغم انغماسه في شؤون وشجون المدارس والجامعات ومستقبل التعليم في لبنان لا يتردد لحظة عندما نطلب دعمه ومؤازرته”.
واضافت: “ما نعيشه لا يشبه ما عاصرناه فهو انعكاس للارادة والعمل والأمل في بلد لن يتنازل عن مكانته كوطن للعلم والفكر والثقافة”.
وقالت: “احتفالنا اليوم بالدفعة 19 لبرنامج متفوقي الثانوية العامة يظهر ان المجلس الوطني للبحوث العلمية لن يتخلى عن التزاماته ومن ضمنها تجاه المحتفى بهم اليوم”.
واضافت: “في عالم التطورات المتسارعة، علينا أن نشارك في انسنة التعليم وإعداد شابات وشبان يمتلكون التفكير المنطقي والخلاق والأخلاقي وتزويدهم بذخيرة فكرية تمكنهم من ممارسة مواطنيتهم المخلصة لبناء لبنان”.