الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / قمة المناخ في القاهرة بغياب بايدن وبوتين وبينغ «ملتقى إقليمي» …وميقاتي يلتقي الرئيس القبرصي

قمة المناخ في القاهرة بغياب بايدن وبوتين وبينغ «ملتقى إقليمي» …وميقاتي يلتقي الرئيس القبرصي

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة ” البناء “

تراجع الإهتمام من المستوى الدولي الى المستوى الإقليمي بقمة المناخ التي تستضيفها القاهرة ، والتي ثبت غياب الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ ، ولن يعوض ذلك أن يطل بايدن على القمة في ختامها بعد أيام وبعدما تنتهي الإنتخابات النصفية الأميركية ، ما جعل القمة تتحول الى ملتقى إقليمي ، تطغى على هامشه اللقاءات حول قضايا المنطقة ، وفي هذا السياق كان لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الرئيس القبرصي للتأكيد على النوايا الإيجابية المتبادلة تجاه ترسيم الحدود البحرية .

دوليا الإهتمام مركز على مشهد الانتخابات الأميركية النصفية في ظل ترجيحات فوز الجمهوريين بأغلبية نواب مجلسي النواب والشيوخ، وأغلب مناصب حكام الولايات، ما يمنحهم قدرة شل رئاسة بايدن خلال نصفها الثاني، والتهيئة للإنتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024 والتي يستعد الرئيس السابق دونالد ترامب لخوض غمارها بوجه سعي بايدن لولاية ثانية ، ووفقا لتصريحات قادة الحزب الجمهوري يبدو أن الدعم المالي الأميركي لحرب أوكرانيا سيكون أول ما تستهدفه الأغلبية الجمهورية المرتقبة في الكونغرس بمجلسيه.

إقليميا لا تزال ترددات فوز بنيامين نتنياهو في إنتخابات الكنيست في كيان الإحتلال الحدث الأبرز ، والتساؤلات المطروحة ليست حول شكل حكومته المعلوم سلفا انها ستضم تجمعات اليمين المتطرف ، لكن الأسئلة حول ثلاثة عناوين ، الأول هل سيمنح مناصب أمنية وعسكرية في الحكومة لرموز اليمين المتطرف وفي مقدمتهم ايتمار بن غفير ، وهو ما يعتقد المتابعون في وسائل إعلام الكيان ، أن تحفظات أميركية وأوروبية تحول دونها بالإضافة الى تحفظات المؤسسات العسكرية والأمنية، والثاني حول كيفية تعامل نتنياهو مع العجز الإسرائيلي عن خوض المزيد من الحروب ، وهو ما اختبره نتنياهو في نهاية ولايته الأخيرة أثناء معركة سيف القدس ، وإحجامه عن مواصلة الحرب وقبوله بوقف النار بأي ثمن، والسؤال الثالث كيف سيترجم نتنياهو وعوده تجاه تعطيل اتفاق ترسيم المناطق البحرية اللبنانية الذي وصفه نتنياهو بإتفاق الاستسلام لحزب الله، سواء تهديده بالانسحاب من الاتفاق او بكلامه لاحقا عن معاملته مثل اتفاق أوسلو الذي لم يحترم نتنياهو بنوده بوقف الاستيطان ، واحترام خصوصية القدس وعدم الإقدام على اجراءات احادية قبل التوصل إلى اتفاق نهائي حولها. وتجزم المصادر المتابعة لمسار الإتفاق ان نتنياهو لن يجرؤ على المساس ببنوده او انتهاكها كما فعل مع اتفاق أوسلو ، لأنه يعلم سلفا ان ذلك يعني التورط في حرب يخشاها ويعلم نتائجها الكارثية ، وهذا هو مضمون ما تبلغه من الأميركيين ، وما شكل جوهر نصيحتهم .

لبنانيا كان اللقاء الذي رعته السفارة السعودية في الأونيسكو تحت عنوان منتدى الطائف وحضرته أغلب القيادات السياسية أو تمثلت فيه ، باستثناء حزب الله ، والرئيس سعد الحريري ، بصورة طرحت أسئلة حول التناقض بين جوهر اتفاق الطائف القائم على التوافق ، ومدى قدرة السعودية على التصرف كمرجعية للطائف والتوافق في ظل موقف عدائي من مكونين سياسيين رئيسيين في طائفتين رئيسيتين، بينما بقي الجمود في الملف الرئاسي مع إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري العزوف عند دعوته للحوار طلبا للتوافق ، وهو ما أعلن بري أن أسبابه تعود إلى الشروط التعجيزية لحزب القوات اللبنانية بطلب دعوة ال 128 نائبا الى طاولة الحوار ، وتحفظات التيار الوطني الحر ، ودعا بري الى اعتماد التشاور بين الكتل النيابية بديلا للحوار ، طالما ستكون هناك جلسة انتخاب أسبوعية ، يتيح التشاور بين الكتل بين جلسة وأخرى ، إحراز تقدم نحو انتخاب الرئيس ، وفي هذا السياق وضعت مصادر نيابية اللقاء الذي جمع رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بالرئيس بري ، وقال عنه جنبلاط أنه تضمن تداولا بالأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية .

 

بانتظار ما سيحمله هذا الاسبوع على الصعيد التشريعي حيث تعقد الثلاثاء جلسة للجان المشتركة للبحث في مشاريع واقتراحات قوانين ابرزها الكابيتال كونترول، في حين تعقد الخميس جلسة خامسة لانتخاب رئيس للجمهورية ستخلص الى النتيجة نفسها التي خلصت اليها سابقاتها طالما ان الحوار الذي كان يفترض ان يبدأ حول الانتخابات الرئاسية اطاح به التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، اتجهت الانظار في عطلة الاسبوع الى الأونيسكو إلى مؤتمر إحياء الذكرى الـ الثالثة والثلاثين لتوقيع اتفاق الطائف بإشراف السفير السعودي في بيروت وليد بخاري وبمشاركة رئيس الحكومة وحشد من الوزراء والنواب والقوى السياسية والفاعليات.

واعتبر السفير السعودي وليد البخاري «أن قيادة المملكة الرشيدة تحرص على الحفاظ على أمن واستقرار ووحدة لبنان، والأهم في هذا التوقيت هو ان نحافظ على الوفاق الوطني الذي هو تجسيد لمرحلة مر بها لبنان وشعبه الشقيق». واليوم في أمس الحاجة الى ان نجسد صيغة العيش المشترك في ركائزه الأساسية التي عالجها اتفاق الطائف وخاصة في تحديد محورية الكيان اللبناني والحفاظ على هوية لبنان وعروبته. ولقد حرصت المملكة وتحرص والمجتمع الدولي الذي يتمسك بمضمون اتفاقية الطائف من منطلق الحفاظ على صيغة العيش المشترك والبديل لن يكون الا مزيدا من الذهاب الى المجهول.. واكد البخاري ليس هناك أي نية فرنسية في طرح دعوة أو نقاش طائف أو تعديل دستور.

وفيما غاب التمثيل الاميركي والفرنسي عن المنتدى حضرت الامم المتحدة عبر المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي دعت إلى «شحذ الهمم لتطبيق اتفاق الطائف التاريخي بما يضمن استقرار لبنان». وأشارت إلى أن «الاتفاق وضع نظاماً سياسياً جديداً يلبّي طموحات اللبنانيين من خلال تبني الإصلاحات وتنفيذها وتأسيس الانتماء الوطني».

وبحسب مصادر دبلوماسية لـ«البناء» فإن هناك تفاهما اميركيا – سعوديا على اهمية اتفاق الطائف، واعتبرت ان الغياب الاميركي عن المنتدى لا يعني ان واشنطن في صدد تغيير النظام، انما تدعم هذا الاتفاق ويجب تطبيق بنوده كاملة، ورأت المصادر ان الاهمية اليوم في لبنان تكمن في ضرورة الاسراع في الاتفاق على انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتطبيق الاصلاحات المطلوبة من لبنان.

ولفت عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق إلى أن «أحدا لم يطرح تغيير الطائف، ونرى أن استخدام هذه القضية، هو للتغطية على التدخلات الخارجية التي تمنع الحوار بين اللبنانيين، وتمنع انتخاب رئيس توافقي، ونحن لن نسمح لأي دولة خارجية أن تمارس وصاية على لبنان، أو أن تحدد مواصفات الرئيس، الذي من المفروض أن يكون توافقيا ووطنيا بمواصفات وطنية مئة بالمئة، فهكذا نخرج من الأزمات، وغير ذلك، نزيد الأزمات تعقيداً».

الى ذلك أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري في دردشة مع الصحافيين أنه حاول استمزاج آراء جميع الكتل قبل توجيه الدعوات بشكل رسمي، وبعد أن أوضحت كتلتا القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر رفضهما لفكرة الحوار، تراجع عن الموضوع.

وقال بري: «وضعت القوات اللبنانية شرطاً تعجيزياً وهو دعوة 128 نائباً إلى جلسة الحوار فيما تحفظ التيار عن الطرح».

 

وأضاف: «التراجع عن فكرة الحوار لا يعني نعي التوافق السياسي، وقد أعلنت أنه سيكون هناك جلسة إنتخابية كل أسبوع، وعلى الأطراف أن تتشاور خلال الفترة الفاصلة بين الجلسة والأخرى للوصول إلى التوافق». وردا على سؤال حول اسم مرشح كتلة التنمية والتحرير قال بري: «اجدد التأكيد على المواصفات التي حددتها في خطاب ذكرى تغييب الأمام الصدر في صور من دون نقصان وهذه المواصفات هي؛ ان يكون الاسم صاحب حيثية اسلامية ومسيحية ووطنية وان يكون عامل جمع وليس تفرقة».

وقال بري لم اتغيب عن منتدى الطائف وكان هناك ممثل عني وممثل عن كتلة التحرير والتنمية لكن عريف الحفل هو من غيبنا.

وكان بري اجتمع في عين التينة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي قال «التواصل مستمر مع الصديق والحليف والتاريخ، وأخيراً بإمكاننا تهنئة الرئيس بري على جهوده بالترسيم بعد 9 سنوات».

وكشف جنبلاط: «اتفقنا أن لا يكون هناك مرشح تحدٍّ، والرئيس بري لم يتراجع عن الحوار إنما بعض الفرقاء رفضوه وهذا خطأ».

واعتبر جنبلاط أن «أهم شيء أن نصل إلى الاستحقاق الرئاسي ونستعرض الأسماء ومرشحنا هو النائب ميشال معوض، وثمّة فرقاء آخرون في البلد فليتمّ التداول بأسماء أخرى وقد يكون معوّض أحدها».

اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان رئيس الجمهورية ليس لزوم ما لا يلزم، وليس حاجب الجمهورية، بل هو حاكم الجمهورية والمشرف على انتظام عمل مؤسساتها. وتوجه الراعي خلال قداس الاحد الى النواب بالقول: «تريدون لبنان كيانا واحدا؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون دولة لبنان الحديث؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون استمرار صيغة الشراكة الوطنية؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية. تريدون لبنان أن يلعب دوره التاريخي والمستقبلي؟ انتخبوا رئيسا للجمهورية.وأنتم أيها المسؤولون عن حصول الشغور الرئاسي، والمسؤولون اليوم عن انتخاب رئيس جديد، فلم تتأخرون وتسوّفون وتتهرّبون وتعطلون؟ ولم تحجمون وتتريثون وتتقاعسون؟ ربما لا تملكون حرية القرار، فما قيمة نيابتكم؟ وإذا كنتم أحرارا في قراراتكم، فجريمة ألا تفرجوا عن قراركم الحر، وتنتخبوا رئيسا جديدا حرا. ثم ما قيمة تمثيلكم للشعب، إذا لم يكن على رأس الجمهورية رئيس؟»

ودعا البابا فرنسيس السياسيين اللبنانيين، إلى «تنحية مصالحهم الشخصية والتوصل إلى اتفاق لملء فراغ السلطة في بلد يعيش أزمة، حيث لا يوجد رئيس حاليا. وقال البابا خلال عودته من رحلته إلى البحرين: «أدعو السياسيين اللبنانيين إلى تنحية مصالحهم الشخصية، والالتفات إلى البلد والتوصل إلى اتفاق». وأضاف: «لبنان يسبب لي الألم.. لبنان ليس بلدا، لبنان رسالة لها معنى كبير لكنه يتألم حاليا». وتابع: «لا أريد أن أقول أنقذوا لبنان، بل أقول ساندوا لبنان.. ساعدوا لبنان على وقف انهياره».

وبعد الجزائر توجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى مصر امس للمشاركة في «مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27»، الذي سيعقد على مدى يومين في شرم الشيخ، بدعوة مشتركة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والامم المتحدة. ويضم الوفد اللبناني الى المؤتمر وزير البيئة ناصر ياسين وسفير لبنان لدى مصر علي الحلبي.

وستكون للرئيس ميقاتي مداخلة في جلسات عمل المؤتمر، كما سيعقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع عدد من القادة والرؤساء والمسؤولين، استهلها امس بلقاء

الرئيس القبرصي اناستاسيادس الذي أكد «على ضرورة متابعة ملف الترسيم البحري بين البلدين الذي توقف عام 2007». اما ميقاتي فشدد «على العمل من قبل وزير الاشغال لمتابعة نتائج زيارة الوفد القبرصي الى لبنان قبل ايام»، مشددا «على أن لا عراقيل في هذا المجال».

وأكد الرئيس القبرصي وميقاتي «اهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وضرورة تطويرها في كل المجالات لا سيما في مجال الطاقة».

وعلى صعيد جلسة الثلاثاء التشريعية، تؤكد مصادر نيابية ان الامور لا تزال غير واضحة لناحية اقرار الكابيتال كونترول خاصة ان مواقف الكتل المعارضة مع النواب التغييريين تصب في خانة رفض إقرار الكابيتال كونترول من دون خطة التعافي. وقالت المصادر لـ«البناء» إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري حريص على اقرار كل الاقتراحات والمشاريع المتصلة بالاصلاحات المطلوبة من المجلس النيابي. ورأت المصادر ان عدم اقرار الكابيتال كونترول حتى اليوم يعود الى اسباب سياسية او تجاذبات سياسية لا علاقة بمضمون الكابيتال الكونترول الذي أدخلت عليه تعديلات كثيرة ليتلاءم مع الواقع الراهن.”