الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / ابراهيم: لا خلاص إلا بدولة تستعيد دور لبنان الرسالة

ابراهيم: لا خلاص إلا بدولة تستعيد دور لبنان الرسالة

مجلة وفاء wafaamagazine

زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على رأس وفد من المديرية دير مار يوحنا الصابغ في الخنشارة، مهد الرهبانية الباسيلية الشويرية.

 

وكان في استقباله الرئيس العام للرهبانية الأرشمندريت برنار توما ، رئيس اساقفة حمص وحماه ويبرود للروم الملكيين الكاثوليك المطران عبدو عربش وجمهور الدير ورؤساء بلديات الخنشارة والجوار اسعد الرياشي، بكفيا والمحيدثة نيكول الجميل، غابة بولونيا ووطى المروج جورج كفوري والشوير وعين السنديانة حبيب مجاعص.

 

والقى الارشمندريت توما كلمة رحب فيها باللواء ابراهيم والوفد المرافق وقال: “الترحيب إفصاح عن طيب المشاعر، وإبراز للعواطف في مجالات الأخوة والصداقة والتعارف فأهلا وسهلا ومرحبا بكم، في ربوع دير القديس يوحنا الصابغ، مهد الرهبانية الباسيلية الشويرية، الحصن المنيع لقيم التضحية والعطاء في خدمة الإنسان والمجتمع برسالة المحبة والسلام، ومنارة الإرشاد للسائرين إلى طريق الخلاص وشاطئ الأمان”.

 

اضاف: “فرحة كبيرة يا سعادة المدير العام أن تزور مع وفدكم الكريم ديرنا، القلب النابض في هذه المنطقة المتنية، العابق بعطر القداسة، وفرح الصلاة، وتفاني العمل في خدمة الإنسان والكنيسة. الذي لعب ويلعب دورا بارزا في رفع مستوى الحياة الروحية وتنمية المجتمع اللبناني والمتني خصوصا، فكان لرهبانه اللمع صولات وجولات في مختلف الميادين والحقول، فتجلوا في الدين والخدمة الروحية، في التعليم والتربية والخدمة الإجتماعية، في العمران واستصلاح الأراضي، في إبداع الحرف العربي مع الزاخر، رائد فن الطباعة الذي أيقظ الشرق على ضجة العبقرية الفكرية، في العلم والتأليف”.

 

وتابع: “لفرحة كبيرة أن نستقبلكم بحضور أعزائنا رؤساء بلديات بلدات جيرة ديرنا، يا سعادة المدير العام أنتم القائد الذي عمل ويعمل على رأس مؤسسة الأمن العام بكل عزم وحزم وتفان، من دون كلل ولا ملل في سبيل خدمة وطننا الحبيب لبنان. فواكب عملك الكثير من الأخطار منذ طلوع الشمس حتى سكون الليل، كلفت بالكثير من الملفات الدقيقة والحرجة، داخليا وخارجيا، كنت المفاوض الحكيم والجريء، أقولها كلمة حق، وأمام السماء والأرض، إنك، يا أيها الـمرحب به بديرنا الأم، لواحد من هؤلاء الكبار، الـمنعم عليهم، والـمنعم علينا بهم، وقد رأينا ولمسنا فيك، يا ابن وطننا الحبيب لبنان، روح مقدام، ومصداقية وانفتاحا على الجميع، ثابت الخطوات، لم تبرد لك همة ولم يلن لك عود، جهدك موصول وعطاؤك موفور، فما اقترب منك أحد، إلا وتحسس فيك، أخلاق سامية، وهالة من الصلابة في الحق والكرامة والشرف. ومهابة مقرونة بتوقد الذكاء وسداد الرأي، وغيرة وتفانيا بلا حدود على الوطن، وحكمة الأولياء، وثقابة نظر العقلاء، وتضحيات الشهداء”.

 

وأشار الى ان “الرهبانية الباسيلية الشويرية، بمراكزها المنتشرة، هي في صلب كنيسة لبنان، بما لها من نشاط ديني وروحي وتربوي وثقافي وإجتماعي وإقتصادي، لا تزال ماضية في طريق الجد والعمل لمجده تعالى وخدمة الكنيسة وأخينا الإنسان والوطن، فأقول لكم مع بيان مجلس البطاركة والمطارنة الكاثوليك “أن لبنان يتعرض اليوم لأزمة خطيرة تهدد كيانه وهويته، لكن لا خوف عليه لأنه حقيقة حية في التاريخ… إنه وطن لجميع أبنائه، بلد التعددية والحوار والعيش المشترك، إنه أكثر من وطن إنه رسالة، وهذا ما عبر عنه القديس البابا يوحنا بولس الثاني، في الإرشاد الرسولي “رجاء جديد للبنان”. هو رجاء يتجدد كل يوم ويبنى على المسيح المصلوب والقائم من الموت، هو رجاء لا يخيب. من هنا واجبنا أن ننقل هذا الرجاء إلى شعبنا، وإلى شبابنا بنوع خاص، بالرغم من الأوضاع المأسوية التي نمر بها، وندعوهم ليصمدوا في الرجاء”.

 

وختم: “نحن جميعا، يا سعادة اللواء، نفتخر بك وبأمثالك ونفاخر ونعتز، وندعو لك من أعماق القلب بمزيد من التألق والعطاء، وبكل الخير والتوفيق والعافية، أطال الله، عز وجل، في أيامك الثمينة وحفظك وجميع معاونيك، بشفاعة النبي يوحنا شفيع هذا الدير، دوما على أحسن ما يرام”.

 

ورد اللواء ابراهيم بكلمة قال فيها: “إنه لمن دواعي سروري واعتزازي أن اكون بينكم وفي ضيافتكم اليوم، في هذه الرهبانية الكاثوليكية التي تمتد جذورها ونذورها المؤبدة الى القرن السابع عشر، والتي عرفت بإسم الرهبانية الحناوية نسبة الى دير مار يوحنا الصابغ الاثري الموجود في هذه البلدة المتنية العزيزة بلدة الخنشارة، التي جعلت كل وجودها “في خدمة الروح والفكر والكلمة”. فإن كان لبنان هو بلد الحرف، فمن هنا انطلقت أول مطبعة عربية لتخليد الحرف ونقله كالجوهرة من جيل الى جيل”.

 

اضاف: “اسمحوا لي، في هذا اللقاء المبارك بوجودكم، ان استذكر إبن مدينة حلب السورية مطران فلسطين، المطران الراحل هيلاريون كبوجي، الذي امتلك كامل الشجاعة في الدفاع عن قدس قضايانا وبالكلمة”.

 

وقال: “ما يحدو على الأمل والرجاء، بقيامة الوطن، هو إصرار هذا الشعب في صبره وصموده وتمسكه بأرضه، وعلى ايمانه بأهمية التفاعل الحضاري والثقافي والديني، المفضي الى تمتين اواصر العيش المشترك الواحد. أي العيش معا، فجعل من لبنان رسالة اكثر منه وطنا، وجعله النموذج الذي اراده الله في وجه أباليس، يروجون لنظرية صراع الحضارات والاديان كنهاية حتمية لهذا العالم. فجعله مدرسة في الانفتاح والتلاقي، يرفض الدخول في شرنقة الانعزال او شرنقة الاختناق. وها نحن ايها السادة الكرام على بعد مسافة قصيرة من عيد الاستقلال التاسع والسبعين، نتمنى ونعمل على ان تمر المناسبة ولبنان قد اكتمل عقده المؤسساتي بوجود رئيس جديد يبلسم جراح هذا الوطن”.

 

وتابع: “القلق الذي ينتاب اللبنانيين في خضم هذه العاصفة التي ما زالت تستوطن بلادنا والمنطقة، يفرض على كل المسؤولين العودة الى التعالي عن كل الخلافات، واعتماد لغة الحوار البناء، والعمل من اجل اعادة بناء دولتنا، والعيش فيها بسلام واستقرار لأنها الضامن الوحيد بعد الله، ولا خلاص او مستقبل لأولادنا في لبنان او في بلاد الاغتراب، إلا من خلال دولة حديثة، تستمد قوتها من شعبها، وتستعيد دورها الفريد والمميز في هذه المنطقة وفي العالم الذي لا يمكن ان يضطلع به إلا لبنان – الرسالة، لبنان التجربة الانسانية التي يجب المحافظة عليها لتبقى نموذجا لكل العالم، لأنها إذا سقطت ساد التوحش المادي وفقدت البشرية قيمة وجودها المنبعث من إنسانية هي من صنع الله وإرادته”.

 

وختم ابراهيم مجددا شكره “للارشمندريت توما، والآباء الاجلاء هذه الدعوة الكريمة، واللقاء المميز المبني على الخير من أجل لبنان وطن الانسان”.

 

بعدما تبادل توما وابراهيم الدروع التذكارية كانت جولة في ارجاء الدير حيث قدم الرئيس العام السابق للرهبانية الأرشمندريت بولس نزها شرحا فصلا عن المراحل التأسيسية للرهبانية التي انطلقت عام 1696 وآثار الدير التاريخية منها كنيسة مار نقولا والمكتبة القديمة والمطبعة وهي المطبعة العربية الاولى في لبنان التي انشأها الشماس عبد الله الزاخر والتي ما تزال محفوظة بكاملها حتى الآن.

 

واختتمت الجولة بمأدبة غداء على شرف اللواء ابراهيم والحضور.