الأخبار
الرئيسية / آخر الأخبار / نشأ فقيرا وكسر المحرمات.. تعرّفوا الى محطات بيليه

نشأ فقيرا وكسر المحرمات.. تعرّفوا الى محطات بيليه

مجلة وفاء wafaamagazine

فاقت إنجازات أسطورة الكرة البرازيلي الراحل بيليه، كل التوقعات، وجعلته في نظر الكثيرين “أعظم من ركل كرة قدم”، إلا أن ما يجهله البعض هو أنه كان “يشع بالحياة” خارج الملاعب أيضا، ومر بمراحل مختلفة في حياته الشخصية، جعلتها بنفس الإثارة.

 

لا شك في أن إنجازات بيليه على الملعب كانت غير مسبوقة، ولا تزال إلى يومنا هذا بعيدة المنال بالنسبة لمعظم لاعبي الكرة، إذ بدأت مسيرة التهديف التي لا هوادة فيها، في سن الـ15، وبحلول سن الـ17 فاز مع فريقه بكأس العالم، وكان من شأنه أن يلهم البرازيل لتحقيق انتصارين آخرين عامي 1962 و1970.


وبحلول نهاية مسيرته الكروية، كان قد أحرز 1279 هدفا في 1363 مباراة، وهو رقم قياسي سُجل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، رغم اعتراض البعض، كونه يتضمن مباريات ودية.


لكن ما لا يدركه كثيرون، هو أن حياة بيليه خارج الملعب كانت مفعمة بالأحداث، إذ امتدت لمجالات السياسة والفن والثقافة الشعبية، وحطم خلالها بعض “المحرمات”، وحظي بـ3 زوجات و7 أبناء.


نشأ إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو، المعروف بـ”بيليه”، في الأحياء الفقيرة لتريس كوراكويس، وتجرع حب كرة القدم منذ الطفولة على يد والده، لاعب الكرة جواو راموس دو ناسيمنتو، الملقب بـ”دوندينو”. اعتمادا على جينات كرة القدم التي ورثها من والده، كان بيليه يلعب عادة في الشوارع بجورب محشو بالصحف ومربوط بالخيط، أو بثمرة “غريب فروت”.


ومن تلك الشوارع إلى أكبر ملاعب كرة القدم، تألق بيليه طوال مسيرته، إلى درجة دفعته للعودة إلى الملاعب بعد عامين من شبه التقاعد، وذلك بالتوقيع لـ”نيويورك كوزموس” عام 1975، ليلعب في دوري أميركا الشمالية لكرة القدم (NASL).


وجعلت شهرة بيليه اسمه مألوفا، حتى في الولايات المتحدة التي لا تحظى فيها هذه الرياضة بشعبية كبيرة، وأصبح لديه “مشجعون” في البيت الأبيض، وتحديدا الرئيسان ريتشارد نيكسون وجيمي كارتر.


أما بالنسبة للحياة العاطفية لنجم الكرة الراحل، فقد اتسمت بالتقلب، بدأها بالزواج لأول مرة عام 1966 من روزميري دوس ريس تشولبي، وأنجبا ابنتان وصبي هم كيلي وجنيفر وإدسون.


وحُكم على الابن، المعروف باسم إدينو، بالسجن 33 عاما بتهم غسيل الأموال وتهريب المخدرات عام 2014، لكن تم تخفيض هذا إلى 12 عاما و10 أشهر عند الاستئناف.


وزار بيليه ابنه عدة مرات في السجن، بعد أن أصر عند اعتقال إدينيو لأول مرة على أنه “لا يوجد دليل” ضده.


وانتهى زواجه الأول عام 1982، ثم ارتبط اسمه بالعارضة ومقدمة البرامج التلفزيونية البرازيلية ماريا دا غراسا منغل، المشهورة بلقب “شوشا” Xuxa، وهي علاقة استمرت لنحو 6 سنوات، وأثارت الكثير والكثير من الجدل، ليس فقط لأنهما كانا من عرقين مختلفين (كانت بيضاء البشرة)، وإنما بسبب فرق العمر الكبير بينهما. وبدأ بيليه في مواعدة العارضة عندما كانت لا تزال مراهقة، إذ كان هو في الأربعين من عمره، وهي في الـ17.


لكن في نيسان 1994، تزوج من عالمة النفس ومغنية الأغاني الدينية، أسيريا ليموس سايشوس، التي أنجبت توأمان هما جوشوا وسيليست، عام 1996.


وانفصل الزوجان سنة 2008، وتزوج بيليه للمرة الثالثة في تموز 2016 من مارسيا أوكي، عن عمر ناهز 75 عاما، بينما كانت هي في الـ41 من العمر، وهي يابانية برازيلية عملت في استيراد المعدات الطبية.


ولدى بيليه طفلان آخران على الأقل من علاقات خارج إطار الزواج، ورفض الخضوع لاختبارات الحمض النووي لإثبات أنه والد ساندرا ماتشادو، المولودة من علاقة غرامية مع الخادمة أنيزيا ماتشادو عام 1964.


وفازت ساندرا بالحق في استخدام لقب بيليه ناسيمنتو عام 1996، بعد معركة قانونية استمرت 5 سنوات.


واعترف بيليه بابنة أخرى، هي فلافيا كورتز، التي أنجبها بعد علاقة غرامية مع الصحفية لينيتا كورتز عام 1968.


وكانت مواهب بيليه تتعدى حدود المستطيل الأخضر، إذ كانت هناك العديد من الأفلام والأفلام الوثائقية المعتمدة حول حياته، لكن قدراته التمثيلية برزت بشكل واضح في فيلم Escape to Victory الذي شارك ببطولته سنة 1981، إلى جانب مايكل كين وسيلفستر ستالون، وتدور قصته حول فريق كرة قدم من سجناء الحلفاء الذين خرجوا من ألمانيا النازية.


كما عزف بيليه الغيتار، وأصدر أغنيات فردية وألبومات من موسيقاه الخاصة. ومن أغنياته الحديثة واحدة بعنوان “استمع إلى الرجل العجوز”.


هذا وانخرط بيليه في السياسة، وشغل منصب وزير الرياضة في البرازيل بين عامي 1995 و1998. وكان أيضا سفيرا لليونسكو واليونيسيف، وكذلك سفيرا للأمم المتحدة للبيئة. لكن لم يكن الأمر دائما سلسا، إذ كان هناك خلافات تتعلق بالفساد مع مدير كرة القدم البرازيلي، ريكاردو تيكسيرا، بشأن حقوق البث التلفزيوني لكأس العالم 1994 بعد أن تم تجاهل شركة البث الخاصة بيليه.


وتوترت العلاقة بين اللاعب الأسطوري والرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، جواو هافيلانغ، في العام ذاته، بسبب انتقادات وجهها بيليه في التلفزيون الرسمي لهافيلانغ وتيكسيرا، متهما إياهما بالضلوع في الفساد. وأدت هذه الانتقادات إلى طرد بيليه من حفل قرعة مونديال 1994 في أميركا، لكنه نجح في “الثأر” سريعا، بعد أن أصبح وزيرا للرياضة في البرازيل، وأصدر تشريعات لا تروق كثيرا لهافيلانغ.


وشارك بيليه في إعلانات تجارية للكثير من المنتجات، مما أثار انتقادات له من قبل البعض، باعتبار أنه “يضر بمسيرته الكروية المبجلة”.


وفاجأ أسطورة البرازيل الكثيرين، عندما وافق على الظهور في إعلانات للترويج لدواء “الفياغرا” الذي تنتجه شركة “فايزر”، وهو أمر لم يكن يتم التطرق له بصورة علنية، ويعتبر النقاش في مثل هذه “المشكلات الجنسية الرجالية” من “المحرمات”.


لكن بيليه، الذي أصر على أنه لم يستخدم الدواء بنفسه أبدا، قال إنه يريد “تحطيم المحرمات” المتعلقة بتلك المشكلة التي يعالجها الدواء.


كما روّج في وقت مبكر من عام 1981، للعبة الفيديو الخاصة به لكرة القدم، على جهاز “الأتاري”، إلى جانب إعلانات لمطاعم وشركات مثل “سابوي” و”كوكاكولا”.


وتشير التقديرات إلى أن الدخل السنوي لبيليه خلال مسيرته الكروية بلغ حوالي 150 ألف دولار، حيث تعززت ثروته بشكل كبير من خلال عقده البالغ 2.8 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات في نيويورك، في نهاية أيام لعبه.


لكن بعد التقاعد، كان لا يزال يقبل عددا كبيرا من الإعلانات والصفقات التجارية المربحة، ويقدر أنه حصد 14 مليون دولار من خلال القيام بذلك.