مجلة وفاء wafaamagazine
إنّ التوتر هو استجابة طبيعية لمحفّز معيّن، مثل الشجار مع أحد الأشخاص، والقلق دليل على ردّ فعل الجسم لهذا الإجهاد. وفي حين أنّ القلق يمكن أن يستمرّ لفترة كافية للتأثير في طريقة العيش، إلّا أنّ تعديل نمط الحياة قد يُسهّل القدرة على إدارته.
هناك علاقة بين الطعام المستهلك والمزاج. ووفق مراجعة نُشرت عام 2017 في «EBioMedicine»، إنّ النظام الغذائي قد يؤثر في اضطرابات نفسية شائعة بما فيها القلق.
وفي ما يلي أبرز المشروبات والمأكولات التي تُفاقم مستويات القلق، إستناداً إلى اختصاصية التغذية كاترين غيرفاسيو، من الفلبين:
– القهوة والشاي
تشتهر مادة الكافيين بقدرتها على تزويد الإنسان بالنشاط واليقظة. ومع ذلك، إنها قد تؤدي أيضاً إلى التوتر والقلق من خلال رفع معدلات بعض الهورمونات مثل الكورتيزول، والدوبامين، والأدرينالين. وجدت دراسة نُشرت عام 2021 في «Cureus» أنّ أعراض القلق والكآبة التي واجَهها طلاب الجامعة رُبطت بارتفاع جرعة الكافيين المستهلكة.
– الصودا
تحتوي عبوة واحدة من الصودا العادية على كمية عالية من السكّر تبلغ نحو 9 ملاعق صغيرة. وبحسب مراجعة صدرت عام 2019 في «Neuroscience and Biobehavioral Reviews»، رُبطت كثرة السكّر بتغيير وظائف الدماغ وتحفيز أعراض القلق والكآبة.
– مشروبات الطاقة
إنها عبارة عن مزيج من الكافيين، والسكّر أو بدائله، والفيتامينات، والأحماض الأمينية. بينما يُنظر إليها غالباً على أنها الحلّ لقلّة التركيز، ويمكن لمشروبات الطاقة أن تُعرقل المزاج وتسبّب الأرق، والقلق، وأوجاع المعدة.
– الكحول
تضمن الكحول الاسترخاء في بادىء الأمر، لكنها قد تؤدي لاحقاً إلى زيادة القلق. والأسوأ يكون إذا تمّ احتساء الكحول وتناول أدوية تعالج القلق، حيث قد تتفاعل هذه المشروبات بطريقة سلبية. من جهة أخرى، ترفع الكحول البكتيريا في الأمعاء، الأمر الذي يحفّز الالتهاب. ولقد ثبُت وجود علاقة بين الأمعاء والدماغ، وقد تؤدي هذه التغيّرات في الأمعاء إلى اضطرابات في وظائف الدماغ وأعراض القلق.
– السناكات المصنّعة
يميل الأشخاص الذين يعانون التوتر غالباً إلى الأطعمة السريعة بدلاً من المنتجات الطبيعية. إنّ اللجوء إلى كيس التشيبس أو لوح الشوكولا أو الدوناتس قد يكون بمثابة مُهدّئ سريع عند الشعور بالضغط، لكنّ الافراط في المأكولات فائقة التصنيع مرتبط بمستويات أعلى من التوتر. تحتوي هذه المواد على مكوّنات كثيرة بما فيها الدهون، والسكّريات المضافة، والصوديوم التي تؤدي كلها إلى إجهاد فسيولوجي.
– المقالي
تختبئ الدهون المتحوّلة والمهدرجة في أطعمة مقلية كثيرة كالبطاطا المقلية وأجنحة الدجاج. رُبطت هذه المواد السيّئة برفع خطر الكآبة، بالإضافة إلى عدم توازن كيماويّات الدماغ التي تسبّب تغيّرات في المزاج مثل العصبية والقلق.
– اللحوم المصنّعة
رُبط تناول الكثير من اللحوم الحمراء وتلك المصنّعة مثل النقانق، ولحم الخنزير المُقدّد بزيادة خطر الكآبة والقلق. ويُنصح باستبدال هذه المنتجات الحيوانية بمأكولات مثل ثمار البحر، والفاصولياء، والعدس لخفض كمية الدهون المشبعة.
– منتجات الدايت مع الأسبرتام
أظهرت مراجعة نُشرت عام 2018 في «Journal of Clinical Neuroscience» علاقة بين المُحلّي الصناعي المعروف بالأسبرتام وصحّة الدماغ. إنه مخبأ في منتجات غذائية كثيرة مثل العلكة الخالية من السكّر والعصائر قليلة الكالوري. وتكمن المشكلة في أنّ الأسبرتام يرفع مستويات الكورتيزول في الدم، وقد رُبط بزيادة خطر الكآبة واضطرابات القلق.
إذاً، إلى أيّ مأكولات يمكن اللجوء عند معاناة القلق؟ أوصَت غيرفاسيو بـ»التركيز تحديداً على الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة كالشوفان، ومصادر الأوميغا 3 مثل السلمون والجوز والسردين، والأطعمة المخمّرة كالكفير واللبن، والبهارات مثل الكُركُم التي ثبُت كلها أنها تساهم في خفض أعراض القلق».