مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت وفاء بيضون
ونحن على مشارف انقضاء شهر رمضان وقرب حلول عيد الفطر المبارك الذي من المفترض أن يكون فطرًا سعيدًا على الصائمين خصوصًا واللبنانيين عمومًا ، وذلك في ظل تسارع وتيرة الانهيار الاقتصادي والمالي الذي يفتك بالهيكل النفسي والمادي للمواطن المتروك لمواجهة مصيره يصارع للبقاء فيه على قيد الكرامة ، فيما التمادي السياسي لدى الجهات المعنية لاتخاذ قرارات مصيرية إنقاذية عبر إقرار خطة شاملة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
إن المراوحة الداخلية لا تزال سيدة الموقف حيث تقطيع الوقت يتم بتطيير الاستحقاقات وبإجراءات ترقيعية على مستوى الملفات الاقتصادية والمعيشية الطارئة . في هذا السياق تتجه الأنظار اليوم إلى الجلستين :” الأولى تشريعية للبحث في التمديد للانتخابات البلدية والاختيارية مدة لا تقلّ عن أربعة أشهر بحسب الاقتراح المقدّم من نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، أو سنة بحسب اقتراح عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية ” .
والجلسة الثانية ” لمجلس الوزراء الذي سيبحث في الزيادات على رواتب القطاع العام كما في موضوع التمويل للانتخابات البلدية” .
وحسب ما أشارت مصادر مصرفية معنية إلى أن التعديلات في جلسة اليوم تطال حصرًا عملية إصدار النقد، مما يعني تلقائيًا أن الحكومة على وشك اقتراح تشريع بإصدار فئات جديدة من الأوراق النقدية يرجّح أن تحمل قيمتي النصف مليون والمليون ليرة، فيما تتردد معلومات عن توجهات موازية لتعديلات تخص مركزية امتياز الإصدار المحددة بمصرف لبنان المركزي، وبحيث تتحوّل إلى السلطة التنفيذية ممثلة بوزارة المال، أو بالتشارك في القرار والإدارة بين الطرفين.
أما رئاسيًّا ما زال الاستقرار يخيم على المستوى الداخلي، حتى في العواصم المعنية، فالحراك على مستوى الاستحقاق الرئاسي مؤجّل إلى ما بعد الأعياد حيث من المتوقع أن ينعقد اللقاء الخماسي من جديد حول لبنان مع احتمال رفع مستوى التمثيل فيه، مع ما يمكن أن يحمله من مبادرات جديدة على خط بيروت . فيما تؤكد مصادر متابعة أن ” المطلوب رئيس من خارج المنظومة الحاكمة، يجيد إدارة الأزمة اللبنانية باتجاه الحلول ” .
إلى ذلك لا يزال الحدّ الأدنى للأجور والدولار في سباق مستمر، ولكن دائمًا ما تكون الغلبة للأخير وبأشواط عديدة، ما جعل الأجور غير قادرة على التقاط أنفاسها، بخاصة مع التحليق المستمر لأسعار السلع والمحروقات ، فراتب المواطن بالليرة اللبنانية لم يعد يكفيه لتأمين أبسط الاحتياجات حيث باتت كلفة معيشة الأسرة المتقشفة من دون الصحة والاستشفاء في لبنان 39 مليون ليرة شهرياً اي ما يعادل حوالي 400 دولار شهريًا وفق ما نشرته ” الدولية للمعلومات “
ومع انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء بعد الظهر دعا ” المتعاقدون المستقلون ” و ” التيار النقابي المستقل ” إلى المشاركة الكثيفة في الاعتصامات التي دعا إليها المجلس التنسيقي لمتعاقدي القطاع العام في لبنان في المناطق اللبنانية كافة للمطالبة بالعدالة والمساواة والحق في العيش الكريم .