الرئيسية / آخر الأخبار / المواجهة إلى انفلات و”حماس” تتبنى صواريخ الجنوب

المواجهة إلى انفلات و”حماس” تتبنى صواريخ الجنوب

مجلة وفاء wafaamagazine

كتبت صحيفة “النهار” :

بدا لبنان في اليوم الرابع للحرب المتفجرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ولا سيما منها #حركة “حماس”، كأنه في عز السباق الحارق بين الجهود الديبلوماسية لمنع انزلاقه نحو التورط في هذه الحرب، والاختراقات المتكررة المنذرة بهذا التورط من خلال اطلاق الصواريخ من الجنوب والقصف الإسرائيلي عليه. ومع ان وتيرة الموجات المتعاقبة لتبادل القصف الصاروخي والمدفعي ظلت في اطار محدود نسبيا ولم تتسع بعد الى الحجم المنذر بانفجار واسع، فان ذلك لم يحجب العامل الخطير الذي برز امس مع تبني حركة “حماس” توسيع عملياتها انطلاقا من الجنوب عبر تبنيها علنا اطلاق الصواريخ على الجليل وسط تصاعد المخاوف من التفلت للوضع المعبأ والجاهز في أي لحظة لاشعال مواجهات يمكن ان تخرج عن دائرة الضبط. كما ان المواجهات بدأت تتخذ طابعا تدريجيا “نوعيا” لجهة الاستهدافات كما حصل اول من امس في قصف القوات الإسرائيلية موقعا لـ”حزب الله”، ورد الحزب عليه بقصف مراكز قيادية للاسرائيليين ليل الاثنين ومن ثم استهدافه امس دبابة إسرائيلية بصاروخ متطور من طراز كورنيت في مستوطنة افيفيم واحراقها كما اكد مصدران امنيان لـ”رويترز”.

 

اذن هو السباق المفصلي الخطير بين خطر الانزلاق الى الحرب والسعي المحموم الى لجم هذا الانزلاق الامر الذي املى “أخيرا” استنفارا حكوميا ترجم بقرار عقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال جلسة في الرابعة بعد ظهر غد الخميس في السرايا “لعرض المستجدات الراهنة في ظلّ تطوّر الأوضاع على الصُعد كافةً، إضافةً إلى عرض التقرير الدوري حـــول تنفيذ مندرجات قرار مجلس الوزراء رقم 1 تاريخ 11/09/2023 المتعلّق بموضوع النزوح السوري” بحسب بيان صادر عن الامين العام لمجلس الوزراء. واللافت في الدعوة إنها اشارت الى ان “رئيس مجلس الوزراء وعملاً بواجباته الدستورية، وشعوراً منه بالمسؤولية الوطنية، يوجّه هذه الدعوة ويضعها بتصرف جميع السّادة الوزراء للمشاركة في الجلسة المُقرّرة تلبيةً لنداء الواجب الوطني وهم الحريصون عليه، لاسيّما في ظل الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد”.

وعقب توجيه الدعوة اجتمع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مع الرئيس ميقاتي وعرضا تطورات الاوضاع والمستجدات الامنية والسياسية . وبعد الظهر استقبل الرئيس بري السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا التي قطعت إجازة لها على عجل وعادت الى لبنان، حيث جرى بحث للاوضاع والمستجدات في لبنان والمنطقة ومن ثم اجتمعت مع الرئيس ميقاتي بعد الظهر . وعلم ان السفيرة الأميركية نقلت تشديدا على ضرورة عدم انزلاق لبنان الى الحرب وتجنب أي ذرائع ممكن ان تجره الى الوضع المتفجر.

 

وفي اطار المواقف الدولية والمحلية الداعية الى ابعاد لبنان عن المواجهة التقى وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب سفير بريطانيا هاميش كويل وتم البحث في التطورات الاقليمية في غزة ولبنان، وشدد السفير البريطاني على اهمية عدم إنجرار لبنان الى الصراع وبقائه بعيدا عنه. كما عرض بوحبيب مع سفير قطر ناصر القحطاني الجهود القطرية لمساعدة لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية، كذلك تم البحث في الإعتداءات الاسرائيلية على غزة. وبحث بوحبيب مع المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التطورات في الجنوب اللبناني وغزة. كما اطّلعت فرونتسكا من بوحبيب على نتائج زيارته الاخيرة الى نيويورك .

 

مواقف داخلية

اما في المواقف الداخلية البارزة فاعتبر الرئيس ميشال عون انه “لن يقوم سلام ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة طالما أن الشعب الفلسطيني يُقهر ويُظلم وتُسلب أرضه وتُستباح حقوقه”. وأضاف: “والمقاربة الإسرائيلية، القائمة دوماً على مبدأ القوة وسلب الحقوق والتهجير وضرب القرارات والمواثيق الدولية، لن توصل إلاّ إلى مزيد من الحروب. والتاريخ، البعيد منه والقريب، يشهد أن الإنسان الذي يقاتل باللحم الحي دفاعاً عن وجوده، يمكنه أن ينتصر على آلة التدمير مهما بلغ جبروتها”.

 

في المقابل قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “ان ما يجري بين حماس والإسرائيليين هي حرب بكل ما للكلمة من معنى، ولا اعتقد أن الأمور على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ستتسع.” واضاف “ان الحرب بين غزة والإسرائيليين لها حسابات إستراتيجية على صعيد الشرق الأوسط ولا سيما إيران، مشيرا الى ان طالما لا حل للقضية الفلسطينة فالأمور مفتوحة على مختلف المفاجآت ويجب إيجاد حل على قاعدة الدولتين”. ورأى ان “لا شيء إسمه حزب الله بما يجري بين حماس والإسرائيليين والقرار في إيران”. وقال :”علينا العمل لعدم اشتعال جبهة الجنوب وأسجل غيابا كبيرا للحكومة اللبنانية”. واوضح ان “التجاوزات الإسرائيليّة غير مقبولة وحلّ القضية الفلسطينيّة لا يكون بالحروب وبمقولة إزالة إسرائيل”.

 

ولفت حزب الكتائب الى أن “ما حصل في الجنوب يهدد بانزلاق لبنان الى حرب جديدة هو بغنى عنها خدمة لمخطط يهدف لتثبيت معادلات القوة في المنطقة واعطاء الاولوية لمصالح خارجية على حساب المصلحة اللبنانية”.واعتبر “ان استعمال الاراضي اللبنانية وربطها بالساحة الفلسطينية مرفوض جملة وتفصيلا ولا يستطيع ان يتكلم حزب الله أو اي من الفصائل الفلسطينية باسم لبنان حرباً كان ام سلماً لان هذا القرار تملكه الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها. لذا، يحذر الحزب من جرّ لبنان الى المواجهات الدائرة في غزة ويعتبر أن سيادة لبنان “خط أحمر” ويرى الحزب أن أي خطوة متهورة سترتب تبعات لا يجب ان يتحملها لبنان خصوصا في وضعه الحالي حيث طال الإنهيار كل القطاعات والمؤسسات”.

 

تصعيد متدرج

على صعيد الوضع الميداني وبعد نهار هادئ نسبيا أُطلق عصر امس عدد من الصواريخ من الجنوب باتجاه إسرائيل من محيط منطقة القليلة. وكان العامل اللافت في هذا التطور ان الجناح العسكري في حركة “حماس” تبنى علنا في بيان أصدره ليلا اطلاق الصواريخ من #جنوب لبنان على الجليل الغربي مؤكدا انه ماض في ذلك . وأفاد الاعلام الإسرائيلي ان القبة الحديدية اعترضت دفعة صاروخية في منطقة الجليل الغربي، وجرى تفعيل صفارات الإنذار في شلومي وعدد من المستوطنات شمالي إسرائيل.

 

وعلى الإثر، أفيد عن قصف إسرائيلي مدفعي في محيط بلدة الضهيرة الحدودية اللبنانية. واطلقت قوات اليونيفيل صفارات الانذار في مراكزها فيما كان الجيش الاسرائيلي يطلق عدداً من الرشقات المدفعية باتجاه بلدة الضهيرة في مدينة صور والبلدات المجاورة لها رداً على الصواريخ . وقام الجيش الاسرائيلي بقصف محيط بلدات زبقين والقليلة والحنية شرقي مدينة صور واعلن ان 15 رشقة صاروخية انطلقت من لبنان وانه هاجم بالدبابات مواقع مراقبة تابعة لـ”حزب الله” ردا على إطلاق نار من الأراضي اللبنانية . ثم اعلن لاحقا ان مروحية إسرائيلية هاجمت نقطة مراقبة أخرى تابعة ل”حزب الله” بعدما اطلق صاروخ على مدرعة اسرائلية في مستوطنة افيفيم وان الجيش الإسرائيلي جاهز لجميع السيناريوات . واعترف الجيش الإسرائيلي بارتفاع عدد قتلاه في المواجهات التي حصلت الاثنين الماضي عند الحدود مع لبنان الى أربعة .

 

واعلن “حزب الله” مساء انه “ردا على الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت عددا من نقاط المراقبة التابعة للمقاومة الإسلامية قام مجاهدونا باستهداف ملالة إسرائيلية من نوع زيلدا عند موقع الصدح غرب بلدة صلحا ( المستعمرة المسماة افيفيم) بصاروخين موجهين وتمت اصابتها وتدميرها بالكامل “.

 

وقال الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي : “اليونيفيل رصدت عند حوالي الساعة 5:30 مساءً إطلاق صواريخ من جنوب مدينة صور” واضاف: “نواصل اتصالاتنا مع السلطات على جانبي الخط الأزرق لتهدئة هذا الوضع الخطير للغاية، ونحث الجميع على ممارسة ضبط النفس في هذا الوقت الحرج”.