مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت : وفاء بيضون
هذا وقد ختم العدوان الإسرائيلي شهره الأول وشرع باب الشهر الثاني على وقع المجازر والتدمير غير المسبوق بحق غزة وأهلها.
أكثر من عشرة آلاف شهيد وإضعافهم جرحى جلهم من الأطفال والنساء ، في وقت أثبتت بسالة المقاومة جدارتها في إدارة المعركة وحصد المزيد من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح .
السابع من اكتوبر الماضي أماطت عملية طوفان الأقصى اللثام عن سبع عشرة سنة من الحصار ، والاف الأسرى والمعتقلين ، وتهديد مستمر لأقصى المسلمين ومسجدهم الحرام .
فكان طوفانًا هز مضاجع الاحتلال ووضعه في موقع المختل والمربك لما حملته هذه العملية من نوعية في الأداء وسرعة في التنفيذ ليستفيق كيان الدولة اللقيطة على آلاف القتلى والجرحى والرهائن.
صدمة حركت العالم وعلى رأسها إدارة البيت الأبيض الذي سارع ساحبا وراءه عشرات الدول الغربية إلى تمترس خلف تغطية الاحتلال وتشجيعه على تدمير ممنهج ومدروس حتى قبل وقوع عملية الطوفان لينكشف الغطاء أكثر وينجلي رماد المواقف اتجاه مؤامرة امريكية غربية اسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير أهل غزة إلى واحة سيناء وحشر أهل الضفة في وادي عربة وتلاوة نعي فلسطين كل فلسطين .
فشلت اسرائيل بعدوانها وانتصر دم غزة بالشهادة والصمود وباتت اغصان شجرة نتنياهو تتقصف غصنا تلو الاخر مؤذنة بنزولها عن شجرة استكباره وعدوانيته.
هذا في وقت عكس خطاب الأمين العام لـ حزب الله السيد حسن نصر الله وهو الاول منذ بدء الحرب الإسرائيلية العدوانية على غزة، وما خلفته من توتر متصاعد على الحدود الجنوبية للبنان ، عكس مشهد اخذ ورد ودرس وتحليل، بعدما اضحى الحدث بل كاد لوهلة أن يخطف الأنظار عن الجرائم والمجازر التي تواصل إسرائيل ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من دون أن توفر في طريقها مستشفيات ومدارس، ومساجد وكنائس ولا حتى سيارات الاسعاف ، على مرأى ومسمع من العالم، المتمسك بمقولة حق الدفاع عن النفس الممجوجة .
لكن الخطاب الذي كان مُنتظَرا منذ الثامن من تشرين الأول الماضي، والذي سيليه خطاب اخر في الحادي عشر من الشهر الجاري لمناسبة يوم الشهيد جاء من النوع غير المسبوق في أدبيات ” حزب الله ” بالحدّ الأدنى، تحوّل أيضا إلى مادة انقسام في الداخل اللبناني .
وبين هذا وذاك، ثمّة من يعتبر أنّ الخطاب جاء أدنى من سقف التوقعات، التي يتحمل “حزب الله ” نفسه مسؤولية تضخيمها على الرغم من الوقائع والمعطيات الموضوعيّة، وثمّة من يرى في المقابل أنّه جاء واقعيا ومدوزنا تماما كعمليات الحزب المضبوطة حتى الآن، ليبقى الثابت أنّ الحزب غيّر تكتيكه وأنّ الخطاب الذي كرّس كسرا لاستراتيجية الصمت التي اعتمدها السيد “نصر الله” منذ بدء الحرب، قد يكون بمثابة خطوة فاصلة بين مرحلتين، وإن لم تكن معالمها قد اتّضحت بعد.
ولعل جملة الوضوح الغامض تفي بما اراد ايصاله السيد “نصرالله” الى القريب والبعيد معا .
من هنا يمكن التاسيس للمرحلة المقبلة والتي باتت واضحة المعالم في نتائجها فشل في اهداف الاحتلال وتوجس من فتح جبهة الحافة اللبنانية مع فلسطين المحتلة في وقت بدا واضحا كلام “اندريا توننيني” الناطق باسم قوات اليونيفل في جنوب لبنان عن وصفه المشهد بالخطير وتدرجه نحو انحدار تصعيدي يتجاوز قواعد الاشتباك بين المقاومة والاحتلال الاسرائيلي وهذا ما يدفعنا ايضا لانتظار ما سترتبه قمة العرب في السعودية وخطاب الامين العام في نفس اليوم ما يجعل المراقبين أمام استنتاجات مسبقة تقوم على احد أمرين :
-اما وقف القصف والتدمير بعدما فاضت الجريمة كل كيل وطفحت الانتقادات في اكثر من عاصمة عربية وغربية فيعلن امين عام ” حزب الله ” الانتصار المدوي على الاحتلال.
-واما ان ياخذ “نصرالله” بيد المقاومة ويطلق عنانها في حرب مفتوحة واذا وعد وفى.