مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “الأنباء” :
رغم الحديث عن هدنة إنسانية، إلا أن آلة الإجرام الاسرائيلية لم تتوقف عن القتل في غزة كما في الضفة الغربية وجنوب لبنان. وإلى ممارسات الاحتلال الوحشية في إمعانه بقتل الأطفال والنساء وقصف المستشفيات، نجا لبنان من كارثة أمس بعد سقوط قذيفة إسرائيلية على مستشفى ميس الجبل، في وقت انتشر أيضاً مقطع فيديو يُظهِر جنودًا إسرائيليين يتخذون من أحد الأسرى العزل الفلسطينيين درعاً بشرية، وهي جريمة وحشية إضافية بحق الانسانية لم يحرّك لها ما يعرف بالمجتمع الدولي أي ساكن. في هذا الوقت تشهد المملكة العربية السعودية لقاءات قمة استثنائية عربية إسلامية افريقية، للبحث عن سبل عملية لوقف إطلاق النار.
وفي لبنان يلقي أمين عام حزب الله حسن نصرالله خطاباً عند الثالثة عصراً يرتقب أن يعلن فيه توجهات حزبه في المرحلة المقبلة في ظل إصرار اسرائيل على توسيع دائرة الحرب الى خارج قواعد الاشتباك.
مصادر أمنية توقعت أن تتجه الأمور نحو الأسوأ “لأن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو لا خيار عنده إلا باستمرار الحرب وفتح جبهات جديدة، ومن هنا يمكن معرفة الهدف من تصعيد المواجهات الميدانية في الجنوب”.
وتعليقاً على استهداف مستشفى ميس الجبل، أشار عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله، وهو رئيس لجنة الصحة النيابية، في حديث لجريدة “الانباء” الالكترونية الى أن “هذا العدو لا يقيم ورناً لأية مؤسسات إنسانية، فبعد أن أمعن بقصف مستشفيات غزة، استهدف بالأمس مستشفى ميس الجبل بقذيفة، لكن لحسن الحظ لم تنفجر، ولو انفجرت لا سمح الله لحصلت مجزرة كبيرة”، معتبراً أن “هذا الاعتداء رسالة لمجلس الأمن الدولي ولكل الدول الغربية التي تغطي هذا العدوان”.
وأضاف عبدالله: “ماذا ننتظر من هكذا عدو غير ارتكاب المجازر؟ هذا ما فعله في غزة، ولو كان هناك دولة غير اسرائيل ارتكبت تلك الحماقة لكانت تمّت محاكمتها بموجب البند السابع، لكن يبدو ان المجتمع الغربي يعتبر اسرائيل فوق القانون”.
وفي المواقف من عملية التصعيد العسكري الاسرائيلي على مختلف الجبهات من غزة الى الضفة الغربية وصولاً الى جنوب لبنان، أشار الوزير السابق فارس بويز في حديث لجريدة “الانباء” الالكترونية إلى أن “لدى نتنياهو مشروعه، وسيحاول تحقيقه مهما كلف الأمر بكل الوسائل. وهذا المشروع هو الذي يضمن عدم محاكمته وبالتالي عدم سقوطه وإنهاء حياته السياسية، ويقضي بتفريغ غزة من سكانها ودفعهم باتجاه مصر وتفريغ الضفة الغربية من سكانها ودفعهم باتجاه الأردن وضم غزة والضفة الى اسرائيل، والانتهاء من مبدأ الدولة الفلسطينية أو الدولتين. فهو لا يعترف بوجود شعب فلسطيني ولا بوطن للفلسطينيين، ولا يريد أن يكون للفلسطينيين مستقبل، بل يجب أن ينخرطوا بالمجتمعين المصري والأردني. وهذا الأمر سيزعزع العالم العربي والأمة العربية برمتها، فالشعب العربي لا يتحمل هكذا عمل وقد يقود الى مواجهات بين الشعب والأنظمة العربية”.
وعلى الصعيد اللبناني، اعتبر بويز أنه يوماً عن يوم يتم تخطي قواعد الاشتباك. وقال: “أخشى استكمالاً لمشروعه، أن يحاول نتنياهو توسيع رقعة الحرب بدخول أميركا وإيران فيها، ويصبح هناك حرب نفطية جديدة في المنطقة”، معتبرا “مقاومة الشعب الفلسطيني أمر أساسي كي لا يتحمل نكبة جديدة اكبر من نكبة ١٩٤٨”.
وأضاف بويز: “على الأنظمة العربية ان تدرك أن هذا التلكؤ وغياب الموقف ستكون له انعكاسات خطيرة جداً على الاستقرار في العالم العربي، فهذه القضية ستزعزع بعض الدول في أوروبا لأن نصف المواطنين هناك هم من المسلمين، وقد تشهد أوروبا اضطرابات اذا شعر المسلمون في هذه الدول بتواطؤ غربي مع اسرائيل”، مستطرداً: “المطلوب الصمود في غزة والضفة مهما كانت التضحيات وألا يذهبوا لأي مكان آخر فاذا تكررت النكبة لا سمح الله ستكون نهاية القضية الفلسطينية”.
وعليه كل المؤشرات تدلّ على أن المنطقة على شفير حرب كبرى لا يمكن لأحد أن يتوقع نتائجها إذا ما حصلت. فمتى يستفيق الغافلون في لبنان من كبوتهم لترتيب البيت الداخلي قبل أن يجرفهم الطوفان؟