مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “نداء الوطن”:
ما سمعته وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال زيارتها السريعة بيروت أمس، بدا مخيّباً للآمال. فهي جاءت مباشرة من إسرائيل لتنقل ما سمعته من المسؤولين هناك عما يعتزمون القيام به حرباً إذا لم يتحقق سلماً، كي يفرضوا انسحاب “حزب الله” عسكرياً من جنوب الليطاني. لكن، بحسب ما نقل من عين التينة والسراي، تبيّن أنّ الموقف الرسمي ما زال عملياً في وادٍ آخر.
وذكرت أوساط واسعة الاطلاع لـ”نداء الوطن”، أنّ كولونا بدت شديدة الاهتمام بلبنان في محادثاتها في بيروت، مبدية كل الحرص على أمنه وسلامته، خصوصاً أنّ فرنسا ستتولى الشهر المقبل الرئاسة الدورية لمجلس الأمن.
ويخشى مصدر ديبلوماسي فرنسي، بحسب “وكالة الصحافة الفرنسية” أنّ “يقلل لبنان من شأن تصميم إسرائيل على حماية حدودها بعد الصدمة التي أثارتها الهجمات الدامية التي نفّذتها “حماس” في الأراضي الإسرائيلية في 7 تشرين الأول الماضي”.
في المقابل، ذكرت معلومات مصدرها الجانب اللبناني الرسمي في المحادثات مع كولونا أنه جرى طرح اقتراح معاودة اجتماعات اللجنة العسكرية الثلاثية في الناقورة، والبحث في النقاط الست الباقية من النقاط المتنازع عليها، ووقف الخروق المتبادلة. وأضافت هذه المعلومات أنّ كولونا “لم تطرح انسحاب “حزب الله” إلى شمال الليطاني”، لكنها أشارت الى أنها “نقلت التهديدات الإسرائيلية الجدية من دون تبنّيها”. وألمحت كولونا الى “أنّ مطلع العام الجديد سيشهد تفعيلاً لملف الرئاسة من قبل اللجنة الخماسية”.
في موازاة ذلك، اطّلعت كولونا من قائد قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان”اليونيفيل” الجنرال أرولدو لازارو ساينز، على معطياته التي تشير الى أنّ أوضاع الجبهة الجنوبية “متوترة” و”خطرة”. واستعان قائد “اليونيفيل” بالخريطة ليعرض هذه المعطيات، وكان أحضرها من الناقورة الى قصر الصنوبر في بيروت، بعدما ألغي الاجتماع الذي كان مقرراً في الجنوب، وذلك “لأسباب أمنية”.
و”الأسباب الأمنية” ذاتها، فرضت على كولونا عدم زيارة أفراد الكتيبة الفرنسية في الناقورة، والتي يقدر عددها بحوالى 700 عنصر، واكتفت بلقاء أفراد منها في قصر الصنوبر. وقالت كولونا إنها سمعت من الجنود مثلما سمعت من الجنرال ساينز أنّ الوضع على جانبي الخط الأزرق “خطر جداً”.
وأشارت الى أنّ “لبنان في وضع ضعيف جداً”. وأشادت بالتمديد لقائد الجيش، واعتبرت أنّ “الأمر مفيد جداً ومهم للاستقرار في لبنان، ولكن هذا لا يكفي”، وناشدت “كل المسؤولين التحلي بالمسؤولية لانتخاب رئيس للجمهورية”.
على صعيد متصل، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من تل ابيب “حزب الله ” إلى تجنّب توسيع النزاع مع إسرائيل. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت: “ندعو “حزب الله” إلى الحرص على عدم ممارسة أي أفعال من شأنها إشعال نزاع أوسع نطاقاً”. وأضاف: “أوضحنا أننا لا نريد أن يتوسّع نطاق هذا النزاع إلى حرب أكبر أو إلى حرب إقليمية” .
أما غالانت، ولدى سؤاله عمّا إذا كانت إسرائيل تخطّط لعملية برية في الشمال، قال إنّ “الديبلوماسية هي السبيل المفضّل”، لكنه أضاف: “نحن نهيّئ أنفسنا لأي وضعية”.
وبدا كلام وزير الدفاع الاسرائيلي حول “عملية برية” بمثابة تعليق على ما أوردته صحيفة “التايمز” البريطانية عن “خطط لغزو جنوب لبنان”، وضعها الجيش الإسرائيلي.
ووفقاً للصحيفة، فإنّ الجيش الإسرائيلي “يريد دفع قوات “حزب الله” في جنوب لبنان شمالاً إلى نهر الليطاني، وهو خط ذو أهمية رمزية لكلا الجانبين”.
وقال ضابط إسرائيلي كبير للصحيفة: “العقيدة الإسرائيلية هي نقل الحرب إلى الجانب الآخر. وسيتخذ مجلس الوزراء العسكري الإسرائيلي الطارئ القرار النهائي في شأن إرسال قوات برية عبر الحدود. ولا يمكن العودة إلى الوضع ما قبل 7 تشرين الأول”، ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس قوله “إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وافق على خطط، وحدّد جداول زمنية للاستعداد”.