مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة “النهار” :
فيما لم يبق مع بداية عطلة الأعياد في صدارة المشهد السياسي الداخلي سوى عنوان “الصلحة” تارة او “القطيعة المستعادة” طورا بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم، شكل التصعيد المتواصل على الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل الحدث الثابت في مسار الواقع اللبناني في الأيام الأخيرة والأسبوع الأخير من السنة الحالية. وعلى رغم معالم الاطمئنان النسبي التي عكستها حركة شبه طبيعية للوافدين اللبنانيين من بلدان الانتشار الى لبنان عشية الأعياد، ظلت أنظار الأوساط المحلية المعنية، كما الأوساط الديبلوماسية مشدودة الى مصير المساعي المحمومة المتعددة الجانب الجارية للتوصل الى هدنة إنسانية، طويلة نسبيا هذه المرة، في غزة تعول عليها هذه الأوساط مجتمعة أهمية كبيرة لتبريد الجبهة الجنوبية وتخفيف الاخطار المتزايدة لاتساع المواجهات على النحو الذي اقلق الجميع في الأيام الأخيرة .
وما بدا لافتا في هذا السياق تمثل في تحديد الرئيس ميقاتي عقب زيارته امس لبكركي ولقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي موقفا من الوضع القائم في الجنوب يتجاوز مسألة توقف المواجهات الميدانية الى النزاع الحدودي كلا بين لبنان وإسرائيل. وهو الامر الذي اثار تساؤلات عما اذا كان ثمة تفاهم ضمني بين رئيس الحكومة و”حزب الله” حيال تحديد هذا الموقف. فقد قال ميقاتي “تحدثنا خلال اللقاء ( مع البطريرك الراعي) أيضا عن الوضع في الجنوب وشرحت لغبطته ما يحصل وأكدت ان الحل موجود وهو في تنفيذ القرارات الدولية، من اتفاقية الهدنة بين لبنان والعدو الاسرائيلي، والقرار 1701، وكل القرارات الدولية، ونحن على استعداد للالتزام بالتنفيذ شرط ان يلتزم الجانب الاسرائيلي وينسحب، بحسب القوانين والقرارات الدولية، من الاراضي المحتلة”.
ووسط هذه الأجواء تواصل التصعيد في ألمواجهات الميدانية اذ تجدد القصف الإسرائيلي للكثير من البلدات الحدودية في الجنوب وشنت طائرات اسرائيلية غارات على جل العلم في خراج الناقورة ومنطقة اللبونة. كما استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف عيتا الشعب وراميا والقوزح وبيت ليف وجبل بلاط قرب مروحين، بالاضافة إلى أطراف طيرحرفا ومنطقة حامول في القطاع الغربي. وادى القصف الاسرائيلي لمنطقة رأس الناقورة الى تطاير الحجارة على موقع الجيش اللبناني في المنطقة كما اطلقت صفارات الانذار في مقر” #اليونيفيل” العام في الناقورة.
من جهته، أعلن “حزب الله” عن سلسلة عمليات اذ استهدف تجمعات لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة شوميرا (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة) كما استهدف ثكنة شوميرا وقوة مشاة إسرائيلية في محيط موقع المطلة وتجمّعاً للضباط والجنود الإسرائيليين في إيفن مناحم كما اعلن استهداف مركز تحكم وسيطرة عند النقطة 430 مقابل بلدة كفركلا وكذلك تجمعا للجنود الإسرائيليين والياتهم في محيط المنارة.
في المقابل، أفيد من الجانب الاسرائيلي بأن راجمات صواريخ اتجهت من لبنان إلى الجليل الغربيّ، كما أفيد عن سقوط صاروخ قرب نهاريا في الشمال دون دوي صفارات الإنذار.وافيد عن إطلاق ٦ صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى. واعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي وإصابة آخر بجروح بليغة في انفجار صاروخ أطلقه “حزب الله” على موقع في الجليل الأعلى .
سجال ميقاتي وسليم
اما في المشهد الداخلي وفيما ينتظر ان تسود مرحلة من الجمود السياسي حتى مطلع السنة الجديدة، اهتزت “مصالحة” الرئيس ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم على خلفية تصريح لسليم نفى فيه ما وزعته السرايا عن زيارته ووزير الثقافة محمد مرتضى اول من امس لميقاتي واعتبر الاتفاق بينهما منتهيا. وعلق رئيس الحكومة على ذلك مستغربا “استغرابا كاملا ما ورد على لسان الوزير، فالاجتماع الذي بدأ متوترا انتهى وديا وعلى اتفاق، وكان هناك شهود على ذلك، ولكن يبدو ان الوزير أوعز له بتغيير ارائه بعد الاجتماع وانا اعرف من أوعز له، لان ما حصل خلال الاجتماع مغاير للحديث الذي ادلى به ليلا”.
وسعى الوزير المرتضى الى إعادة احياء المصالحة فاصدر بيانا اثر لقاء له مع ميقاتي اعتبر فيه “أن رئيس الحكومة حامل الجمر بيمناه وأمل الإنقاذ بيسراه، ووزير الدفاع المشهود له بالمناقبية والإخلاص وكان لقاؤهما بالأمس في الدرجة العليا من التفاهم والحرص على المصلحة الوطنية وعلى المؤسسة العسكرية وانتظام عملها” وقال ان “الأجواء الإيجابية بل الأكثر من ممتازة التي سادت لقاء الأمس تجعل من كلام اليوم الإعلامي مجرد سحابة من سحائب هذه الأيام الماطرة، سرعان ما يجلوها الصحو. وكل كلام آخر لا يعدو أن يكون محاولة للصيد في الماء العكر من غير الراغبين بأن تسود البلاد أجواء وئام وتعاون”.
في سياق متصل كشف وزير الاعلام زياد مكاري أنّ الأمور أصبحت شبه مسهّلة بشأن تعيين رئيس للاركان، متوقعاً ملء شغور المركز بعد عطلة الأعياد. وأكّد مكاري أنّ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط سيزور رئيس تيار المرده سليمان فرنجية مطلع الأسبوع المقبل، لتسهيل هذا التعيين من دون الدخول في تفاصيل الأسماء. وفي هذا السياق أفادت معلومات إعلامية ان تعثر مصالحة ميقاتي – سليم لن يؤثر على مسار تعيينات المجلس العسكري في مجلس الوزراء مطلع العام وسط إرادة سياسية بحضور أو عدم حضور وزير الدفاع، وأشارت الى ان تعيينات المجلس العسكري سبق ان حسمت على الشكل الاتي: العميد حسان عودة لرئاسة الاركان والعميد رياض علام لإدارة المديرية العامة. ولفتت المعلومات إلى انه في حال حضور وزير الدفاع جلسة مجلس الوزراء سيطرح العميد منصور نبهان للمفتشية العامة وفي حال لم يطرح الاسم فسيكونُ العميد فادي مخول الأوفر حظاً لتولي المنصب.