مجلة وفاء wafaamagazine
كتبت صحيفة النهار:
يُقبل الوضع الداخلي على فترة جمود تمتدّ إلى ما بعد الثلث الأول من نيسان المقبل بفعل تعاقب عطل الأعياد، التي تبدأ اليوم مع عيد الشعانين ومن ثم غداً مع عيد بشارة العذراء ومن ثم الجمعة المقبل مع الجمعة العظيمة التي يليها عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتّبع التقويم الغربي وبعد ذلك يأتي عيد الفطر. بذلك ستكون التحرّكات السياسية الداخلية محدودة ومعلّقة إن على صعيد الجولة التي بدأتها لجنة سفراء مجموعة الدول الخمس، وإن على صعيد اجتماعات ممثلي الأحزاب والتيارات المسيحية في بكركي أو سواها من تحركات بارزة أخرى.
ووسط هذا المناخ، بدا لافتاً أمس اجماع القوى اللبنانية على التنديد والاستنكار والإدانة للعملية الإرهابية التي استهدفت موسكو، إذ سُجّلت فورة بيانات كثيفة لم تستثن أي حزب أو جهة رسمية وسياسية بإدانة هذه العملية الإجرامية الأمر الذي اكتسب دلالات مهمّة لجهة حفاظ روسيا على علاقات دافئة مع جميع القوى اللبنانية ولو أنّ العملية الاجرامية التي حصلت تستوجب إدانة تلقائية بمعزل عن حسابات العلاقات والمصالح.
ووسط الجمود الداخلي، عادت معالم التسخين الميداني في الجنوب إلى الواجهة حيث رفعت إسرائيل وتيرة استهدافاتها الجوية والمدفعية. وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على بلدة الناقورة كذلك استهدف بغارتين بلدة عيتا الشعب. واستهدفت القوات الإسرائيلية وادي السلوقي بالقـذائف المدفعية. كما تعرّضت أطراف بلدتَي عيتا الشعب وراميا لقصف مدفعي مباشر من مواقع الجيش الاسرائيلي المتاخمة للخط الأزرق في القطاع الاوسط. واستهدفت غاره على كفركلا مكتب الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذي أعلن أن “الجيش الإسرائيلي استهدف مكتبه في كفركلا ودمره بالكامل.
وشنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة جوية بالصواريخ استهدفت مدينة الخيام، فيما أفادت “القناة 13 الإسرائيلية” عن سقوط مسيرتَين في الجليل الأعلى من دون وقوع إصابات.
واستهدف “حزب الله” موقع الرادار الاسرائيلي، بصاروخ موجّه كما استهدف ثكنة راميم بقذائف المدفعية. وأعلن الحزب أنّه شنّ ظهر أمس هجوماً جويّاً بمسيرتَين انقضاضيتَين على منصتَين للقبة الحديدية في موقع “كفار بلوم” للدفاع الجوي وأصابت أهدافها. كما إستهدف موقع بياض بليدا وموقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.
على الصعيد السياسي، تواصلت ترددات الاجتماع الأخير في بكركي، فرحّب أمس عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله بلقاء بكركي “الذي يحرص على بقاء لبنان وحماية شعبه”، مؤيدًا “المساعي التي تهدف إلى إخراج لبنان من المأزق السياسي والمعيشي”، آملاً بأنّ “يتوسّع ويأخذ طابعاً وطنيّاً أكبر”. واعتبر أنّ “الحديث الجدي المطلوب هو عدم تعطيل جلسات الانتخاب والاسراع في إنهاء الشغور”، مشدّداً على “ضرورة الإسراع لانتخاب رئيس للجمهورية”، ومؤكّداً أنّ “التواصل بين كتلة اللقاء الديمقراطي وجميع الكتل قائم على أمل إتمام هذا الاستحقاق”.
من جهته، قال عضو “تكتل لبنان القوي” النائب شربل مارون أنّ الاجتماعات المتتالية بين الأطراف المسيحية في بكركي لا تهدف إلى وثائق وطنية فحسب إنّما لحوار طويل الأمد، موضحا أن الأحاديث والبيانات التي ستصدر عن تلك الاجتماعات ستكون باسم بكركي حصرًا. وكشف عن ” اتصالات تحت الطاولة بين “التيار الوطنيّ الحرّ” و”القوات اللبنانية” حول مواضيع عدة والاجتماع في بكركي وضع القضايا بكاملها على الطاولة”. وعن غياب تيار المردة عن اللقاء المسيحي، قال: “هناك ضبابية في هذا الغياب”، مضيفاً: “كنّا نأمل حضور الجميع لكي تتم مناقشة القضايا بين الأطراف كافّة وإنتاج ورقة وطنية موافق عليها من كافّة الكتل”.
في المقابل، قال النائب طوني فرنجية: “قلناها منذ بداية الفراغ الرئاسي ونعود لنكررها، لا حل سوى بالجلوس جميعاَ معاً، فيناقش كل طرف هواجسه دون شروط لا تكون لاحقة ولا مسبقة ولا حل الا بالشراكة والتطلع إلى بناء بلد بنوايا صافية وإرادة وعزيمة. ومن يرفض ربط المسار الرئاسي بمسار الحرب كان عليه ألا يرفض الحوار، لا بل أن يطالب به منذ بداية الشغور فهو السبيل الوحيد لانتخاب رئيس صنع في لبنان. ونكرّر اليوم تمسكنا بحوار وطني، وننتظر أي مبادرة قد تطلقها البطريركية المارونية، علماً اننا لا ننسى انقضاض البعض على المُسلمات التي أعلنت من بكركي بعد إجتماع الأقطاب الموارنة فيها”.