الرئيسية / آخر الأخبار / دراسة جديدة تربط بين الغذاء والدماغ

دراسة جديدة تربط بين الغذاء والدماغ

مجلة وفاء wafaamagazine

في الماضي، كان التركيز الأساسي على دور الغذاء في الحفاظ على صحة الجسم، ولكن مع التقدم العلمي، تتكشّف المزيد من المعلومات حول تأثير الغذاء على صحة الدماغ أيضًا.

 

أظهرت دراسة حديثة نُشرت في موقع Science Daily أنّ هناك علاقة محتملة بين نوعية الغذاء وخطر الإصابة بالخرف، وأنّ اتّباع نظام غذائي صحي قد يساهم في إبطاء التدهور المعرفي.



وعلى الرغم من الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لتوضيح العلاقة بشكل كامل، إلا أنّ هذه النتائج تُعد مشجعة للغاية، بحسب تقييم الخبراء.

 

ماذا يعني التدهور المعرفي والخرف؟

 

التدهور المعرفي هو انخفاض تدريجي في المهارات العقلية، مثل الذاكرة والتفكير والتركيز. وهو أمر طبيعي يحدث مع التقدم في العمر، إلا أن التدهور المعرفي الشديد قد يكون مؤشرًا على الإصابة بالخرف.

 

اما الخرف فهو مصطلح عام يُطلق على مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على وظائف الدماغ. ومن أكثر أنواع الخرف شيوعًا مرض الزهايمر.

 

كيف يؤثر الغذاء على صحة الدماغ؟

 

لا يزال العلماء يحاولون فهم كيفية تأثير الغذاء على صحة الدماغ بالضبط، ولكن هناك بعض الاحتمالات:

 

التأثير على الالتهاب: يعتقد أنّ الالتهاب المزمن يؤدي دورًا في الإصابة بالخرف. وقد يُساعد اتّباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات ومضادات الأكسدة على تقليل الالتهاب في الجسم.

 

صحة الأوعية الدموية: يلزم وصول تدفّق دموي جيد إلى الدماغ للحفاظ على وظائفه. ويمكن أن يؤثر الغذاء على صحة الأوعية الدموية، حيث يساهم ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول في تضييق الشرايين، مما يحدّ من وصول الدم إلى الدماغ.

صحة الأمعاء: هناك علاقة متزايدة الأهمية بين صحة الأمعاء وصحة الدماغ. وتُظهر الدراسات أن البكتيريا المعوية الصحية قد تؤدي دورًا في الوقاية من الأمراض العصبية التنكسية.

 

ففي دراسة لجامعة كاليفورنيا عام 2018، ظهر أن تغيير البكتيريا المعوية أدى إلى تغيّرات في السلوك، بما في ذلك مستويات القلق والاكتئاب.

 

وفي دراسة لجامعة هارفارد عام 2019، ظهر أن الأشخاص الذين يعانون مرض الزهايمر لديهم تركيبة مختلفة من البكتيريا المعوية مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون هذا المرض.

 

وفي دراسة جامعة كورنيل عام 2020، ظهر أن إعطاء الفئران نوعًا من البكتيريا المعوية ساعد في تحسين وظائف الدماغ والذاكرة.

 

كيف نتّبِع نظاماً غذائياً صحياً للدماغ؟

 

في حين لم يتم تحديد نظام غذائي مثالي للوقاية من الخرف بشكل قاطع، إلا أن هناك بعض النصائح العامة التي يُمكن اتباعها:

 

أكثِر من تناول الفواكه والخضروات: تحتوي الفواكه والخضروات على مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن التي تُغذّي الدماغ وتحميه من التلف.


إختيار الحبوب الكاملة: تساهم الحبوب الكاملة في الشعور بالشبع وتمدّ الجسم بالطاقة اللازمة لوظائف الدماغ المختلفة.

 

الدهونات الصحية: لا تُعد كل الدهونات ضارّة. لذا عليك أن تختار الدهونات الصحية الموجودة في الأسماك والمكسرات والأفوكادو وزيت الزيتون.

قلة الملح والسكر: تناوَل كميات قليلة من الملح والسكريات المضافه، حيث يرتبط الإكثار منهما بارتفاع ضغط الدم ومشاكل صحية أخرى.



بالإضافة إلى اتّباع نظام غذائي صحي، فإنّ ممارسة الرياضة والحفاظ على وزن صحي والحصول على قسط كافٍ من النوم هي من العوامل المهمة أيضًا لصحة الدماغ.

 

هذه الدراسة تُعدّ خطوة إيجابية نحو فهم العلاقة بين الغذاء والصحة العقلية. ومع استمرار الأبحاث، قد نتمكن في المستقبل من تحديد أنظمة غذائية وقائية أكثر فعالية للمساعدة في الحفاظ على صحة أدمغتنا مع التقدم في العمر.